معاريف: نحو لجنة دولية ترتّب قواعد اللعب الجديدة في القطاع
معاريف 2023-11-22، بقلم: أفرايم غانور: نحو لجنة دولية ترتّب قواعد اللعب الجديدة في القطاع
لن يكون هناك، لأكثر من مليون من سكان قطاع غزة- وأساساً في شمال القطاع ووسطه- ما يعودون إليه في نهاية الحرب. فقد حولت الحرب قسما كبيرا من أراضي القطاع الى جزر خرائب تحتاج الى ترميم عظيم ينطوي على مليارات الدولارات، عمل يفترض منذ الآن إعطاء الرأي فيه لتجند دول عظيمة لمهمة يفترض بها أن تغير وجه قطاع غزة من الأقصى الى الأقصى.
الى جانب الترميم، ستعمل إسرائيل وستتطلع قبل كل شيء للإشراف ولتقرير ترتيبات الأمن في القطاع كي تمنع عودة حماس والإرهاب. من واشنطن نسمع طلبا واضحا لأن تنقل السيطرة في قطاع غزة في نهاية الحرب الى ايدي السلطة الفلسطينية، ذات الأداء العليل، الفاشل والخطير الذي نراه هنا كل يوم على مدى السنوات الأخيرة. سمعنا أيضا اعتراض رئيس الوزراء نتنياهو على الخطوة ولا شك ان هذا الموضوع من شأنه أن يثير جدالا غير بسيط في نهاية هذه الحرب.
على إسرائيل ان تعمل منذ الآن على ان تعرض جدول أعمالها بعد الحرب في كل ما يتعلق بقطاع غزة والمليونين من سكانها، الذين شئنا أم أبينا، مشكلتهم هي أيضا مشكلتنا. هكذا بحيث أنه الى جانب الحاجة المهمة للتركيز على ترتيبات الأمن في غزة، على إسرائيل أن تبادر منذ الآن من خلال الولايات المتحدة الى مؤتمر دولي بمشاركة إسرائيل، الولايات المتحدة، السعودية، مصر، دول الخليج، الاتحاد الأوروبي، السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة يتقرر فيه إقامة مجلس – لجنة دولية عاجلة لترميم قطاع غزة.
ان مهمة اللجنة ستكون تحديد المبالغ اللازمة لترميم القطاع؛ ونصيب كل دولة في عبء الترميم؛ موعد الترميم، بما في ذلك الجدول الزمني؛ تشكيلة الإدارة المدنية التي ستدير الحياة اليومية في القطاع، والاشراف على تنفيذ الترميم، وكذا تحديد موعد للانتخابات في القطاع كي ينتخب سكانه مرشحيهم لادارة مدنية – إدارية في غزة.
ستكون لإسرائيل في إطار المؤتمر مكانة خاصة تتيح لها أن تقرر أنظمة الأمن وترتيباته في القطاع. على مدى الأشهر الستة الأولى بعد إقامة اللجنة تواصل قوات الجيش الإسرائيلي البقاء في القطاع وتعنى بالأمن الجاري. مع نهاية الأشهر الستة ينعقد المجلس لاتخاذ القرار والميزانية للأمن المدني لسكان غزة. لهذا الهدف تجند قوة حفظ نظام دولية تتشكل من قوات في كل العالم لتنفيذ أعمال فرض النظام والرقابة.
قوة حفظ النظام تجتاز تدريبات في إسرائيل، تسلح من شرطة إسرائيل وحرس الحدود وتكون تحت إرشاد وإشراف تام من الجيش الإسرائيلي والشرطة. إسرائيل تواصل حراسة معابر الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل ومصر، وتكون للجيش الإسرائيلي إمكانية للدخول الى قطاع غزة في كل حالة تتطلب ذلك. ستكون لإسرائيل سيطرة أمنية على ما يجري في القطاع الذي سيكون مجردا من السلاح الهجومي ويفرض عليه حظر خطير على حمل السلام بدون ترخيص.
عند الحديث عن يوم الغد في غزة مهم جدا التطرق لموضوع امني حساس لم ينل اهتماما كافيا. معبر رفح ومحور فيلادلفيا، في القاطع الفاصل الذي بين قطاع غزة ومصر، والذي أقيم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء. في أثناء فك الارتباط نقلت إسرائيل القاطع الى سيطرة مصرية، رغم معارضة محافل الأمن. بعد مذبحة 7 أكتوبر، وحين نرى كميات السلاح، نوعيته وأصوله يتعزز الرأي في أن معبر رفح كان بوابة دخول مر عبرها معظم السلاح، خرج عبرها وعاد رجال حماس الذين تدربوا في لبنان ومن خلالها تطورت حماس وأصبحت جيشا. في هذه الساعات، حين يكون الجيش الإسرائيلي لا يزال يعمل في القطاع، واجب أولي هو السيطرة على هذا المحور لأجل منع هروب رؤساء حماس وحتى تهريب مخطوفينا.