ترجمات عبرية

معاريف: نتنياهو راهن على ترامب في كل ما يتعلق بالسياسة الداخلية وكذا في ساحة الحرب

معاريف 7/11/2024، آنا برسكي: نتنياهو راهن على ترامب في كل ما يتعلق بالسياسة الداخلية وكذا في ساحة الحرب

ليس لدينا معلومات مثبتة اذا ما، وفي أي اطار، احتفل امس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالعودة الكبرى لدونالد ترامب. 

نقدر بحذر انه لم يكتفِ بصياغة بيان تهنئة “باسم رئيس وزراء إسرائيل وعقيلته”. فبعد اشهر طويلة من انعدام اليقين لدى نتنياهو كل الأسباب ليحتفل ويعلن: “كنت محقا”.

راهن نتنياهو على ترامب رهان حياته بما في ذلك في كل ما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية الداخلية، تشكيلة الحكومة ومستقبلها. لكن قبل كل شيء راهن نتنياهو على ترامب في ساحة الحرب، في كل ما يتعلق بسياسته وخططه لاحقا في الشمال، في الجنوب، في مسألة صفقة المخطوفين وفي خططه الطموحة للوصول الى الهدف المنشود – تسوية إقليمية تمنح إسرائيل السلام مع السعودية بعد أن توقفنا في 7 أكتوبر 2023 في اطار الحركة، في الطريقة الأكثر وحشية وفظاظة. 

رهان نتنياهو على ترامب كلف غاليا لنتنياهو نفسه، بإدارة بايدن التي حاولت مع ذلك السير ضد التيار والدفع قدما بما سعى نتنياهو لتأخيره، واساسا – لدولة إسرائيل. الثمن كان استمرار الحرب حتى الحسم في الولايات المتحدة فيما كان المواطنون ينهضون في كل صباح مع الاسئلة إياها: “الى اين يقودنا؟ هل توجد له خطة؟ متى وكيف ستنتهي هذه الحرب؟”.

اليوم توجد لنتنياهو كامل الشرعية للإعلان: “وبالفعل، كنت محقا”. على مدى اشهر طويلة لم يوافق على أي تسوية عرضتها عليه الإدارة الامريكية بان من ناحيته اليوم التالي الحقيقي هو اليوم التالي للإدارة الديمقراطية – اليوم الذي يدخل فيه ترامب رسميا الى الغرفة البيضوية. وعندها، على حد نهج نتنياهو، كل المسائل الجوهرية للحرب ستخرج من الخزانة وتطرح على الطاولة. 

رسميا هذا اليوم حل أمس، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني. عمليا هذا سيحصل فقط بعد شهرين ونصف، في عشرين كانون الثاني 2025. حتى ذلك الحين يوجد لنتنياهو عمل كثير للقيام به. ثمة من يعتقدون بانه من المجدي له ان يخشى من الفترة الانتقالية والتي جلبت في الماضي مفاجآت غير لطيفة مثل “هدية الوداع” للرئيس أوباما الذي في الفترة الانتقالية في كانون الأول 2016 لم يستخدم الفيتو على القرار المناهض لإسرائيل في مجلس الامن للأمم المتحدة. هذا يرافق نتنياهو حتى اليوم. 

لكن الى جانب انبياء الغضب، المقتنعين بان الرئيس المنصرف بايدن سيقوم بفعلة أوباما، هناك كثيرون، بما في ذلك في محيط نتنياهو، يرون في هذه الفترة أساسا فرصة. من ناحيتهم، على نتنياهو أن يستغل غضب بايدن على رجال حزبه ورغبة الرئيس المغادر لان يخلف وراءه إرثا مبهرا والا يدخل كتب التاريخ كرئيس نحي عن التنافس من قبل رفاقه في الحزب وبعد ذلك حتى فشل في محاولة المساعدة لمن حلت محله في أن تنتصر. 

لقد اعلن ترامب على مدى كل الحملة بان تطلعه هو لوقف الحروب، ومرغوب فيه في اقرب وقت ممكن. معقول التقدير بان المهمة التي سيحاول نتنياهو تنفيذها في الشهرين والنصف القريبة ستكون اقناع الرئيس الوافد لاستغلال المزاج والوضع الخاص للرئيس المنصرف بايدن لاجل المصلحة المشتركة: انهاء الحرب في الشرق الأوسط. 

الرأي السائد في الدوائر القريبة من نتنياهو هو أن النصر الحقيقي لا يمكن تحقيقه دون ضربة حقيقية لإيران، مع التشديد على برنامجها النووي. كي يحصل هذا، ينبغي للرئيس بايدن ان يقتنع بان اعطاء كتف لإسرائيل ضد ايران ستكون الخطوة المكملة لينهي بها حياته السياسية الطويلة.

الى جانب ذلك على الرئيس الوافد ترامب ان يقتنع بان من الأفضل له أن يبقي لبايدن العمل الصعب، ان يلعب دور الشرطي السيء ويعنى بشؤون الحرب كي يتلقى هو، ترامب طاولة نظيفة في 20 كانون الثاني، ويتمكن على الفور من التركيز على صنع السلام. هذا هو المشروع الذي سيحاول نتنياهو على ما يبدو ان يرفعه في الفترة القريبة القادمة. رهانه نجح، السؤال هو هل سيكون مجديا لنا. واجب البرهان على المراهن.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى