ترجمات عبرية

معاريف: من المشكوك فيه ان تواصل قيادة حماس تسويف الوقت

معاريف 18/5/2025، آنا برسكي: من المشكوك فيه ان تواصل قيادة حماس تسويف الوقت

في حماس أيضا يقرأون الصحف، ويشاهدون ندوات المحللين ويستخلصون النتائج. ثبت هذا قبل كثير من الوقت من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الشرق الأوسط. فداء الاسرى روى كثيرا عن أن المخربين لا يستهلكون فقط الاعلام من انتاج حماس. لكن أساسا، سلوك قيادة المنظمة، قرارات اتخذها مسؤولوها في الماضي وخطوات اتبعوا او لم يتبعوها – تدل على أنه في غير قليل من الحالات، يأخذ تحليل حماس للواقع في الحسبان تفسيرنا. هكذا، كما يتبين، حصل هذه المرة أيضا. 

زيارة ترامب الى دول الخليج الثلاثة، الاستقبال المبهر، الكلمات التي قيلت واساسا الاستثمارات الكبرى في الاقتصاد الأمريكي – كل هذا العرض المدوي أدى بقيادة حماس الى الاستنتاج المعاكس للإستنتاج المرغوب فيه: اذا كانت أمريكا هجرت إسرائيل والتركيز والانتباه انتقلا الى عمالقة العالم العربي، فلماذا المسارعة الى التنازل. التقدير في إسرائيل هو ان الظروف لتصفية محمد السنوار ورفاقه الاخرين في قيادة الذراع العسكري لحماس لم تنضج صدفة بالذات في اثناء زيارة ترامب، وليس قبل نصف سنة او شهر. من ناحية مسؤولي حماس، فان مستوى الاسناد الذي تمنحه واشنطن للقدس هو احد المقاييس المصداقة التي يبنون عليها سيناريوهات الموقف. 

سلوك ترامب في اثناء الزيارة – الاقوال، التشديدات، سلم الأولويات – دفعت السنوار ورجاله للافتراض بان الحرب في هذه اللحظة الى جانبهم، ومسموح لهم ان يخففوا قليلا مستوى الحذر. 

لقد توصلوا الى الاستنتاج بانه اذا لم تتجرأ إسرائيل على بدء ذقتال الشديد، مثلما وعدت قبل نحو شهر، فقط لان ترامب يوجد في المنطقة – فيمكن مرة واحدة عقد جلسة بهدوء، مع وسائل حذر اقل بقليل. فقد اعتقدوا ان ترامب قد لا يكون معنا ولكنه أيضا ليس تماما معهم. 

على سوء التقدير هذا دفعت حماس غزة ثمنا باهظا: حياة زعيمها الأساس (هكذا يأملون في إسرائيل). 

إذن صحيح، المصلحة الامريكية بالتأكيد لا تتطابق دوما مع المصلحة الإسرائيلية، وبالتأكيد ليس بشكل كامل. لكن في حالة زيارة ترامب، وان كان قفز عن إسرائيل، فان المصلحة الإسرائيلية المركزية لم تتضرر – وحاليا بقيت محمية. 

مثلما مع الحوثيين، في القتال ضد حماس أيضا المصلحة الرئيسة لإسرائيل هي الحفاظ على حرية العمل. وهذه المصلحة، حتى الان على الأقل، لم تتضرر. وحتى بعد صفقات المليارات التي عقدت في الرياض، في الدوحة وفي أبو ظبي.

ان محاولة تصفية محمد السنوار وشركائه ومراحل بدء “عربات جدعون” – إعادة حماس الى النقطة التي حاولت الابتعاد عنها في الأيام الأخيرة. الاختيار بين صفقة مخطوفين جزئية، تمنحها شهرين من الهواء للتنفس، ضخ المساعدات وأمل النجاة وبين مناورة برية كثيفة للجيش الإسرائيلي، وهذه المرة بدون تنزيلات. 

ما لم يتغير، بل وربما تأكد هو رغبة ترامب في أن يرى نهاية الحرب في قطاع غزة. لا يزال، ليس بكل ثمن، لكن معقول الافتراض ان من ناحيته ليس لإسرائيل كل الزمن الذي في العالم لتحقيق ذاك النصر المطلق الذي يعد به نتنياهو الامة منذ سنة ونصف.

ان خليط حرية العمل الذي تتمتع به إسرائيل اليوم والساعة السياسية التي مع ذلك تدق – سيدفع إسرائيل لان تشدد خطاها، وليس العكس. وعليه فمشكوك ان يكون بوسع قيادة حماس أن تواصل السماح لنفسها بتسويف الوقت على أمل أن تنكسر إسرائيل او احد ما يكسرها، او ما سيأتي قبل الاخر. 

وعليه، فان الزمن القريب سيكون حرجا: هو سيجلب صفقة او الحرب الشديدة، وهذه المرة بلا علاوة زمن لاجل اتخاذ القرارات. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى