ترجمات عبرية

معاريف: نتنياهو يخضع لسيطرة أمريكية كاملة

معاريف 27/10/2025، أفرايم غانور: نتنياهو يخضع لسيطرة أمريكية كاملة

في تاريخ شعب إسرائيل ودولة إسرائيل ستذكر الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو الى الابد كمن في ورديتها وقعت الكارثة الافظع منذ المحرقة وكمن غيرت وجه الدولة الى الأسوأ من مفاهيم عديدة. في اعقاب سلوكها الفاشل على مدى سنتي الحرب احتدمت الكراهية تجاه دولة إسرائيل والشعب اليهودي بعامة. لكن الخطيئة الأكبر للحكومة هي أنها لم تتمكن من عرض خطة لليوم التالي، لم تبادر الى خطة سياسية إسرائيلية، براغماتية وموضوعية، في ظل استغلال الضربات العسكرية القاسية التي تعرض لها حزب الله وايران كي تخلق مرة واحدة والى الابد واقعا جديدا ومختلفا في قطاع غزة. بدلا من ذلك، اوغلت الحكومة في الخيالات العقارية، الاستيطان اليهودي المتجدد في قطاع غزة بحيث يؤدي زعما الى هجرة المليوني غزي.

سُحب رئيس الوزراء نتنياهو من أنفه على مدى هاتين السنتين من قبل شريكيه المسيحانيين، سموتريتش وبن غفير اللذين اقتاداه واقتادا إسرائيل الى الواقع الحالي. بعد 77 سنة استقلال أقيم في قلب دولة إسرائيل فرع للبنتاغون الأمريكي تحت الاسم “القيادة الامريكية” وذلك، حسب تعريف الإدارة الامريكية لاجل الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار، التنسيق بين الدول المشاركة في حماية وقف النار والحرص على البدء باعمار القطاع واحتياجات مواطني غزة، لتحديد الاطار الأمني لنشر القوات الدولية ومنظومات الاشراف والسيطرة على القطاع. عمليا، كل ما كان يفترض أن يكون تحت عنوان “اليوم التالي” الذي كان ينبغي لدولة إسرائيل أن تعرضه وتنفذه.

بعد سنتين من الحرب لم تريا نهايتها، ولد حل الرئيس الأمريكي ترامب الذي فهم بان حكومة المتبطلين هذه ستورط نفسها وتورط اكثر من ذلك الشرق الأوسط في ظل المس بمصالح أمريكية. هنا ولدت رقابة “الأخ الأكبر” دونالد ترامب الذي سارع ليوضح لنتنياهو وللعالم بان ما كان لن يكون بعد اليوم. الجيش الإسرائيلي لن يبقى في قطاع غزة، إسرائيل لن تحكمه وبالطبع لن تقام هناك مستوطنات إسرائيلية. غزة ستكون تحت سيطرة ورقابة قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة تركيا، قطر ودول أخرى – الامر الذي ينبغي أن يقلق كل إسرائيلي. الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من العمل في قطاع غزة مثلما يعمل بحرية في لبنان حين يشخص عملا فيه خروقات للاتفاقات الموقعة.

يدور الحديث عن ثمار فجة ولدت من التبطل التام للحكومة ورئيسها الذين حرصوا فقط على بقائهم. هذه حكومة يمين تباهت بموقفها ونواياها، التي جعلت إسرائيل الولاية الـ 51 للولايات المتحدة وان كانت لا تزال بدون نجمة على العلم الأمريكي. وكما يبدو هذا اليوم، رغم كل جهود نتنياهو لتشويش وتشويه الحقائق والواقع فانه يخضع لسيطرة أمريكية كاملة، تملي عليه وعلينا جميعا بشكل جلي وواضح جدول الاعمال الأمني والسياسي.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى