ترجمات عبرية

معاريف: وزارة الخارجية الأميركية: خطأ فادح في فهم الفلسطينيين!

معاريف 2024-02-09، بقلم: يورام أتينغر*وزارة الخارجية الأميركية: خطأ فادح في فهم الفلسطينيين!

تحاول وزارة الخارجية الأميركية بمنهاجية، بإدارة وزير الخارجية بلينكن ومستشار الأمن القومي ساليفان مصالحة نظام آيات الله من خلال بادرات مالية ودبلوماسية بعيدة الأثر، لأجل تحقيق حقوق الإنسان والديمقراطية في ايران وإقناع آيات الله بالموافقة على التعايش بسلام مع جيرانهم السُنة. لاجل تحقيق سياستها تتجاهل وزارة الخارجية سلوك آيات الله منذ سيطرتهم على ايران، ومركزية الرؤيا الأيديولوجية لآيات الله. تعتقد وزارة الخارجية بأنه مثل الغرب، فان آيات الله أيضا سيخضعون الأيديولوجيا للاعتبارات المالية.

لكن، وكما هو متوقع، لا يدع آيات الله الاعتبارات المالية تغطي على رؤيا دينية متزمتة وطموحة تعود الى 1400 سنة، بل يستخدمون البادرات الطيبة الدراماتيكية الاميركية لتحقيق تطلعهم لإهانة وهزيمة “الشيطان الأميركي الأكبر” ويرفعون مستوى نشاطهم المناهض لأميركا في مجالات الإرهاب، تهريب المخدرات، تبييض الأموال. ونشر أسلحة متطورة في ارجاء العالم، مع التشديد على أميركا اللاتينية.

إن تطلع وزارة الخارجية للوصول الى اتفاق آخر مع آيات الله، الرد المتنازل على هجمات ايران ووكلائها على المنشآت الاميركية وتجاهلها للمضمون الإرهابي للاخوان المسلمين واخراجها الحوثيين من قائمة منظمات الإرهاب بالتوازي مع ممارسة الضغط على مصر، السعودية واتحاد الامارات، تدفع هذه الدول – عسكريا ومدنيا – الى أذرع روسيا والصين.

في 2024 تشدد وزارة الخارجية التي تخطئ بمنهاجية منذ معارضتها القاطعة لاقامة الدولة اليهودية، الضغط لاقامة دولة فلسطينية ستتصرف (بتقديرها) بتعايش سلمي. تستخف وزارة الخارجية بسلوك ورؤيا الفلسطينيين وتسند سياستها على تصريحات دبلوماسية فلسطينية وعلى سيناريوهات مستقبلية متفائلة، لكنها تخمينية.

بالمقابل، فان الزعماء العرب مقتنعون بان السلوك الفلسطيني يدل على أن الدولة الفلسطينية ستفاقم هزات الشرق الأوسط، ستخدم الإرهاب الإسلامي، ايران، روسيا والصين، وتعرض وجودهم للخطر. هم يفهمون بان دولة فلسطينية غربي الأردن ستؤدي الى اسقاط النظام الهاشمي، ستجعل الأردن ساحة إرهاب إسلامي إقليمي وعالمي. ستهدد أنظمة شبه الجزيرة العربية وتمنح ريح اسناد لجهات تنتهك القانون.

في 2011 كان بلينكن وساليفان بين المبادرين لهجوم الناتو الذي اسقط حكم القذافي وجعل ليبيا دولة سائبة، بؤرة إرهاب إسلامي وتهريب المخدرات في افريقيا، أوروبا والشرق الأوسط، وساحة حروب أهلية متواصلة. ويقود الاثنان جهود وزارة الخارجية لإخضاع الواقع العربي البلقاني، المتقلب، الخائن، العنيف، غير المتسامح الى واقع افتراضي من القيم الغربية في التعايش بسلام، تنفيذ الاتفاقات، حقوق الانسان والديمقراطية.

يجدر بوزارة الخارجية أن تنصت لما يقوله البروفسور فتيكيوتس في جامعة لندن، الذي كان مؤرخاً بارزاً للشرق الأوسط: “المواجهات العربية هي ميزة دائمة للشرق الأوسط… على السياسة الاميركية ان تقوم على أساس الواقع التاريخي: العلاقات العربية لا تتطور بشكل ثابت، ولا تتحرك من السلبي الى الإيجابي أو من الإيجابي الى السلبي. هي تتحرك بشكل غير متوقع وتوجد أحيانا في مناطق ظلماء… الاتفاقات والتسويات يبلورها الزعماء والأنظمة المتعرضون للتآمر والثورات. هذا الواقع يجعل من الصعب جدا تقدير العلاقات العربية والعلاقات بين العرب وبين غير العرب”.

*خبير في شؤون العلاقات الإسرائيلية – الأميركية وعضو في منتدى القادة القومي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى