ترجمات عبرية

معاريف: مصلحة مشتركة

معاريف 15/8/202آنا برسكي: مصلحة مشتركة

طاقم المفاوضات الاسرائيلي بتركيبة كاملة، بما فيها رئيس الموساد، رئيس الشباك واللواء نيتسان الون، سيسافر اليوم الى الدوحة فيما أن أيا من عموم المشاركين في القمة لا يمكنه أن يراهن على فرص نجاح الحدث.

الامريكيون يفعلون ما هم جيدون فيه جدا: يمارسون ضغطا هائلا على كل واحد من الأطراف في كل طريقة ممكنة. يصدرون دعوة للوصول الى توافقات، يعملون من خلف الكواليس ومسؤولون عن التسريبات عندما يفترض بكل شيء أن يخدم الهدف المركزي. اختراق نحو عقد صفقة.

في إسرائيل يفترضون بان الإدارة الامريكية هي التي تقف من خلف المنشورات التي تقول ان الإيرانيين معنيين جدا بنجاح المفاوضات التي هم مستعدون حتى للجم نزعة الثأر الوطني وتأجيل هجومهم على إسرائيل في حالة خرجت الصفقة بالفعل الى حيز التنفيذ.

اليوم، بخلاف الماضي، في طهران بالفعل معنيون بالصفقة. حتى قبل بضعة اشهر عمل النظام الإيراني بالذات على منعها عندما كانت نقطة الانطلاق هي أن صفقة مخطوفين ووقف الحرب في غزة ستشق الطريق الى التسوية الإقليمية الأكبر والأكثر تهديدا على وحدة المحور الشيعي الذي تطوره ايران في الشرق الأوسط. اما اليوم فلم تعد علاقة عملية وفورية بين الصفقة والنظام الإقليمي.

توجد أمريكا عميقا في السباق الى البيت الأبيض والجمهوريون اوضحوا منذ الان بانهم لن يعطوا الديمقراطيين جائزة في شكل تسوية إقليمية في الشرق الأوسط. اما الديمقراطيون من جهتهم فقد اهملوا هذه المسألة حتى الانتخابات على الأقل. وعليه فان ايران لم تعد ترى المخاطر الكامنة في اتفاق وقف القتال في قطاع غزة بل فضائل وارباح صافية فقط.

صعب جدا توقع المستقبل في حالة الصفقة. لكن بالتأكيد يمكن تشخيص مصلحة الطرفين. من ناحية رئيس الوزراء نتنياهو فان صفقة كهذه لا تمنع إسرائيل من إمكانية العودة الى القتال، هي انجاز هائل من عدة نواحي.

حاولوا ان تتصوروا تحرير نحو 30 مخطوفا احياء لتتلقوا جوابا على مسألة الشرعية الجماهيرية للصفقة. في إسرائيل يعولون على تعهد الرئيس بايدن لاعطاء إسرائيل ضمانة في أن يتمكن الجيش من العودة الى القتال اذا ما تفجرت المفاوضات بعد المرحلة الأولى من الصفقة أو وصلت الى طريق مسدود.

من الجهة الأخرى، فان الصفقة ستبقي على حماس في غزة وعلى يحيى السنوار على قيد الحياة. حتى لو اتضحت الصفقة كجزئية ومؤقتة وتفجرت بعد ستة أسابيع من وقف النار، فليس لحماس وسيدها في ايران أسباب وجيهة كافية للتخلي عن شهر ونصف من الهدوء تتيح لهم تعزيز قوتهم وإعادة تنظيم أنفسهم.

كي يتمكن كل طرف من الأطراف من التعايش مع الصفقة التي اغلب الظن ستتفجر بعد المرحلة الأولى، فان صيغة الاتفاق يجب أن تكون غامضة قدر الإمكان، قابلة للتفسيرات وتسمح لكل طرف بحرية العمل.

اذا كان هذا ما سيحصل، ومرة أخرى ليس مؤكدا حقا انه سيحصل، فسيتلقى نتنياهو كل الشرعية التي في العالم لان يتساءل امام شركائه الصقريين بن غفير وسموتريتش عما تغير منذ الصفقة الأولى؟ في حينه أيضا لم يجرِ الحديث عن انهاء الحرب بل العكس.

عمليا، الامر الممكن والايجابي الوحيد الذي يمكن ان يخرج عن القمة في الدوحة هو الوصول الى صفقة هدنة مع العلم بان القتال سيستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى