ترجمات عبرية

معاريف / من ابو مازن حتى ايران – كل مفشلي التسوية في غزة

معاريف– بقلم  بنحاس عنبري – 7/8/2018

اسرائيل وحماس معنيتان بتسوية الوضع في غزة، وبالتالي فان فرص الاتفاق هذه المرة افضل مما في الماضي. يدور الحديث عن توافق على مسار تدريجي تفتح فيه معابر الحدود ويتاح توريد للمياه والكهرباء للغزيين، مقابل وقف ارهاب النار والهجمات على جدار الحدود. وفي المراحل التالية يدور الحديث عن وقف للنار، “هدنة” أو “تهدئة” طويلة، مقابل استثمارات وتنمية وتأهيل لغزة من خرائبها، بما في ذلك بناء ميناء.

اذا بدت الامور جيدة فلماذا لا يتم التعاطي معها بهذا الشكل؟ السبب الاساس هو أن هناك يوجد الكثير من “المعرقلين”، غير المعنيين بنجاح التسوية وأولا وقبل كل شيء رام الله. رغم ان كل الاطراف المشاركة معنية بان يكون ابو مازن جزءا من التسوية، الا انه غير معني. فقد صمم على انه انهى فصل المصالحات مع حماس. وهو الان منشغل باستعادة الشرعية القديمة لـ م.ت.ف. بمعنى، في هذه المرحلة – مع فيتو من رام الله – لا توجد صفقة.  

في رام الله لا يؤمنون بان الحديث يدور عن مسار متدرج. فهم مقتنعون بان المرحلة الاولى، المتواضعة، فقط هي التي ستخرج الى حيز التنفيذ. معنى الامر: اتفاق منفصل بين اسرائيل وحماس، باسناد القوى العظمى والدول العربية. وكنتيجة لذلك، من شأن م.ت.ف أن تفقد لقبها كالممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين. وكل هذا بالذات حين ينكب ابو مازن على تجديد هذ اللقب.

ولكن حتى في داخل غزة يوجد “معرقلون” كثيرون. من يقود التسوية هو الزعيم الجديد لغزة – يحيى السنوار. زعيم؟ ليس واضحا، إذ ان جيل القيادة السابق، الذي نحي عمليا، برئاسة اسماعيل هنية، غير معني بان يتخذ بديله صورة الاكثر نجاحا منه ومن الجيل القديم.

الى جانبهم، يوجد دور للقوى العظمى الاقليمية. فهذه تتناوش في سوريا، ومن الطبيعي ان تفشل الواحدة الاخرى في غزة. تركيا تمثل، الى جانب قطر، الاخوان المسلمين. ايران تمثلها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وتحرص على افشال تركيا وقطر، وكلهم موحدون في افشال مصر.

لما كان السنوار بحاجة الى نجاح تصريحي “وطني” كي يتصدى لمعارضيه، فانه لا يمكنه أن يساوم في موضوع السجناء والمفقودين. حتى الان، تبقي حماس على جبهة موحدة، متصلبة وغير مساومة. فيما أن كل واحد يغمز الاخر على امل أن يكبو.

هذا لا يعني أنه في نهاية المطاف لن تكون تسوية. السؤال هو متى، ما الذي سنضطر الى اجتيازه الى أن يحصل هذا، وكم يمكن للغزيين أن يعانوا الى ان ينكسروا ويبدأ “ربيع غزة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى