معاريف: هل حماس هُزمت؟
معاريف 23/9/2024، موشيه بوزيالوف: هل حماس هُزمت؟
الكثير من محافل الجيش والمحللين ممن ادعوا في الماضي بان “حماس مردوعة” يقولون الان ان حماس مهزومة. على حد نهجهم، فان الويتها، قادتها وقسما من زعمائها صفوا، ومبناها “العسكري” كف عن الوجود. وفي نفس الوقت لا ينفون الواقع الذي تصطدم به قواتنا كل يوم بمخربين مسلحين، والصواريخ لا تزال تطلق بين الحين والآخر، بما في ذلك الى عسقلان، لكنهم يقولون بالقطع اننا فقط اذا ما عقلنا فخلقنا بديلا سلطويا لحماس، فعندها ستستكمل المهمة.
هذا الأسبوع نشر الجيش الإسرائيلي وثيقة بعث بها قائد لواء خانيونس الى يحيى السنوار وأخيه محمد في شهر أيار من هذه السنة، رسالة تدل على انه وان كانت حماس في ضائقة شديدة الا انها لا تزال تؤدي مهامها.
تصف الرسالة الوضع الصعب للمنظمة: “فقدنا 90 – 95 في المئة من قدراتنا الصاروخية؛ فقدنا 60 في المئة من سلاحنا الشخصي؛ فقدنا ما لا يقل عن 65 – 70 في المئة من مضادات الدروع؛ والاهم، فقدنا على الأقل 50 في المئة من مقاتلينا”.
وان كانت الوثيقة تشهد سطحيا على ان قوات المنظمة توجد في ازمة وربما على شفا الانكسار، ففي اختبار النتيجة في الواقع الصورة مركبة:
- حماس تواصل قتال حرب العصابات وتعمل من داخل نطاقات القيادة والتحكم – تحت غطاء مؤسسات مدنية مثل المآوي الإنسانية، المدارس والمستشفيات – التي اقامتها في قلب السكان المدنيين.
- المنظمة تعمل بلا كلل على انعاش صفوفها وتجنيد نشطاء جدد – واساسا شباب.
- حماس تترمم أساسا في مناطق لا يعمل فيها الجيش الإسرائيلي الان، بما فيها شمال القطاع، خانيونس والمواصي.
- حماس تواصل الاستغلال التهكمي لسكان غزة وتجبي منهم نحو 20 في المئة على المساعدات الإنسانية التي تدخل الى القطاع. حسب التقديرات، جمعت حماس حتى اليوم نحو نصف مليار دولار بهذا الشكل.
- وبالطبع، حماس تستخدم قوة وحشية على السكان كي تفرض الخوف، بما في ذلك الاعدامات العلنية للسارقين او من يشتبه به كعميل مع إسرائيل، والغزيين الذين يتجرأون على الاحتجاج ضد حكم حماس.
في أيار 2005 كتب العميد في حينه غادي آيزنكوت، في اطار تقرير نهاية منصبه كقائد فرقة الضفة انه “يجدر التخلص من مفهوم الحسم الاستراتيجي والشامل من قاموس المواجهة”. الامر لم يمنع بيني غانتس من الإعلان عن أن “حماس هُزمت” قبل لحظة من انسحابه هو وغانتس من الكابنت، وقبل أن يدخل الجيش الإسرائيلي الى رفح والى محور فيلادلفيا.
بالمقابل، يوجد لكابنت الحرب نهج آخر – نهج بروح الفكر البروفيسور يهوشفاط هركابي الراحل، رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق، الذي وصف الحسم كـ “وضع تقضى فيه على قدرة الخصم وحمله الى وضع من انعدام الوسيلة، وهو يستسلم”.
يهوشفاط هركابي محق: رغم إنجازات الجيش الإسرائيلي المبهرة، فانه طالما بقيت لحماس قدرة على المس بإسرائيل واحتجاز أبنائنا وبناتنا كرهائن – حماس غير مهزومة. في نقطة الزمن الحالية لا يمكن القول من سيكون بديل سلطوي لحماس.
ما ينبغي أن يكون واضحا في أوساط من سيأتي بعدها – وفي أوساط كل جهاز سلطوي مستقبلي مهما كان وما ينبغي أن يحرق لاجيال الى الامام هو وعي الصدمة وذكرى الدمار لمن تحدى مجرد وجودنا وذبح مواطنينا هم وكل مساعديهم.
اختبار الواقع يثبت بانه لن يكون أي بديل محلي لحماس – او في المساعدة الإقليمية و/ او الدولية – قبل أن تهزم بداية.
بعد هزيمة حماس يمكن أن يتبلور بديل مناسب. هزيمة حماس (والجهاد الإسلامي)، الفرع الوحيد للاخوان المسلمين الذي يستولي على حكم في العالم العربي – ستعزز اتفاقات إبراهيم التي تجتاز بنجاح اختبار الحرب في غزة. هزيمة حماس ستكون أساس هام لتوسيعها.
ينبغي التشديد على ان الهزيمة العسكرية وحدها لا تكفي. يجب ان يضاف اليها عنصر وعي تفقد فيه حماس القدرة والرغبة في مواصلة الصراع. ان تغيير الحكم يحتاج الى مسيرة مركبة وواسعة تشارك فيها عناصر أمن، مجتمع واقتصاد. فقط بعد ان يتحقق هذان الهدفان، سيكون ممكنا ضمان نتيجة مستقرة وذات مغزى تؤثر أيضا على المحيط الإقليمي لسنوات طويلة.
ان استمرار القتال حتى تصفية السنوار، تحرير المخطوفين وهزيمة حماس – سيكون نصر مطلق، وهذا في متناول اليد.