معاريف – مقال – 21/10/2012 شيء ما أتنافس به في الانتخابات للكنيست
بقلم: د. تشيلو روزنبرغ
مؤرخ وخبير في الامن القومي
لو دخلت السياسية لركزت على الاصلاحات في مجالات الامن، التعليم والصحة بصفتها المواضيع الاكثر الحاحا لحصانة المجتمع الاسرائيلي.
ايضاح: لا أنوي الدخول في السياسة وليس لدي أي تطلعات لمناعم السلطة. نية المقال هي الاشارة الى المجالات التي كنت سأعمل فيها لو تنافست في السياسة وانتخبت. إذن هاكم ثلاثة مجالات تبدو في نظري أكثر الحاحا للمعالجة من أجل حصانة المجتمع الاسرائيلي.
أولا، مجال الامن. من يوهم نفسه بانه يمكن معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لاسرائيل دون أي تناول لمجال الامن – مخطيء ومضلل. ليس مثلما في الدولة العادية، موضوع الامن يملي مستوى الخدمات الاجتماعية والاقتصادية لاسرائيل. منذ قيام الدولة كانت ميزانية الامن هي الاساس. ظاهرا، كان حق كبير في وضع الامن وميزانيته في رأس سلم الاولويات. دولة في حرب دائمة، تهديات لا تنقطع – كل هذا يحتاج الى ميزانيات طائلة. حكومات اسرائيل على أجيالها انشغلت أساسا بالامن، وكان الانفاق المالي هائلا. ويطرح السؤال: هل اليوم أيضا توجد حاجة الى انفاق مالي كبير بهذا القدر في الوقت الذي تعاني فيه مجالات اخرى من نقص يصرخ الى السماء؟ بالنسبة لي، لا. اعتقد أنه في العصر الحالي دولة اسرائيل، رغم كل التهديدات والمخاطر، قادرة على تغيير العقيدة الامنية طويلة السنين. الاصرار على مواصلة التمسك باسطورة “جيش الشعب” يتطلب مقدرات اقتصادية هائلة. الخدمة الالزامية للجميع هي عرض عابث. بعد بضع سنوات ستكون الاقلية هي التي تتجند. والغاء الخدمة الالزامية في صيغتها الحالية يمكن أن يوفر مالا كثيرا للدولة.
خدمة الاحتياط هي الاخرى تحتاج مقدرات كثيرة، والسؤال هو اذا كان النموذج الحالي لجيش الاحتياط صحيحا. على أفضل رأيي، لا. مر ما يكفي من السنين منذ أن قامت الجيوش على أساس الكتل الكبرى من الجنود. فالتقدم التكنولوجي، التطورات الجغرافية – السياسية، التغييرات الراديكالية في البنية الاجتماعية الاسرائيلية – كل هذا لم يؤخذ بالحسبان بصورة معمقة. أقترح النظر في اقتراح نموذج جديد للجيش الاسرائيلي كجيش مهني. دون الدخول في عمق التغييرات اللازمة، يسعى الاقتراح الى تحويل الجيش الاسرائيلي الى جيش أكثر مهنية بكثير، مدرب وتكنولوجي. باختصار، أكثر بكثير مما هو اليوم بانفاق مالي اقل يوفر العديد من المليارات للدولة. كل شيء ممكن شريطة ألا نستعبد لاساطير عديمة الجدوى واراء مسبقة أكل الدهر عليها وشرب.
الموضوع الثاني هو مجال التعليم. من يعرف جهاز التعليم جيدا يعرف أنه انهار منذ زمن بعيد. لا حاجة للميزانيات فقط، بل أولا وقبل كل شيء للجسارة والخروج من العلبة. جهاز التعليم يحتاج الى تغيير بنيوي وفكري عاجل للغاية. المناهج التعليمية لا تتناسب مع الواقع. التعليم ضحل حتى الرعب. يجب التحرر من جمود البجروت للجميع، وكأن الناس لا يقاسون الا بشهادة بجروتهم (الثانوية العامة). خطة الجامعات لاعداد التلاميذ في كليات تمهيدية للتعليم الاكاديمي الموجه دون شهادة بجروت هي خطة ممتازة. يجب التحرر من تسييس الجهاز والسماح للمهنيين بان يقرروا ما هو مناسب ليتعلمه تلاميذ اسرائيل. يجب تشكيل مجلس جماهيري على نمط مجلس التعليم العالي يقرر المناهج ويشرف على تنفيذها.
الجهاز الثالث هو الجهاز الصحي. في الاشهر الثلاثة الاخيرة ساعدت امي وهي في سريرها في مستشفيات مختلفة. تعرفت على جهاز محطم وغير أهل لتقديم العناية الطبية المناسبة لدولة متقدمة. مستوى الاطباء، الممرضات، العتاد والتكنولوجيا ليس الأعلى. مستوى الخدمات، العناية بالمريض والحرص على صحته – كل هذا هو في مقياس العالم الثالث. النقص هائل، وعمل الطواقم متعذر، وغير إنساني. وهو يؤدي الى تلبد الأحاسيس وعدم القدرة على أداء المهام، والأسوأ الى موت الناس. الطب الخاص يزدهر، أما الطب العام كما أسلفنا فمحطم. أنا مقتنع بان الاهمال في علاجها قرب موتها. من يعالج المجالات المذكورة اعلاه ويحدث تغيير جوهريا – سيكون مباركا.