معاريف: نتنياهو يريد ان يقدم التسويات لترامب، مقابل شهرين من حروب الاستنزاف
معاريف 13/11/2024، ران أدليست: نتنياهو يريد ان يقدم التسويات لترامب، مقابل شهرين من حروب الاستنزاف
يروون لنا الان الاتفاقات للتهدئة على الطريق. لا تصدقوا. يدور الحديث عن الطريق الى 20 كانون الثاني حين سيدخل دونالد ترامب الى البيت الأبيض. حتى ذلك الحين، في سلسلة خطوات عاجلة وكارثية، يدفع نتنياهو دولة إسرائيل الى مواجهة إشكالية مع بايدن الذي يحاول رجاله عقد صفقة مزدوجة تنهي حروب الاستنزاف. في الشمال، انسحاب متدرج الى خط التلال وفقا لصيغة هوكشتاين، ومن هناك الى الخط الأزرق. في القطاع، ادخال جهة دولية لحماية توزيع المساعدات الإنسانية.
اليوم، ينتهي موعد الإنذار الذي حددته واشنطن والمعنى هو حظر سلاح ورفع الفيتو التلقائي في مجلس الامن في الأمم المتحدة. هل سيتجه بايدن الى تنفيذ الإنذار الذي أصدره قبل شهر؟ ربما. هل وقف الذخيرة سيدفع قدما بالمفاوضات لوقف حرب الاستنزاف وإعادة المخطوفين؟ ليس واضحا. هل نتعامل مع حكومة إسرائيلية مجنونة؟ نعم. هذا الأسبوع فقط قال نتنياهو ان “إمكانية انهاء الحرب طفيفة”. وفي هذه الاثناء يتعاطى مباشرة مع رجال ترامب ويبعث بديرمر الى واشنطن كي “يتشدد” بشروط الاتفاق. ليس هاما أي اتفاق، في الجنوب او في الشمال – وظيفة الجيش الإسرائيلي اليوم هي اجبار نتنياهو على التوجه الى الاتفاقات والتصرف بأقصى درجات الحذر في المناطق التي تخليها قواته منعا لوقوع ضحايا عابثين.
وماذا سيفعل ترامب؟ احد لا يعرف، ولا حتى هو نفسه. وبين هذا وذاك يوجد للفلسطينيين معقلا في البيت الأبيض. فحسب “نيويورك تايمز”، فان مسعد بولص، أبا زوج ابنة ترامب، رجل اعمال لبناني امريكي، كان مشاركا في حملة الانتخابات و “اصبح محفلا هاما في دائرة المقربين لترامب، بما في ذلك تجنيد الصوت العربي”. أبو مازن التقى بولس في أيلول في دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولا يمكن أن نعرف ماذا سيكون نفوذه.
الخطوة الحقيرة الحالية لنتنياهو تعول على تمرير التسويات في الشمال وفي الجنوب كمعروف سياسي أمني لترامب. وعلى الطريق يمط شهرين زائدين من حروب الاستنزاف فيما المعنى هو ضحايا عابثون. هكذا؟ رئيس الأركان خفف القوات في الشمال ورد الأسبوع الماضي في جباليا: “لن نبقى في غزة. الإنجازات الكبرى حققناها منذ الان”. وزير الدفاع الدولي، إسرائيل كاتس أوضح: “انتصرنا على حزب الله وحماس ونحن ملزمون بمواصلة الضغط.
انا لا ادري كيف سيدير كاتس جهاز الامن. كلنا اطلعنا على المحادثات (التي معانيها سياسية – أمنية) التي تشارك فيها آييلا بن غفير. واضح ان قدرة البن غفيرية على التأثير تفوق قدرة كاتس. ومن هنا الى هناك، ينكشف نشاط مكتب رئيس الوزراء في المرعى: ظاهرا، ابتزاز، تهديدات، خرق ثقة، ثأرية، سرقة، تشهير، تزوير، تلاعب، احابيل، ديماغوجية وكل حيلة ملوثة يتصورها العقل في طريقة الحياة في حوض السمك الذي تفتح فيه الأسماك الفم 24/7، لكن لا يسمع منها أي صوت غير صوت السمكة الكبيرة الذي يصدح بسموم الوطنية، القومجية، ادعاء الضحية، المزاودة، الازدواجية والعدائية.
هذه اليد، التي تصل الى الذروة وتثيب وكلاء السم بالعطايا هي يد شعب إسرائيل، يدنا، حتى متى؟
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook