ترجمات عبرية

معاريف / هزيمة نكراء للغرور الاسرائيلي

 

معاريف – بقلم اودي سيغال – 7/6/2018

طلب نتنياهو السير الى الامام.  مستحيل. هذا ميسي، يا سيدي. لا يمكن التنكر للحقيقة المرة. والحقيقة هي انه لاعب مذهل، عبقري في كرة القدم، سريع، قصير، متواضع ولاعب روح وكذا جبان. لاسفي. جبان مثل باقي لاعبي منتخب الارجنتين الذين ذعروا من الاحتجاج الجماهيري، تأثروا بمجموعات ضغط مؤيدة للفلسطينيين، تؤيد المقاطعة وتدعو الى معاقبة اسرائيل على الاحتلال، وعلى استمرار البناء في المستوطنات، آمنوا بان الارهابيين والمخربين سيمسون حقا بهم وبابناء عائلاتهم اذا ما جاءوا فقط للعب في اسرائيل، في القدس.

كل من يستسلم للتهديدات هو بائس وجبان. لاسفي، ميسي ايضا. فالظلم الذي احاقوه بمئات الاف المؤيدين في اسرائيل، الالم وخيبة الامل من محبي كرة القدم والاطفال، ولا سيما – في النهاية اعطوا توقيعهم النهائي على الخلط البشع بين الرياضة والسياسة. لقد كانت هذه مباراة ودية، ولكن ليس هكذا يتصرف الاصدقاء الودودون. لو كان منتخب الارجنتين شجاعا لكان يمكنه ان يقول مسبقا ما الذي هو مستعد له وما الذي هو غير مستعد له. لنفترض أن الحديث يدور عن نقل المباراة من حيفا الى القدس، كان يمكنهم ان يقولوا ان هذا ليس مناسبا لهم. اما العمل تحت منظومة الضغوط، فهذا سلوك جبان، متدن ودنيء وبالاساس – هذا تشجيع لكل المقاطعين ولكل العنيفين.

هذا لا يقلل من المسؤولية الاسرائيلية عن هذه الهزيمة السياسية. فامام جبن امريكا الجنوبية هناك الغرور والاعتداد الاسرائيلي بالنفس، واللذين هما الاصل الذي ادى الى تفجير المباراة. على رأس الوقحين – وزيرة الرياضة والثقافة ميري ريغف. وزيرة نشطة، مفعمة بالطاقة، شعبية وآسرة. وقد اجريت معها المقابلات في صوت الجيش وقدمت القول “سنرى من يضغط على من…” إذ تناولت رفض ميسي المزعوم لمصافحة السياسيين. وبشعبية مقصودة تحدت الطليعي الافضل في العالم وأوضحت له بان هنا – هي التي تقرر القواعد. هذه هي الروح التي قادتها لان تنقل، بثمن 3 مليون شيكل، المباراة الى استاد تيدي. وبكلتي يديها جعلت المباراة حدثا سياسيا، جزءا من احتفالات السبعين بل وعلم يميني صرف آخر.

على موجات الغرور كانت ريغف شريكة للتبجحات التي تقول ان كل هذه المباراة هي ضربة لحركة المقاطعة على اسرائيل. لقد كانت الرسالة بسيطة: رفعنا القدس على رأس فرحتنا وثمة لهذا آثار. كل من يريد أن يجعل العاصمة انتصارا سياسيا – يمينيا امام هزيمة فلسطيني، يجب أن يتوقع ردود فعل مضادة. نتنياهو تلقى ردا مشابها اول أمس من رئيس فرنسا ماكرون الذي قال ان فتح السفارة الامريكية في القدس ادت الى الموت فقط.

في حالة المباراة الودية مع الارجنتين، هذا شجع فقط المقاطعين على تشديد الضغط. جبريل الرجوب احتفل، قمصان الارجنتين مضرجة  وكأنه بدماء شهداء فلسطينيين رفعت، وفقط عندنا ذكرت الطفل دانييل تريغرمان، الذي قتل في حملة الجرف الصامد باصابة قذيفة هاون وفي صورته كان يرتدي قميص ميسي. هذا هو القميص المضرج بالدماء الوحيد الذي يرتبط حقا بالنزاع. اما كل القمصان الباقية فهي دعاية رخيصة.

لقد تحولت المباراة مع الارجنتين من رياضة الى احبولة سياسية نتنة. هذا الاسبوع دفعنا بالنقدي السياسي ثمن الفظاظة والوقاحة، الغرور والانتفاخ والاحساس الزائف بالقوة. واستغل الفلسطينيون اخطاءنا كي يجروا لنا تعذيبا سياسيا: لديهم مؤيدون اكثر ودول اكثر هم ضد المستوطنات ومع فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى