معاريف: يا حكومة إسرائيل، لقد حان الوقت لترك المفاتيح والعودة إلى الوطن
معاريف 15-5-2024، افرايم غانور: يا حكومة إسرائيل، لقد حان الوقت لترك المفاتيح والعودة إلى الوطن
نحن مصوتي الانتخابات الأخيرة في تشرين الثاني 2022، جموع شعب ممزق، منقسم، متألم وحزين، اختبر المنافي، المحرقة، المعاناة، الاضطرابات، المصائب والحروب؛ نحن الذين وقفنا المرة تلو الأخرى في صناديق الاقتراع بعد سلسلة من الحملات الانتخابية المضنية تعبين من الوعود والآمال العابثة، وتواقين لبعض الهدوء، الأمن والسكينة بينما انتم كنتم هنا ووعدتمونا بالربيع والزهور مع الكثير من الآمال.
صحيح أنكم لم تعدوا بحمامة مع غصن زيتون أو بالسلام، لكنكم وعدتم بأمن قومي وشخصي، وعدتم بحوكمة، بهدوء، ازدهار ونماء اقتصادي، حرص على الضعفاء، المظلومين، بلدات المحيط المظلومة. نعم، وعدتم بفجر جديد وأساسا وعدتم بإيفاء الوعود، مثلما قلتم: «الوعود يجب أن يوفى بها».
في يومين تليا يوم الذكرى الأكثر رعبا في تاريخ الدولة في الوقت الذي تذبل فيه الورود والأكاليل على الشواهد الحجرية الصامتة في المقابر العسكرية والنصب التذكارية، نحن نقف هنا، اليوم، أمامكم بعد أكثر من سبعة اشهر حرب لا نرى لها نهاية باسم مئات الشهداء الذين أضيفوا في ورديتكم إلى أعداد الشهداء والمقتولين، باسم الأرامل واليتامى الذين انضموا إلى عائلات الثكل وأظلم عالمهم وأساسا باسم 132 مخطوفة ومخطوفا يذوون في مكان ما في الرمال المظلمة ويسألون بصوت عال: حتى متى»؟
ألم تستوعبوا. ألم تفهموا؟ أليس واضحا بعد أنكم فشلتم على مدى كل طريق بهذه الحكومة؟ ألستم واعين لحالة الدولة، حالة الشعب من الشمال حتى الجنوب، وبعامة في العالم؟
حكومة، زعامة مع مسؤولية وطنية، كانت ستقف خلف إخفاقات كهذه بشجاعة جماهيرية أمام الشعب وتقول بصوت مدوٍ: «لم يعد بوسعنا»، مثلما تصرف في حينه رئيس الوزراء الراحل مناحم بيغن في حرب لبنان الأولى. انطلاقا من المسؤولية الوطنية، انتم ملزمون بأن تتنحوا جانبا وتسمحوا لقيادة أخرى يختارها الشعب أن تقود الدولة إلى شاطئ الأمان.
يثبت الواقع الحالي بشكل واضح ان وضعنا العسكري، الدولي، الاجتماعي والاقتصادي يحتدم من يوم إلى يوم حتى خطر وجودي. من هنا، باسم مصوتي تشرين الثاني 2022، القلقين جدا من هذا السلوك الفاشل، وانطلاقا من القلق على مستقبل الدولة نتوجه إليكم بهذا الطلب. رجاء ابدوا المسؤولية، لا تلعبوا بمصير الدولة وبمستقبلها مرة أخرى.
ضعوا المفاتيح، ادعوا للانتخابات، وارحلوا لإجراء حساب نفس مع أنفسكم. افحصوا جيدا أين أخطأتم وفشلتم. أغلبية الـ 64 مقعدا التي منحتكم الحكم، والتي تتمسكون بها، لم تعد ذات صلة منذ زمن بعيد. لم تعد موجودة عمليا. انتم أقلية تافهة وفقا لمعظم الاستطلاعات.
لا تبحثوا عن أسباب ومذنبين للواقع الذي خلقتموه. كارثة أكتوبر هي ليست بسبب أوسلو ولا أيضا بسبب فك الارتباط في 2005. هذا ليس رابين، ليس بيريس، ليس شارون وليس نبينا موسى هم الذين قادونا إلى هنا، مثلما تحاولون أن تدافعوا عن أنفسكم على تقصيراتكم من خلال جهاز مزيف يبث بلا انقطاع قائمة هاذية من الأسباب، المذنبين والذنوب.
انه انتم فقط، وفقط بسببكم، بسبب حكومة فاشلة، بدلا من أن تفي بالوعود، تعنى وتنشغل بالمشاكل الحقيقية، انشغلت من يومها الأول بانقلاب قضائي – نظامي.
بدلا من الحرص على الدولة، الشعب، حرصتم على الزعيم، على بقاء بنيامين نتنياهو، ومع نتنياهو ضحيتم بالدولة على هذا المذبح، في ظل خلق شرخ وكراهية لم نشهد لها مثيلا، في ظل ترك أجزاء من البلاد وسكانها لمصيرهم.
في كل ساعة تمر، يرتفع هنا الثمن الدموي الذي ندفعه ويحتدم الضباب حول مصير مخطوفينا. ما الذي ينبغي له أن يحصل هنا اكثر كي تفهموا انه لم يعد ممكنا بعد؟ مثلما يبدو هذا انتم غير قادرين على أن تخرجوا الدولة من الفخ الذي اقتدتموها إليه. خذوا بالحسبان أن استمرار طريق الحكومة الفاشلة هذه يخدم أساسا أعداءنا، الذين يتمتعون من عجزكم وتبطلكم.
لا تحاولوا كسب الوقت انطلاقا من إحساس عابث بانكم ستنجحون في تغيير الوضع. انتم حقا غير قادرين. لا تدفعوا الجماهير لأن يخرجوا إلى الشوارع للتظاهر ضدكم والمطالبة باستقالتكم بالقوة. افعلوا هذا بأنفسكم من اجل الشعب، مستقبل الدولة ومن أجلكم أيضا. نعم، منذ اليوم.