معاريف – مقال – 21/10/2012 عيد الأضحى
بقلم: ليلاخ سيغان
هل يمكن لابو مازن أن يشكو من أن مسألة النزاع دحرت الى الزاوية؟ في أن أحدا لم يعد يكترث؟ نتنياهو بالطبع مذنب في هذا الوضع، ولكن أيضا ابو مازن فعل كل ما في وسعه كي يحدث ذلك. اذا اراد أن يدفع الى الامام امكانية التسوية، فان عليه أن يأخذ بين الحين والاخر المسؤولية عن أفعاله.
سفينتنا هوجمت، هكذا بلغ أمس “النشطاء” على دكة سفينة “استل”، السفينة المؤيدة للفلسطينيين التي اختارت نقل البضائع الى سكان غزة بالذات عبر الحصار البحري الرامي الى منع توريد السلاح لمنظمات الارهاب في القطاع. وحسب فهمهم، فانهم هم الضحايا، واسرائيل “تهاجمهم”. وقد اختاروا اقتحام الحصار وتخلوا عن امكانية نقل البضائع عبر الحدود المصرية أو الاسرائيلية ولكن في إطار تشويه الحقائق، فان هذا غير مفاجيء. فلو كانوا يريدون حقا مساعدة الفلسطينيين، فان هناك مئات السبل الحقيقية لعمل ذلك. ولكنهم اختارو الاستفزاز المركز ضد اسرائيل، وبزعمهم، فان كل ما حصل هو تماما بغير ذنبهم.
بالصدفة أم بغير الصدفة، وقع هذا الحدث في ذات نهاية الاسبوع الذي اختار فيه أبو مازن الخروج قليلا من الخزانة واجراء مقابلة صحفية معه. وحتى الغلاف لم يحصل عليه، ربما لان في جعبته كانت القصة العادية – أكلوا لي، شربوا لي، أردت ولكنهم لم يسمحوا لي. يحتمل أن يكون الزعيم الفلسطيني هو أهون الشرور، ولكنه عاد ليثبت بانه ليس رجل أفعال، بل فقط رجل صياغة المعاذير. وعلى نحو يشبه “النشطاء” فان ابو مازن هو ايضا اختار المرة تلو الاخرى ان يعرض نفسه كضحية. في كل ما يتعلق بالاحابيل، بالمقابل، فانه ممثل غير صغير. لقد ثبت من قبل انه بالعربية يشهر باسرائيل، بينما في الانجليزية يختار جيدا كلماته كي لا يلتقط كظلامي أو كعنصري. هذا الاسبوع فقط نشر في صفحته على “الفيس بوك” تصريح بالعربية يتناول “تحرير كل فلسطين”، أي دولة اسرائيل، التصريح الذي شطب بعد ذلك.
اضافة الى ذلك، فان أبو مازن يتوجه مرة اخرى الى الامم المتحدة من طرف واحد، هذه المرة في محاولة للحصول على اعتراف بدولة غير عضو – المهم الا يتنازل عن مطالب مسبقة مبالغ فيها أو الجلوس للمفاوضات. وهو ينتقد نتنياهو على أنه لم يعرض عليه التسوية التي عرضها عليه اولمرت حين كان رئيسا للوزراء، التسوية التي في حينه اختار أن يرفضها. لماذا لا تأتي الى الكنيست؟ سألته الصحفية. لم يدعوني، أجاب. وكأن به لا يتصور انه توجد أيضا امكانية أن يأخذ المبادرة.
أبو مازن أصبح خبيرا كبيرا في الشرح لماذا هو ليس مذنبا. هناك اناس يكملون المهمة، وهناك من يطرحون اسبابا فكرية لفشل المهمة. وأبو مازن ينتمي الى المجموعة الثانية. عناوينه الرئيسة يحصل عليها في وسائل الاعلام الدولية التي تصبح اكثر فأكثر مناهضة لاسرائيل، ولكن ايضا في قسم من وسائل الاعلام في اسرائيل. فقط مثلما في حالة السفينة التي ادعت بانها “هوجمت”، فان العناوين اللطيفة لا تخدم أحدا حقا. فهي تسمح باستفزازات تخلق صورة الضحية – أن يكون كل هذا يحصل له، ولكنه ليس مسؤولا عن أي شيء. هل يمكن لابو مازن أن يشكو من أن مسألة النزاع دحرت الى الزاوية؟ في أن أحدا لم يعد يكترث؟ نتنياهو بالطبع مذنب في هذا الوضع، ولكن أيضا ابو مازن فعل كل ما في وسعه كي يحدث ذلك. اذا اراد أن يدفع الى الامام امكانية التسوية، فان عليه أن يأخذ بين الحين والاخر المسؤولية عن أفعاله.