ترجمات عبرية

معاريف: هل ستترجم إسرائيل الهجوم  الى انجاز سياسي، كيف ستعمل طهران ودول الخليج

معاريف 15/6/2025، ميخائيل هراري: هل ستترجم إسرائيل الهجوم  الى انجاز سياسي، كيف ستعمل طهران ودول الخليج

الهجوم على منشآت النووي جاء بمفاجأة جزئية. فالترقب لعملية عسكرية إسرائيلية حام في الفضاء في الأسابيع الأخيرة، بالتوازي مع المفاوضات الامريكية – الإيرانية في محاولة للوصول الى اتفاق. التصلب في الموقف الإيراني، واساسا حول مسألة التخصيب، عزز التوقعات للهجوم، التي تحققت في النهاية. الطرفان، إسرائيل والولايات المتحدة نجحا بشكل مبهر في “حملة التضليل” بالنسبة لمدى التنسيق والتوافق بينهما وعلى الأقل من هذا الجانب، كانت المفاجأة مبهرة. يمكن منذ الان أن نشعر، وان كان بحذر، بالرضى من جانب معظم اللاعبين في المنطقة عن الخطوة الإسرائيلية. التنديدات العالمية التي اسمعت مثلا من جانب الرياض لا تؤخذ كثيرا على محمل الجد، وهذه كانت معدة لمنح “مدى أمن” عن الاتهامات بالتعاون، او بالطبع رضى وشماتة. الأردن والعراق اعلنا عن اغلاق مجالهما الجوي.

من المهم فحص الشكل الذي يصمم فيه اللاعبون المعنيون خطواتهم الان.

إسرائيل اخذت على عاتقها “العمل الأسود” واتخذت خطوة تتطابق من جهة مع أهدافها لان تضرب “ماديا” منشآت النووي، ومن جهة أخرى تخلي الطريق من العودة الى مفاوضات أمريكية – إيراني والان من موقف ضعف إيراني واضح. صحيح أن إسرائيل شكاكة بالنسبة لامكانية الوصول الى اتفاق مرضٍ لكن مدى التنسيق مع الإدارة الامريكية، وبالطبع نجاح الخطوة العسكرية (ينبغي ربما الانتظار قليلا كي نفحص الوضع مع تبدد الغبار) يحسنان مكانتها في واشنطن وفي المنطقة كلها.

الولايات المتحدة “تبريء نفسها” إذ أبعدت نفسها عن المشاركة في الهجوم (الرئيس ترامب اعترف بانه اطلع على الهجوم)، وتشدد استعدادها للعودة فورا الى المفاوضات مع ايران. معقول أن يستغرق وقت ما الى أن تستأنف المفاوضات.

امام الزعامة في طهران معضلة عسيرة للغاية. كيف ترد في ضوء حقيقة أنها تخاطر بموجة هجمات أخرى. واضح ان ايران توجد في موقف ضعف جلي بخاصة بعد ان فقدت لاعبيها في المنطقة مع التشديد على حزب الله، على الأقل من ناحية القدرة القتالية ذات مغزى.

كما أسلفنا يبدو أن دول الخليج راضية عن الهجوم. (مشوق موقف، إحساس، مدى معرفة عُمان، راعية المفاوضات الامريكية – الإيرانية). سيتعين عليها أن تفرض على نفسها ضبطا للنفس وان تدير رد فعل اقتصاد الطاقة العالمي على الحرب في المنطقة. ثمن برميل النفط ارتفع منذ الان، نتيجة متوقعة بالتأكيد، والأيام القريبة القادمة ستوضح كيف ستفعل هذه لمنع ارتفاع عال جدا في أسعار النفط. الرئيس ترامب سيكون راضيا عن ذلك.

في هذه الاثناء التأييد الدولي جدي اكثر مما يمكن أن نتوقع، على الأقل في الظروف الحالية للحرب في غزة. بالنسبة للحرب في غزة لا يبدو أنه متوقع تأثير مباشر وفوري. حماس ستفضل القتال في سبيل بقائها، ومعقول أن تتمترس إسرائيل في مواقفها المتصلبة في هذه الساحة. يدور الحديث عن مرحلة مبكرة جدا لتقدير أو توقع كيف ستترجم حكومة إسرائيل الهجوم في ايران، على اعتبار أنها ستجتاز بنجاح الأيام القريبة القادمة، الى إنجازات سياسية، يجدر بنا أن ننتظر بضعة أيام الى ان تكون الصورة أوضح.

موجات الصدى في المنطقة منذ 7 أكتوبر دراماتيكية على نحو خاص ويبدو اننا لا نزال نوجد في ذروتها.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى