ترجمات عبرية

معاريف – مقال – 6/3/2012 لا حسم ولا ما يحزنون

بقلم: شموئيل روزنر

اوباما يعرف بان نتنياهو لا يمكنه أن يتخلى عن التهديد بالهجوم، هذه هي ورقته الوحيدة. اما نتنياهو فيعرف بان اوباما لا يمكن ان يشعل له ضوء أخضر للهجوم، فهذا سيصفي مساعيه الدبلوماسية وينقل المبادرة الى ساحة لا سيطرة له عليها.

سهل ومغرٍ الاشتباه بالرئيس براك اوباما بان اعتبارات انتخابية تقيد الجدول الزمني الذي قرره لعدم الهجوم على ايران. فهو سياسي، وكما يفعل السياسيون، فانه يجري ايضا حسابات انتخابية. حتى تشرين الثاني غير مريح. بعد تشرين الثاني، بند واحد من عدم الارتياح يشطب.

غير أن هذا ليس سوى قسم صغير، يكاد يكون هامشيا في القصة. اوباما كان سيعارض هجوما اسرائيليا حتى لو كانت الانتخابات بعيدة. فهو ليس فقط سياسي، بل وأيضا رئيس، وكما يفكر الرؤساء، يسعى الى الابقاء لنفسه مجال مناورة أقصى. الهجوم سيجبره على اتخاذ قرارات صعبة. اما الانتظار فيسمح له بان يقرر في وقت لاحق، او الا يقرر على الاطلاق. في خطابه أمام مندوبي مؤتمر ايباك انتقد اوباما سلفه، الرئيس جورج بوش، الذي خلف له “اساليب الضغط على ايران محطمة الى شظايا”. وها هي هذه ايضا لذعة سنة انتخابات، في خطاب كان خطاب انتخابي، ولكن يوجد فيه اساس غير قابل للنفي من الحقيقة: بوش انتظر، ولم يقرر. الان اوباما يفكر بانه هو ايضا يستحق مساحة انتظار.

الكثير من الاحاديت جرت في الاسابيع الاخيرة عن اللقاء “الحاسم” بين نتنياهو واوباما في الموضوع الايراني. ولكن بقدر ما يمكن أن نحكم على الامور مما نعرفه – وينبغي الاعتراف بالاستقامة بان ليس كل شيء معروف عما قيل في الغرفة المغلقة بين الزعيمين، فانه لم يتغير الكثير امس. لا حسم ولا ما يحزنون. اوباما اصر، مرتين، على انه لا يزال يوجد وقت. نتنياهو أصر، بحضور اوباما، بانه ينبغي أن تكون لاسرائيل قدرة على الدفاع عن نفسها. ولما كان وزير الدفاع باراك كشف النقاب عن الموعد الذي بعده لن تكون لاسرائيل قدرة كهذه، فان الجدول الزمني الاسرائيلي بقي على حاله. “الولايات المتحدة ستساند اسرائيل دوما”، قال اوباما في الخطاب وفي بداية لقائه مع رئيس الوزراء على حد سواء. هذه اشارة للايرانيين، الا يفرحوا لمعارضة امريكا للهجوم – اذا ما هاجمت اسرائيل، فلا يعني الامر هجران أمريكي. ومن جهة اخرى حذر بان حديث “سائب” عن حرب من شأنه أن يرفع أسعار النفط – تهديد خفي لاسرائيل الكفيلة بان تعتبر من جانب الامريكيين كمسؤولة مباشرة عن الاضرار بجيوبهم.

اوباما ونتنياهو يوجدان في وضع مشوق وغريب. فهما يلعبان القمار ضد الايرانيين. ولكن أيضا الواحد ضد الاخر. اوباما يعرف بان نتنياهو لا يمكنه أن يتخلى عن التهديد بالهجوم، هذه هي ورقته الوحيدة. اما نتنياهو فيعرف بان اوباما لا يمكن ان يشعل له ضوء أخضر للهجوم، فهذا سيصفي مساعيه الدبلوماسية وينقل المبادرة الى ساحة لا سيطرة له عليها. كما أن اوباما لا يريد أن يعد نتنياهو بهجوم امريكي مستقبلي، لا يريد أن يعطي ضمانات بان مثل هذا الهجوم لا بد سيأتي.

وعلى أي حال، أي ضمانات يمكنه أن يعطيها. من اللحظة التي تغلق فيها نافذة الفرص لاسرائيل يمكن للرئيس الامريكي ان يغير رأيه ويتراجع عن وعوده بدعوى أن الظروف تغيرت. الولايات المتحدة وعدت اسرائيل في الخمسينيات بالابقاء على حرية الابحار في مضائق تيران، ولكن في الستينيات تبين انها لم تعد بالتنفيذ. اوباما، في صالحه يقال يفضل الا يعد. فلا معنى لوعد حين لا يكون هناك من يصدقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى