ترجمات عبرية

معاريف / يؤدي وظائفه كما ينبغي – ألا ترون؟

معاريف – بقلم  مئير عوزئيل – 10/10/2018

سئل نتنياهو عن أدائه لوظائفه في زمن التحقيقات، وأجاب بأن هذا لا يزعجه. لقد كان هذا المؤتمر الصحفي دليلا على أن هذا حقا لا يزعج أداءه لمهامه. لقد كن بوسع كل واحد أن يرى ذلك. كما أن نتنياهو قدر بأنه لن ترفع ضده لائحة اتهام. أما أنا فأختلف معه. وأفترض أنه ستكون لائحة اتهام، فقد بات هذا غير متعلق بالحقائق التي توجد في ملفات التحقيق. الوضع في هذه اللحظة هو أن كل شيء تقدم شوطا بعيدا، وأي من محققي نتنياهو لن يتجرأ على الاعلان بأنه لا توجد مادة لتقديمه الى المحاكمة. يبدو وكأن الكل في اجهزة التحقيق والادعاء العام يريدون أن ينقلوا الموضوع الى الامام، كي تكون المحكمة وليس هم من يبريء ساحة أو يدين المذنب. لقد اقترح الفنان البريطاني باكسي، اقتراحا فنيا خاصا به: رفع لائحة اتهام – وتمزيقها على الفور.

علي أن أقول إن الكتابة عن محاكمات وتحقيقات كهذه وفي نفس الوقت محاولة توقع نتائجها، هو عمل يضع الانسان في اسوأ حال. فأنت لا تعرف في واقع الامر شيئا مؤكدا، ولا تعرف إلا ما غذوك به بشكل مغرض. الواضح هو فقط أنه يوجد في كل هذه العملية الكثير من القرارات الغامضة والتعسفية. ننتنياهو هو الآخر لا يمكنه إلا أن يخمن أنه لن يكون شيء لأنه لا يوجد شيء. ومع ذلك، في المؤتمر الصحفي سئل بيبي اذا كان قادرا على أن يؤدي مهامه في وضع من التحقيقات غير المتوقفة. فأجاب بأنه يؤدي مهامه جيدا و”أنا لا أنزل عيني عن لوحة اهدافنا، بكل معنى الكلمة”.

في واقع الامر أثبت المؤتمر الصحفي أداء نتنياهو. فأداؤه استثنائي في قدرته على التركيز. وحتى عن حقيقة أنه كان سائلا قليلا سيطر بسلاسة وبذروة في التقاط الصورة. يبدو وكأن كل هذه التحقيقات تجري بشأن نتنياهو في الساعات التي يكون فيها قد نام نوما جيدا. ليس مفهوما السؤال “كيف تؤدي مهامك؟”. من جهة المراسلين، حين يكون يقف امامهم رئيس وزراء اظهر منذ لحظة امامهم استيعاب ومعالجة معلومات هائلة وتركيز على الاهداف المختلفة. كما أن هذا كان عندما كان المراسلون المتحمسون من الامكانية المفاجئة لأن يسألوا ما يريدون، للذع، للاحراج، للتشاور مع صديق هاتفي في هيئة التحرير، يوجهون له مواضيع بعيدة الواحد عن الآخر. أما هو فكان مطلعا عليها كلها، وكأنه لا يوجد أي شيء غير الموضوع الذي ينشغل به.

فهو يجيب عن المطاردة للمخرب من برقان، يقفز الى سؤال عن صواريخ الـ اس300 ويطلق فورا جوابا يدل بشكل مباشر على نشاطه: “التقيت اليوم مع نائب رئيس وزراء روسيا”. ليس هكذا يتصرف شخص لا يمكنه أن يؤدي مهامه. أما عمليا، فنتنياهو يؤدي مهامه تحت التحقيقات منذ قضية الهدايا وعمادي قبل 18 سنة. هذا هو الوضع الطبيعي بالنسبة له. فبدون تحقيقات سيشعر أن هناك شيئا غريبا في جدول اعماله.

ومع أن وزير المالية موشيه كحلون تقزم ظاهرا امام نتنياهو، بسبب الطبيعة الخاصة لهذا المؤتمر الصحفي، ففي المقطع الذي كانت فيه منصة الخطابة تحت تصرف كحلون كان هذا مؤتمرا صحفيا رفع كحلون درجة في الزعامة. فقد اصبح هنا سياسيا رائدا بفضل ذاته. كان كحلون ممتازا، مسؤولا، شامل النظر، ثاقب في غياهب الاقتصاد. فخور بالاقتصاد الاسرائيلي وعن حق. أما العناق بينهما والتعبير عن التقدير على وجه بيبي، فقد قال الكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى