معاريف: هل أهداف حماس في غزة وفي الخارج تسير على الطريق الصحيح؟

معاريف 22-8-2023، بقلم تل ليف رام: هل أهداف حماس في غزة وفي الخارج تسير على الطريق الصحيح؟
في ظل التصعيد الأمني: من المتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتعزيز وتكثيف الدفاعات على طول محاور الحركة في جنوب الضفة وتوسيع نطاق العمليات العملياتية للاعتقالات ومكافحة الإرهاب في مدن الضفة الغربية في إطار عمليات الفرقة لاعتقالات مطلوبين يكشفون عن أسلحة ووسائل حربية.
وتلمح المؤسسة الأمنية إلى ذلك لأن حماس، التي تقود جهود التصعيد، في مرمى النيران، فيما يبقى سؤال واحد مفتوحا، هل هذا تلميح في إسرائيل إلى جانب النشاط ضد نشطاء المنظمة في الضفة الغربية وفي الخليل على وجه الخصوص؟ كما أن هناك على جدول الأعمال إمكانية الإضرار بأهداف المنظمة في قطاع غزة أو حتى في الخارج.
وفي أقل من 24 ساعة، تمكنت القوات الأمنية من إغلاق دائرة واعتقال المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم ومقتل بات شيفا نيجري. ودخلت قوات الجيش إلى جنوب مدينة الخليل بعد أن تمكن الشاباك من تحديد مكان المنفذين، وهما أبناء عمومة كانا يختبئان بالفعل في منزل العائلة، وذلك باستخدام مختلف الوسائل المتاحة لهم.
التقييم الأول هو أنهم تلقوا مساعدة من أشخاص آخرين بطريقة تم تعريفها على أنها محدودة وربما فقط في مرحلة لاحقة بعد الهجوم، حيث على حد علمنا وفقًا للتقديرات في الوقت الحالي، فإن عائلة الاثنين المقربة ولم يكن أبناء عمومتهم الذين يُزعم أنهم نفذوا الهجوم، على علم بنيتهم تنفيذ الهجوم. ولم يحدد الجهاز الأمني في هذه المرحلة ما إذا كان للمنفذين انتماء تنظيمي لأحد التنظيمات.
ودخلت القوات في وقت مبكر من الصباح واقتربت من الهدف، كما عملت معها قوات من دورية المظليين التي قامت بتأمين المنطقة. وقام المشتبه بهما بتسليم نفسيهما دون أي مقاومة عندما تم العثور على سلاح m-16 الذي استخدماه في العملية.
واعتقلت قوات الأمن ما مجموعه 32 مطلوبًا يشتبه بتورطهم في العمليات في الضفة الغربية،
ومن بين أمور أخرى في عمليتين للواءين في كفار عزون الخاضعة لمسؤولية اللواء وفي كفار أبويين في لواء بنيامين.
وحدثت اضطرابات عنيفة في هذين المركزين، حيث ألقيت عبوات ناسفة على القوات وألقيت زجاجات حارقة وحجارة، وردت قوات الجيش بإطلاق النار وأبلغ الفلسطينيون عن وقوع عدد من الإصابات.
وعملت قوات الجيش، كما ذكرنا أعلاه، على نطاق أوسع في جميع أنحاء الضفة، وكذلك في مدن نابلس وقلقيلية وطولكرم وفي قرى فلسطينية أخرى.
وتعترف المؤسسة الأمنية بوضوح أن الأشهر القليلة الماضية تشير إلى امتداد التصعيد الأمني من منطقة شمال الضفة وجنين ونابلس والقرى المجاورة حيث وقعت معظم الأحداث الأمنية، والتي منها خرج معظم منفذي العمليات كما وقعت هجمات خطيرة في العديد من المناطق الأخرى في الضفة الغربية.
الهجوم الأخير الذي نفذ في الخليل يثير أمام المؤسسة الأمنية معضلة ما إذا كان يجب توسيع النشاط الهجومي أيضًا في قلب مدينة الخليل، التي لم تكن مركزًا نسبيًا خلال العام ونصف العام الماضيين، وكان النشاط العملياتي للجيش هادئا نسبيا.
الخليل نظرا لوضعها المستقل وتأثيرها الكبير في الشارع الفلسطيني، وحقيقة أنها تعتبر مركز قوة هامة لحركة حماس، يشكل تحديا لنظام مختلف للمؤسسة الأمنية عندما يتعلق الأمر بروتين العمليات التقسيمية في المدينة.
الافتراض الأصلي في الجهاز الأمني هو عادة أنه عندما يكون هناك تصعيد في الخليل، فإن فحص ما يحدث في المدينة يؤثر على مناطق واسعة في الضفة الغربية، وأحيانا أيضا في مدينة غزة.
إن تاريخ العمليات في الخليل حافل بالهجمات العنيفة والقاتلة التي نفذها عناصر الجناح العسكري لحماس، في عام 2014، اختطف نشطاء حماس في المدينة وقتلوا الصبية الثلاثة، عندما أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي بعد الاختطاف عملية واسعة النطاق في الضفة الغربية لاعتقال كبار نشطاء حماس، خاصة في مدينة الخليل، عندما امتدت التوترات حول المدينة بسرعة إلى قطاع غزة وامتد الأمر في نهاية المطاف إلى التصعيد وإلى عملية “الجرف الصامد” في قطاع غزة.
مصادر أمنية تقول إنه حتى مع اشتداد الضغوط الداخلية والانتقادات بسبب تزايد الهجمات وجرائم القتل في موجة العمليات القاتلة، فإن مجموعة الاعتبارات يجب أن تظل مهنية وواقعية وعدم الانجرار إلى الشعارات والوعود.
في الاجواء ، عندما يكون من الواضح أنه إلى جانب الجهود العملياتية المكثفة على الأرض، ستواصل العناصر المسلحة الفلسطينية محاولة تنفيذ هجمات شديدة، وكذلك إيران وحماس، بهدف دفع المنطقة إلى التصعيد.
هذه الاعتبارات تعني أن القوى الأمنية يجب أن تظل متيقظة ، وليس تلك التي تتأثر بسبب الضغوط السياسية الداخلية.
انتقادات لأداء الحكومة بين نزع القفازات والحملة المباشرة على حماس التي توصف بأنها العامل الأكثر تأثيرا في التصعيد الأخير مع الاستفادة من الدعم المالي من إيران، والرغبة في الحفاظ على الاستقرار الأمني الذي لم يتحقق وعدم التدهور إلى تصعيد أكبر في القطاعات الأخرى أيضًا.
ومعضلة الحكومة، حتى كبار مسؤوليها يفهمونها ويعترفون بها، هي أن استخدام القوة العسكرية وحدها لن يؤدي إلى حل، وفهم أن المزيد من التصعيد في منطقة الخليل ذات اللون الأخضر لحماس قد ينعكس أيضا بشكل أسرع على قطاع غزة.