ترجمات عبرية

معاريف: نتنياهو يريد الاتفاق مع السعودية، ولكنه يسمح لشبيبة التلال بمهاجمة الفلسطينيين

معاريف 21/11/2025، الون بن دافيد: نتنياهو يريد الاتفاق مع السعودية، ولكنه يسمح لشبيبة التلال بمهاجمة الفلسطينيين

بذور 7 أكتوبر التالي لإسرائيل زرعت هذا الأسبوع – من السعودية، عبر غزة وحتى قرية الجبعة في عصيون. حكومة الكارثة بقيت مخلصة لارث اخفاقها، وشاهدت فقط بتبطل القوى الأخرى التي تصمم الان المنطقة ومستقبلنا: الرئيس دونالد ترامب، ولي العهد السعودي، أمير قطر ورعاع التلال.

هذه لن تكون كارثة تقع علينا صباح غد. هذا الأسبوع رأينا بداية سياقات تدحر إسرائيل عن المصاف الأول للدول المؤثرة في المنطقة وتصادر منها القدرة على إدارة شؤونها الأمنية بنفسها. حكومة اليمين مليء – مليء خاصتنا، والتي فقدت منذ زمن الحكومة، تنازلت هذا الأسبوع عن القدرة لان تدير بنفسها الحرب ضد حماس، تخلت علن التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على جيراننا وفقدت مكانتها كالحليف الأهم للولايات المتحدة في المنطقة.

ان بيع F35 للسعودية، الذي بحد ذاته لا يبشر بنهاية التفوق النوعي. فهذا الأسبوع لم يكن الا الإعلان، وبعده ستكون مسيرة طويلة من الإقرار في الكونغرس (غير مضمون)، إقرار في البنتاغون ووزارة الخارجية، صياغة الاتفاق والدخول الى الطابور في خط الإنتاج. حتى لو سار كل شيء بسرعة قصوى، فان الطائرات لن تصل الى السعودية قبل العقد القادم. ما يقلق الإعلان عن الصفقة هذا الأسبوع هو أن إسرائيل لم تكن شريكا في القرار، وحتى الان، بقدر ما هو معروف، ليس مضمونا لها أي مقابل أيضا.

لا أدري اذا كان رئيس الوزراء ابلغ مسبقا بالصفقة وربما حتى اعطى موافقته دون أن يتشاور مع جهاز الامن او يطلعه. اذا كان نعم، فهذه لن تكون المرة الأولى. فعندما قرر ترامب بيع طائرات F35 للامارات اعطى نتنياهو موافقته سرا.

في حينه، عشية اتفاقات إبراهيم، بعث برئيس هيئة الامن القومي مئير بن شباط لاجراء مكالمة هاتفية مفاجئة مع قائد سلاح الجو عميكام نوركين. ودون الكشف عن الاتفاق المتبلور، أنزل ابن شبات على نوركين سؤالا بريئا عدم كل صلة بموقف سلاح الجو من بيع F35 في المنطقة. نوركين أجاب ببساطة ان سلاح الجو يعارض. نتنياهو سمع وتجاهل. في النهاية ماطلت إدارة ترامب بهذه الصفقة ولم تخرج الى حيز التنفيذ. الصفقة الحالية مع السعودية أعلنت فيما ان لترامب لا يزال اكثر من ثلاث سنوات ولاية في البيت الأبيض ويمكنه أن يتأكد من تحققها.

 فتاة هوى ترامب

إسرائيل لم تنجح ابدا في الحفاظ على مدى الزمن على حصرية استخدام طائرة قتالية أمريكية في المنطقة. فقبل نحو خمسين سنة كانت إسرائيل الدولة الأولى خارج الولايات المتحدة التي تلقت طائرة F15. بعد بضع سنوات من ذلك ورغم احتجاجات اسرائيلية، قررت الولايات المتحدة أن تبيعها للسعودية أيضا التي تشغل اليوم عددا اكبر من طائرات F15 بل واكثر تطورا من تلك التي لدى سلاح الجو الإسرائيلي. حتى لو أقر كل شيء، فان الطائرات التي ستحصل عليها السعودية ستكون مختلفة عن تلك التي لدى سلاح الجو. فقد أجرت إسرائيل تكليفات مميزة على طائرات F35 لديها. والتجربة العملياتية الهائلة التي راكمتها “ادير” تضمن الا تكون F35 السعودية قريبة في قدراتها من F35 الإسرائيلية.

المشكلة هي ان هذا لن يتوقف عند السعودية. قطر وتركيا الحبيبتين الجديدتين لترامب ستكونان التاليتين في الطابور. وها نحن في سباق تسلح إقليمي. اضيفوا الى هذا المفاعل النووي الذي ستحصل عليه السعودية من الولايات المتحدة. صحيح أن هذا سيكون بلا قدرات تخصيب لليورانيوم على الأرض السعودية. لكن حتى هذا لن يبقى فقط في نطاق مملكة آل سعود. الدولتان السُنيتان الكبريان – مصر وتركيا سيصعب عليهما البقاء بغير اكتراث امام قدرة نووية سعودية. ولا، لا حاجة للسعودية للنووي كي تنتج الطاقة. لا ينقصها مقدرات طاقة أخرى.

كل هذا الخير يتلقاه السعوديون دون أن يكونوا تعهدوا، حتى الان، باتفاق مع إسرائيل. من الصعب التقليل من أهمية علاقات علنية مع السعودية بالنسبة لإسرائيل. فاتفاق سلام معها سيثبت من جديد إسرائيل في المنطقة ويحسن دراماتيكيا مكانتنا السياسية والاقتصادية. السعودية تعد في إسرائيل كحجر الدومينو الأول اذا ما سقط – فسيفتح لنا كل العالم العربي والإسلامي. ليت مثل هذا الاتفاق يكون ينسج سرا من خلف الكواليس، لكن كما بدا الحديث هذا الأسبوع فانه لا ترامب ولا محمد بن سلمان يسارعان الى ضم ضلع ثالث لقصة غرامهما.

بالنسبة لنتنياهو أيضا في المستوى الشخصي والحاسم، يمكن لاتفاق مع السعودية أن يصلح بعض من إرثه كرئيس وزراء الكارثة. فانا على قناعة بانه يسعى الى مثل هذا الاتفاق، لكن يصعب أن نرى كيف يمكن ليد واحدة ان توقع على سلام مع السعودية فيما تسمح اليد الثانية لرعاع اليمين القيام باعمال الشغب ضد الفلسطينيين. مع عصبة الاقزام التي جمعها حوله كائتلاف، والتي تحظر عليه أن يقول كلمة فلسطينيين، اصبح نتنياهو فتاة هوى ترامب. يمكن أن يلتقي بها لكن ليس في احتفال في الساحة الجنوبية للبيت الأبيض.

في هذه الاثناء يطأطيء الرأس ويهنيء بالانجليزية (على أمل ربما الا يكون شركاؤه الائتلافيون يتكلمون اللغة) بقرار مجلس الامن للأمم المتحدة 2803، الذي هو أحد القرارات الأصعب على إسرائيل في تاريخ النزاع مع الفلسطينيين. القرار ينقل لأول مرة في تاريخنا إدارة النزاع الى اياد دولية. فهو يسمح بمرابطة قوة دولية في قطاع غزة، تشكيلتها لن نقررها نحن وتتطلع، لكن لا تعد، الا تواصل حماس السيطرة في غزة. لكنها تعد باستمرار تمويل متواصل لحماس عبر “المساعدات الإنسانية” التي ستتدفق الى ايديها بشكل دائم.

اذا ما استيقظنا بعد سنة لنجد حماس قوية في غزة فيما يمنعنا جنود اتراك وقطريون من العمل ضدها – سيكون من الصعب اتهام المستشارة القانونية بذلك. هكذا تبدو حكومة يمين مليء – مليء.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى