ترجمات عبرية

معاريف: نموذج الضفة

معاريف 17/7/2024، شاي ألون*: نموذج الضفة

في الأيام الأخيرة يعود مرة أخرى الخطاب في أوساط محافل رفيعة المستوى في الساحة الأمنية والسياسية عن الحاجة الى تعزيز السلطة الفلسطينية وعن التعلق الأمني الإسرائيلي بها في منطقة الضفة. كما ان صفقة المخطوفين تتضمن بنودا لنقل الحكم في قطاع غزة الى مؤيدي السلطة الفلسطينية بدعوى انهم الجهات “المدنية” الحصرية التي يمكنها ان تدير القطاع بعد حماس. أولئك الأشخاص كثيرو الحقوق، ممن عملوا كثيرا في صالح الدولة وأمنها، يرتكبون خطأ جسيما، يرفضون الاعتراف بالواقع الذي امامهم ويفضون بامن إسرائيل الى الهوة. 

ان النظر الى الضفة كنموذج امني يمكن أن يشكل لنا فهما للاخطاء التي ارتكبت والخطوات اللازمة لامن إسرائيل. فمنذ نحو 20 سنة وإسرائيل تسيطر امنيا في الضفة. ومثلما في الضفة، علينا ان نقول بشكل قاطع وواضح ان لا مفر من سيطرة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة وفي جنوب لبنان. مع كل جهة أخرى تدير محور فيلادلفيا أو غزة، سواء كانت هذه جهة فلسطينية أم غزة أم دولية، أوروبية، عربية وما شابه – العدو سيخبط بنا بشكل شديد عندما يجب من الصواب ذلك. لو كان وضع كهذا في الضفة، لما كان الاستيطان اليهودي نجا من الإرهاب الفلسطيني في المنطقة. سيطرتنا على امننا في الضفة هو الذي ضمن استمرار وجودنا. 

على نحو يشبه ذلك، لا مفر لإسرائيل من العودة الى لبنان وتوجيه ضربة ساحقة لاعدائنا في الشمال بعد أن تعاظموا بشكل لم يشهد له مثيل في الـ 24 سنة التي لم نكن نحن نوجد فيها هناك. علينا أن نخلق حزاما امنيا مثلما كان في الأيام ما قبل الانسحاب والحكومة ملزمة بان تخلق خيارات أخرى لليوم التالي، دون مشاركة قوة دولية او ضمانات عابثة، بل من خلال حلول “محلية” مثل الضفة والسيطرة الإسرائيلية في المنطقة. بعد سنوات قال فيها جنرالات في الجيش حاليون وسابقون في كل زاوية انه “لا توجد ذئاب” وذر الرماد في عيون الجمهور رغم التهديد الواضح الذي نقف امامه منذ قيام الدولة وحتى الان، لا يمكن الان الوقوع في مزيد من الخطأ. السلطة الفلسطينية ليست محبة للسلام وليست ضرورية لامن إسرائيل، بل العكس – تعرض اسرائيل للخطر وتهددها اكثر من أي وقت مضى. ان انفجار ساحة الضفة في وجهنا وانقلاب اعشاش السلطة الفلسطينية علينا هو مسألة وقت؛ وقد كتب هذا بتعهد وبقلق كبير. هم سيفعلون هذا عندما يناسبهم، وليس عندما يناسبنا. وعليه فينبغي لنا ان نكون كل الوقت مفتوحي العيون على النوايا. 

هل نحن قادرون على تنفيذ المهمة؟ بالتأكيد. علينا فقط الا نضعف أنفسنا ونتحدث دوما في مصلحة البلاد وبطولة مقاتليها. نحن نقول بوضوح: “هذه دولتنا، هذه بلادنا وعلينا أن ندافع عنها”. علينا أن نعرف اننا اذا كنا نحقق الامن لسكان دولة إسرائيل وندعم من يحقق هذه الاجندة. فقط من يرى هدفه هكذا، يدفع به قدما. كل من تبقى يدحرون جانبا في ضوء التهديد الوجودي. شعب إسرائيل بحاجة ماسة الى أناس مع جرأة وعظمة. اما من تعب – فليعفى. 

نمنا عشرين سنة على الانف وفي هذه العشرين سنة، عمل الإرهاب بلا انقطاع. مليارات من الولايات المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي استثمرت في الإرهاب وفي بناء قوة منظمات الإرهاب واطعمت وحوش السلطة الفلسطينية، والان حان الوقت لقطع رأسها. يجب اجتثاث الإرهاب، ولا يهم كم من الوقت يتطلب ذلك. في الضفة أيضا غفونا. الان محظور ان نغفو مرة أخرى. بعيون مفتوحة على كل الساحات ومع روح في الصدر سنتمكن منهم.

* رئيس مجلس مستوطنة بيت ايل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى