معاريف – مقال – 13/11/2012 كفى للتظاهر بالسذاجة
بقلم: ميخال أهروني
علينا أن ندير مفاوضات علنية مع حماس. أبو مازن لطيف، رام الله أكثر لطفا ورقة من غزة، ولكن في القطاع تسيطر جهة اخرى وهي شريكنا.
مئات الاف الاشخاص اوقفوا سياراتهم وخرجوا منها من أجل تحرير جلعاد شاليط. من أوقف سيارته كان مؤيدا للصفقة مع حماس. ومن أيد الصفقة أيد الحوار. مئات الاف الاشخاص، في منتصف النهار، قالوا انه يجب الحديث مع حماس. دولة كاملة حبست أنفاسها لمشهد الصور الاولى لجلعاد شاليط محررا من الاسر. والى جانبه، بوجه مكشوف، سار احمد الجعبري، رئيس الذراع العسكري لحماس. هذا هو الرجل الذي احتجز شاليط وهو الرجل الذي حرره. الحماسي رقم واحد والمواطن رقم واحد لدولة اسرائيل وقعا على الاتفاق لتحرير الجندي المخطوف.
كل من كان شريكا في الكفاح من أجل اعادة شاليط مهد التربة للمحادثات مع حماس. كل من رفع يافطة، كل من جاء الى المهرجان، كل من سار وكل من وضع صورة شاليط على الفيسبوك، اعطى شرعية لهذا الحوار. الجمهور الاسرائيلي قال قولته. وهو لم يسمي الولد باسمه، وتجاهل بلياقة القول الصريح، ولكنه أيد علنا المفاوضات مع حماس. الصفقات مع منظمة ارهابية.
إذن كفى للتظاهر بالسذاجة. هكذا على أي حال، كل يوم تقريبا، تجري هنا مفاوضات مع حماس. كل وقف للنار، كل تسوية، كل ما يحبون هنا في وسائل الاعلام تسميته بـ “التفاهمات”، هي بالاجمال كلمات مهمتها طمس الحقيقة: لا يمكن تجاهل حماس، لا يمكن اخفاؤها، حماس هي الحركة التي تسيطر في قطاع غزة وليس لنا شريك آخر.
الاكثر سهولة لزعامتنا هو الاعلان على الملأ وبتصميم بان حماس هي منظمة ارهابية وبالتالي لا حديث معها. فالامريكيون ايضا يقولون ذلك. اما عمليا، فالحياة أقوى من كل تصريح أو كليشيه لكل صاحب منصب. وهذا لا يهم اذا كان الحوار يجري عبر طرف ثالث، في هذا الشأن مصر. حماس هي فرع الاخوان المسلمين وهكذا أيضا تُعرف نفسها، مما يعني أن إدارة حوار مع الرئيس المصري مرسي هو إدارة حوار مع الاب الروحي لحماس. في نهاية المطاف من ينبغي أن ينفذ التفاهمات عمليا هو نحن وهم. ماذا يهم اي مربية اطفال بادرت الى السلام، في نهاية المطاف يوجد طرفان هما اللذان يتفقان.
لا مفر. علينا أن ندير مفاوضات علنية مع حماس. أبو مازن لطيف، رام الله أكثر لطفا ورقة من غزة، ولكن في القطاع تسيطر جهة اخرى وهي شريكنا. يمكن ان نقول عنه كل شيء، ويجب أن نحمي أنفسنا منه. فلا يدور الحديث عن منظمة سلام أو منظمة حقوق انسان، وهم ليسوا لطفاء. ولكن لا يمكن مواصلة الاحتفاظ بالمعايير المزدوجة عندما يكون هناك اتفاق طبق بنجاح. شاليط في البيت، الف سجين امني، بينهم قتلة وكارهون لاسرائيل، يوجدون في بيوتهم.
حان الوقت لوقف لعبة تبادل الكرة العنيفة، ولا، ليس بحملة عسكرية واسعة النطاق، فقد سبق أن جربنا هذا الخيار ويتبين أنه باستثناء الدم الكثير الذي سفك، لم يتغير شيء. أدرنا مفاوضات طويلة ودفعنا ثمنا باهظا لقاء حياة جندي واحد، من سكان الشمال. اما الان فقد حان الوقت لكي ندير مفاوضات جدية وأليمة على حياة مئات الاف سكان الجنوب. مع ذات الجهة.