معاريف: نتنياهو يلتقط صورة نصر على جبل الشيخ بينما تغرق الدولة في الشائعات

معاريف 18/12/2024، آفي أشكنازي: نتنياهو يلتقط صورة نصر على جبل الشيخ بينما تغرق الدولة في الشائعات
أمس، على قمة جبل الشيخ السوري، على ارتفاع 2800 متر فوق سطح البحر، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – دون أن يقول أي كلمة – كان يمكنه أن يشعر بالنصر المطلق. هذا لم يكن نصرا عسكريا. لكنه نصر. هذه المرة على الاعلام، الذي وجد نفسه امس غريب الاطوار. فقد بحث بالشموع عن رئيس الوزراء الذي تلقى يوم إجازة من المحكمة المركزية في تل أبيب. بانعدام الثقة بالنفس لاحقت أسر التحرير في وسائل الاعلام في اثناء كل اليوم في محاولة لان يفهموا اذا كانت الشائعات التي غمرت دولة إسرائيل صحيحة ام لا. فهل عظام ايلي كوهن الراحل وصلت الى إسرائيل؟ هل رئيس الوزراء يتواجد في القاهرة ويوقع على اتفاق لتحرير المخطوفين؟ ام ربما طار على الاطلاق في “جناح صهيون”، فوق جزيرة كريت، وأين حقا توجد المفاوضات لتحرير المخطوفين؟
إسرائيل كانت أمس في حالة تحفز. مستوى قلق الجمهور بعد احداث 7 أكتوبر، بعد سنة وشهرين من الحرب، بعد ان لم يسمع ولم يرَ على الشاشات العميد دانييل هجاري منذ أربعة أيام، يفيض على ضفتيه. الجمهور الإسرائيلي طلب شروحات. فهو لا يمكنه أن يعيش حياة طبيعية أن يعرف ما هو السبب الذي جعل نتنياهو يحصل على يوم إجازة من القضاة. وما هو بحق الجحيم مضمون البطاقات التي نقلت الى نتنياهو في اثناء شهادته في المداولات في المحكمة؟
المخاوف تغمر الإسرائيليين. وكم حظ يوجد لنا في ان الحوثيين لم يعودوا اكثر ذكاء. فلو كانوا اطلقوا امس صاروخا باليستيا مثلما فعلوا قبل يوم، حين كانت القيادة الأمنية لإسرائيل في زيارة لجبل الشيخ، فشغلوا مرة أخرى صافرات الإنذار في غوش دان ومركز البلاد لكانوا اسقطوا دفعة واحدة مراكز اتصال غرفة العمليات في الجبهة الداخلية وكذا غرف الطوارئ في ايخلوف، تل هشومير، اساف هروفيه، ولفسون وبيلنسون.
إسرائيل توجد في مفترق طرق هام. في جباليا – مقاتلو فرقة 162 قبل حسم مخيم اللاجئين. الجيش الإسرائيلي يعمل هناك بشكل مرتب – بحركة كماشة يسحق حماس الى الزاوية، يدحرها الى الحائط. القتال في القطاع يجبي من الجيش ثمنا باهظا – مقاتلان من الهندسة القتالية قتلا في انهيار مبنى في رفح. هناك أيضا يواصل الجيش الإسرائيلي ضرب ثلول كتيبة رفح التي تبقت في الميدان، ويدور الحديث عن بضع عشرات من المخربين الذين يلاحقهم الجيش الإسرائيلي.
في سوريا – الجيش الإسرائيلي يبدأ في تثبيت تواجده في المنطقة العازلة وفي سلسلة جبل الشيخ العليا. تحت غطاء الشتاء رفع الجيش الإسرائيلي مئات حاويات السكن والعتاد اللوجستي لتواجد القوات بشكل دائم في الميدان. في هذه الاثناء الثوار السوريون مشغولون بمواضيع اكثر الحاحا وعجلة: تثبيت السيطرة في الدولة، اخراج الروس من طرطوس ومنع اجتياح تركي من الشمال الشرقي. ومع ذلك، طالما لا تتقدم إسرائيل الى ما وراء خط الفصل ولا تشارك في القتال بين الميليشيات المختلفة والشؤون الداخلية السورية، يبدو أن الثوار – للفترة القريبة القادمة على الأقل – سيتعايشون مع الخطوة. لكن ما ينبغي له حقا ان يشغل بال القيادة الأمنية والسياسية لإسرائيل في هذه اللحظة هي التقارير التي تأتي من خلف البحار، على فرض انها مصداقة اكثر من الشائعات العابثة التي ملأت إسرائيل أمس. يدور الحديث عن ان ايران تسرع تخصيب اليورانيوم وهي في الطريق الى قدرات دولة حافة نووية. من مثل هذه المعلومات ينبغي لمواطني اسرائيل ان يكونوا قلقين ومشغولي البال.
حاليا، إسرائيل والشرق الأوسط في حالة انتظار في كل الجبهات: في غزة ننتظر التقدم الى اتفاق مخطوفين ووقف نار. في سوريا ننتظر استقرار الأمور في الدولة ومحيطها. في لبنان ننتظر دخول الجيش المحلي واحلال السيادة اللبنانية على كل أجزاء الدولة، في ظل دحر حزب الله كقوة عسكرية. بالنسبة لليمن، السؤال هو كيف ومتى ستعمل إسرائيل تجاه الحوثيين. وبالطبع – كيف نتصدى لإيران. الكل، بما في ذلك نحن، ننتظر 20 كانون الثاني – حين يفترض أن يصل الزعيم الجديد – القديم الى المنطقة التي تسمى “إدارة ترامب”. حتى ذلك الحين، التوصية: لا تقفزوا الى كل نبأ ملفق ينشر في الشبكات الاجتماعية.