ترجمات عبرية

معاريف: معضلة يهودية

معاريف  28/8/2024، ليلاخ سيغان: معضلة يهودية

لا شك أن اشهر صيف 2024 هي توقيت مشوق لزيارة امريكا. المؤتمر الديمقراطي، ترقب المواجهات وذروة انتخابات عاصفة مع الكثير من الحراكات والتقلبات، التي لا يزال مبكرا المراهنة كيف ستنتهي. 

كما أن هذا توقيت مشوق لسماع يهود امريكيين. الزاوية التي ننظر فيها الى الانتخابات من اسرائيل ضيقة للغاية، بينما حين نصل الى الولايات المتحدة نكتشف منظورا مغايرا.

تحدثت مع بضعة يهود ليبراليين من محبي اسرائيل، اعربوا لنا عن الكثير من التأييد في السنة الاخيرة. بعضهم يتبرعون وينتمون الى منظمات مؤيدة لاسرائيل. بعضهم كانوا زاروا هنا وعبروا عن تضامنهم مع بلدات الغلاف، وكلهم يخافون جدا مما يحصل هنا منذ 7 اكتوبر. ولا يزال – ترامب هو العلم الاحمر بالنسبة لهم.

هم ليسوا تقدميين في آرائهم بأي حال، يمقتون الموضة السائدة في التأييد للفلسطينيين، بل ولا يتأثرون على نحو خاص بهاريس أو بنائبها. ومع ذلك، هم يخافون دونالد ترامب اكثر بكثير مما يخافون كمالا هاريس. في الخيار السيء بينها وبين ترامب – صوتهم سيذهب الى كمالا. رغم ميله المؤيد لاسرائيل، هم يؤمنون بأنه اذا ما انتخب ترامب للرئاسة، فان موقفه من اسرائيل لن يكون على الاطلاق ذا صلة. فاذا ما اتخذ خطوات مناهضة للديمقراطية تغير وجه الولايات المتحدة، كما يقولون، فان هذا سيؤثر سلبا على حياة اليهود الامريكيين وعلى دولة اسرائيل ايضا.

لليهود الذين كانوا منذ البداية جمهوريين تكون المعضلة مضنية اقل، لكن معظم يهود الولايات المتحدة هم ديمقراطيون. بعضهم يشعرون بأن الحزب الديمقراطي يخون اليهود، في قسم منه على الاقل. ولا يزال فان معظم اليهود الديمقراطيين مع ذلك سيبقون مع الحزب.

اولئك الذين تحدثت معهم سمعوا التزام هاريس بدعم اسرائيل في الخطاب الذي القته، وهذا ارضاهم، كما أنهم يستندون جدا الى حقيقة أن هاريس متزوجة داغ امهوف، يهودي فخور يعرف نفسه كمقاتل مصمم ضد اللاسامية.

امريكا مشغولة جدا بنفسها، وكذا اليهود الامريكيون، رغم صلتهم باسرائيل، مشغولون جدا بانفسهم اكثر مما هم بنا. يمكن أن نفهمهم. فبعد كل شيء نحن ايضا الاسرائيليين مشغولين اكثر بكثير بانفسنا مما بيهود الشتات.

معظم اليهود في الولايات المتحدة يفهمون الوضع جيدا، هم يعرفون بأن اسرائيل تقاتل ضد جهاديين متخلفين، وقد صدموا بمذبحة 7 اكتوبر بقدر لا يقل عنا، لكنهم يرون ايضا المراوحة التي علقنا فيها ويقولون إن على اسرائيل أن ترتبط بالواقع كي تواصل السير الى الامام. من ناحيتهم، لا يمكن مواصلة القتال الى الابد والادعاء بأننا سننتصر على التو، بينما اسرائيل خسرت بشكل واضح في الحرب الاعلامية وفي تأطير الحرب، والحكومة ببساطة لا تريد أن تعترف بذلك. 

كما أنه كان بودهم أن يروا في اسرائيل قيادة تعرف كيف توحد حولها القسم الاكبر من الشعب اليهودي في العالم. واجب جدا عمل هذا في ضوء التصاعد في اللاسامية وازمة الكثير من اليهود في ارجاء المعمورة. لشدة الاسف، هذه ساحة اخرى لا تتمكن الحكومة الحالية من التصدي لها ومشكوك فيه أنها حتى تحاول ذلك.

خرجت من هذه المحادثات مع فهم واضح لترشيح هاريس والسبيل الذي تقدم فيه في اسرائيل. نحن حساسون جدا لكل نبرة مناهضة لاسرائيل، وعليه فنحن لا نفسر بالضرورة على نحو صائب ما يحصل. صحيح أن هاريس بعيدة عن أن تكون مؤيدة لاسرائيل أو صهيونية متحمسة، لكن بدلا من أن نقرر بأنها ضدنا ونطور العداء تجاهها، فان الامر الصائب عمله هو بالذات التقرب منها (ومن زوجها ايضا).

إن حملة هاريس تخاف أن تثير غضب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الفترة الحساسة ما قبل الانتخابات، ولهذا فانه لا تقال ضدهم امور لا لبس فيها. لكن قسما كبيرا من الجمهور مل حقا الفوضى المؤيدة للفلسطينيين، إن لم نقل المؤيدة لحماس، وهذه العصابة نجحت مؤخرا في أن تتورط حتى مع السود في الولايات المتحدة. وعليه فانه يتعين على اسرائيل أن تستغل الفرصة وأن تغير الواقع في صالحها. علينا أن نتخذ نهجا اكثر ذكاء كي نعيد بناء الجسور للحزب الديمقراطي، بدلا من أن ندفعه الى اذرع الاخوان المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى