معاريف: مراهنات الايرانيين على الضفة
معاريف 11/9/2024، آفي أشكنازي: مراهنات الايرانيين على الضفة
العملية المزدوجة التي كان يفترض أن تنفذ في كرميه تسور وفي غوش عصيون كانت أغلب الظن ستغير جدول الاعمال هنا في المنطقة. يدور الحديث عن سيارتين وفيهما كمية كبيرة من المواد المتفجرة وانابيب الغاز. وكانت خطة التنظيمات هي تفجير السيارتين المفخختين قرب مكان يعج بالناس وبعد ذلك اعتزموا تنفيذ اطلاق نار على قوات النجدة التي ستصل الى ساحات العمليات. المسلحون ومختبرات المتفجرات هم أغلب الظن من انتاج الخليل. قوات الجيش الإسرائيلي حاصرت المدينة، ومقاتلو سلاح الهندسة القتالية وصلوا الى مختبر المتفجرات في الخليل وفجروه. التحقيق في بدايته فقط. لكن شكل التنفيذ والتخطيط المركب يدل على أنه يوجد على ما يبدو، مثلما في الحدث في تل أبيب قبل أسبوعين، توجيه وربما تخطيط وارشاد من خارج حدود إسرائيل.
الاصبع في هذه اللحظة موجه لإيران، التي تفعل وكيلا عبر حماس الخارج التي توجد في لبنان، في تركيا وكذا في قطر. بالتوازي، تضخ وسائل قتالية كثيرة عبر مساري تهريب أساسيين: مسار جنوبي عبر السعودية، الأردن والحدود الشرقية على طول غور الأردن والعرابا والمسار الثاني عبر العراق، سوريا، الأردن والحدود الشرقية او مثلث الحدود الأردن، سوريا وإسرائيل في جنوب هضبة الجولان.
على مدى سنوات طويلة لم تبذل إسرائيل جهدا او تستثمر ميزانيات في حدود السلام الشرقية مع الأردن. فالجيش ينقصه الاف الجنود كي يملأ الصفوف ويغلق الحدود المنفلتة. يدور الحديث عن نحو 300 كيلومتر من الحدود التي لا يوجد فيها جدار او عائق حقيقي، وسائل رقابة وتواجد عسكري حقيقي. هذا يعرفونه في ايران – وهم يستغلونه. الأردنيون من ناحيتهم يبذلون جهودا جبارة كي يمنعوا ايران من ضعضعة الاستقرار في المنطقة لكن أيضا لمنع تموضع إيراني في الحدود الشرقية
تعمل ايران باستراتيجية مرتبة. فهي ترغب في خنق إسرائيل في كل الجبهات. صحيح أنها بدأت تبذل جهدا في الضفة قبل 7 أكتوبر، لكنها الان، بعد أن انهارت حماس غزة تفهم طهران بان عليها أن تضع رهاناتها على الضفة. هذا هو السبب الذي يجعلهم يمارسون كثيرا من الضغط في الميدان.
يستغلون الوضع الاقتصادي الصعب، البطالة القاسية والإحباط من أداء السلطة الفلسطينية – وبالتوازي الاعجاب بحماس – لاجل تشجيع الشباب على المشاركة في اعمال العنف. في الضفة تشوش الفصل بين المنظمات القديمة: فتح، حماس والجهاد الإسلامي. ايران، بمعونة الكثير جدا من المال والاعمال المكثفة في الميدان، ضمن أمور أخرى عبر الشبكات الاجتماعية، بنت كتائب في جنين، في طوباس، في الفارعة، في بلاطة، في نور شمس وغيرها.
يشخص الشباك الجهد وهذا هو السبب في ان القرار الأول الذي اتخذه رئيس الشباك روني بار كان إقامة دائرة احباط حماس في الخارج والتي هي كما أسلفنا الذراع الإيراني هنا. يعمل الشباك على مدار الساعة كي يحبط هذه الشبكات. في الأشهر الأخيرة عملوا في قيادة المنطقة الوسطى، بقيادة آفي بلوط “على جز العشب” في مخيمات اللاجئين.
الحملة، التي انطلقت الأسبوع الماضي وتتواصل الان أيضا في شمال الضفة تستهدف من ناحية جهاز الامن “اقتلاع الحصاد من الجذور”. في الجيش وفي الشباك يفهمون باننا بعد شهر سنصل الى أعياد تشري – رأس السنة، يوم الغفران، العرش وفرحة التوراة – بما أن دوافع ايران، حماس وحزب الله ستزداد فقط مع حلول هذه المواعيد. ولهذا كان الالحاح في الحملة الان.
ومع ذلك، الحملة، ستكون ناجحة، وتعميق اعمال الشباك في الميدان، بقدر ما تكون مهنية وعميقة – هي حلول اسعاف اولي أساسي. الجواب الصحيح على ايران هو الائتلاف الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة. غير أن على الطريق ينبغي أولا اجتياز طريق محور فيلادلفيا – والسؤال هو اذا كانت حكومة إسرائيل تريد مواصلة الإصرار على هذه الاحبولة، او حقا حل المشكلة الإيرانية.