ترجمات عبرية

معاريف: معضلة غير قابلة للحل

معاريف 20/5/202بقلم: آنا برسكي: معضلة غير قابلة للحل

كان يمكن لبيني غانتس ان يفاجيء بخطوة غير متوقعة لو كان بقي في حكومة الوحدة. فبيانه في منتهى السبت عن طرح موعد نهائي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جاء على نحو غير مفاجيء على الاطلاق، بل كجزء من خطة معروفة منذ اشهر. منشورات عديدة، بما في ذلك في “معاريف” فصلت غير مرة خطة عمل المعسكر الرسمي وفيها محطات على الطريق، فيما أن الهدف كان ولا يزال تفكيك الرزمة على حدث هام، يُنظر اليه كسبب مناسب لانهاء حكومة الطوارئ الوطنية وليس كحيلة سياسية لحظية أخرى.

“بنك الأهداف” بات محددا مسبقا، وهذا أيضا لم يكن صعبا على نحو خاص، اذ أنه في الواقع السياسي الراهن لا تنقص أسباب لتفجير القصة عليه. فقد كانت الخيارات هي قانون التجنيد (ما تشوش قليلا بفضل المناورة الذكية التي تمثلت بامتشاق قانون التجنيد الذي وضعته حكومة بينيت لبيد) أو اليوم التالي. في الحالتين المذكورتين النجاح ليس موضع شك. فنتنياهو غير قادر على ان يستجيب لمطالب غانتس لا بالنسبة لـ “مخطط الخدمة الإسرائيلية”، ولا في موضوع خطة اليوم التالي حسب المقياس المقبول على الأمريكيين غانتس يوآف غالنت.

في اثناء الأشهر الأخيرة اعتقد الامريكيون، الى جانب الراي العام، الذي في الغالب طالب غانتس بالبقاء في حكومة الطوارئ، بان غانتس وغادي آيزنكوت ملزمان بالبقاء كاعضاء في الحكومة وكابنت الحرب لاجل تصدر خط ليس هو خط اليمين الصقري لايتمار بن غفير بتسلئيلسموتريتش، الذي تقلق منه إدارة بايدن جدا. القرار الاستراتيجي لغانتس لبدء عد تنازلي يشير ضمن امور أخرى الى أن في واشنطن على ما يبدو يئسوا نهائيا من قدرة المعسكر الرسمي التأثير من الداخل بشكل ناجع يبرر استمرار شراكتهم مع نتنياهو.

وعليه، فان المعسكر الرسمي يلتزم بالجدول الزمني الأصلي ووفقا لخطة المغادرة في بداية الدورة الصيفية، طرح غانتس على نتنياهو إنذارا غير قابل للحل. لقد صعد غانتس الى مسار الانسحاب، بينما هو يمنح نتنياهو كهدية ثلاثة أسابيع في اطار الدورة الصيفية للكنيست. الخطة بقيت بلا تغيير جوهري. غانتس فضل الا يقتاد الى الخارج من قبل المعسكر الغاضب بل ان يسبق موجة الغضب ويخرج بمبادرته.

لماذا يظهر غانتس سخاء تجاه رئيس الوزراء؟ لعدة أسباب. بداية هو يبني نوعا من “لعبة اللوم” كي يخرج نتنياهو المذنب المطلق في تفكيك حكومة الطوارئ الرافض الدائم، بخلاف غانتس الرسمي والمتفهم. بالتوازي، غانتسيعطي مصوتيه فترة تكيف من ثلاثة أسابيع لاستيعاب الوضع الجديد المتمثل بالانسحاب من حكومة الطوارئ. رويدا رويدا، دون استخلاص استنتاجات انتخابية غير مرغوب فيها. ينبغي الإشارة الى أن اليوم أيضا، حسب الاستطلاعات، نحو 10 15 مقعدا لمصوتي اليمين يقفون في موقف المعسكر الرسمي. معظمهم يعارضون انسحاب غانتس من الحكومة ويواصلون تأييد الوحيدة. غانتسورجاله سيتعين عليهم أن يجروا لهم حملة إعلامية فاعلىفي محاولة للإبقاء عليهم دون أن يبحثوا عن بيت سياسي بديل بعد تفكيك حكومة الطوارئ. معقول الافتراض بان غانتس سينسحب ليس كي يجف في المعارضة دون حدود زمنية. في اثناء الأسابيع الثلاثة الانتقالية وبقوة اكبر في اثناء ستة الأسابيع التي تتبقى بعد أن ينسحب حتى الاجازة رجال المعسكر الرسمي سيبذلون كل جهد مستطاع لاجل بلورة مجموعة متمردين في الليكود لاجلالوصول الى تقديم موعد الانتخابات.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى