معاريف / مأمور شكاوى الجنود: “ثقافة عدم قول الحقيقة تسيطر على الجيش”
معاريف – بقلم أريك بندر – 13/12/2018
مَثَل مأمور شكاوى الجنود اللواء احتياط اسحق بريك أمس امام لجنة رقابة الدولة واطلق علنا انتقادا لاذعا، سبق أن وجهه قبل اشهر طويلة في الغرف المغلقة او في الرسائل لاعضاء لجنة الخارجية والامن، عن مواضع خلل خطيرة في جاهزية الجيش الاسرائيلي للحرب. وبينما كانت في مواجهته بطارية من كبار الضباط في الجيش وكذا مراقب الجيش العميد ايلان أراري، لم يوفر بريك بالكلمات القاسية. فقد حذر من أنه “على مدى السنين توجد مسيرة تدهور في الثقافة التنظيمية في الجيش الاسرائيلي ولا سيما في الذراع البري، بلغ ذروته في السنوات الاخيرة. فالاقل جودة والمتوسط اخذ يسيطر. وتستوجب خطورة الوضع تشكيل لجنة تحقيق موضوعية خارجية برئاسة قاضي العليا.
وقال بريك ان “زرت اكثر من 1.400 وحدة على مدى ثلاث جولات. تحدثت مع عشرات الاف القادة والجنود. اعرف الجيش في الميدان اكثر من اي شخص آخر في الجيش اليوم. وجدت مشاكل عسيرة جدا في المنظومات اللوجستية، التكنولوجية والعملياتية. ضمن امور اخرى، في منظومة نقاط المراقبة، القبة الحديدية، الكتائب المختلطة، الوحدات الخاصة وغيرها.
وبزعمه، تطورت في الجيش الاسرائيلي ثقافة تنظيمية من عدم تبليغ الحقيقة. “أنا اقف خلف كل كلمة اقولها. عندي كراسين من الاقتباسات لالوية وعمداء يتحدثون بدم قلبهم، وعندما يخرجون الى الخارج يقولون امورا اخرى. عندي لواء يصل الى لجنة الخارجية والامن ويقدم عرضا كله رائع، وبعد ذلك يذهب الى وزارة المالية ويقول العكس. عندي رسائل للوكلاء يقولون “نحن نكذب لانه لا توجد لنا قدرة على تنفيذ المهام””.
وواصل مأمور الشكاوى يقول ان “دم قلب الجيش الاسرائيلي هو الاستقامة والمصداقية. لديناامر خطير بدأ يحصل في الجيش، لم يكن في الماضي. يقول لي ضباط كبار: “لماذا نحتاج لان ينغصوا عيشنا، ويحاسبونا؟”.
القيادة العليا تعرض امورا لا تعرض الميدان بالضرورة، لانها لا تنزل الى الميدان، لا تتحدث مع الناس ولا تفحص الامور. وهي تتلقى صورة وضع مغلوط. التقرير الذي يصل من تحت هو على ما يرام، ولكن الوضع ليس على ما يرام”.
وانتقد بريك ضمن امور اخرى حقيقة أن القادة والجنود في الجيش يخرجون الى الميدان، للقيام بالعمليات ايضا، وهم يحملون الهواتف الذكية التي يمكن للعدو بسهولة أن يترصدها، وينقلون الاوامر والتعليمات بالواتس اب او بالبريد الالكتروني.
ويدعي بريك بان “الرسائل الالكترونية هي فضيحة. معظمها تشطب واحد لا يتابع ذلك. كيف سننتصر في الحروب؟ هذه منظومة فقدت السيطرة”.
بن روبين يقول لبريك: تجاوزت الحدود
وردا على مأمور شكاوى الجنود قال رئيس قيادة الذراع البري العميد اور غولدن ان “هذا الجيش جاهز للحرب. كل القادة من رئيس الاركان ودونه يقولون انهم مؤهلون للحرب. توجد مشاكل ويجب معالجتها – ونحن لا نتجاهل ذلك”.
وعلى حد قوله “فان الجيش الاسرائيلي يراقب من كل المستويات، بشكل داخلي وبشكل خارجي ويفعل الكثير من اجل اصلاح مواضع الخلل.
وردا ادعاءات اطلقها بريك عن عدم التعاطي مع انتقاده وقال: “رئيس الاركان يقبل اقوال بريك بشكل كامل. وهيئة الاركان تتعاطى مع التقرير”. ودعا بريك الى عدم التشكيك بضباط الجيش الذين هم على حد قوله “متفانون ومستقيمون. مصلحة الدولة امام ناظريهم وليس مصلحتهم الشخصية. نحن واعون للخروج عن المعايير، ولكن المعايير هي معايير التفاني، التميز والانتقاد”.
في مستهل النقاش هاجمت رئيسة اللجنة شيلي يحيموفتش من المعسكر الصهيوني الضغوط لالغاء الجلسة مع بريك. وروت بان “مستوى الضغوط والمحاولات لالغاء هذا النقاش تجاوزت كل توازن بشكل غير مسبوق. وفي اثناء المكالمات التي تلقيتها امس نشأ وضع هو أن العدو هو بريك وليس حماس او حزب الله”. وفي اثناء النقاش توجه النائب ايال بن روبين من المعسكر الصهيوني الى بريك وقال له: “تجاوزت الحدود، تحولت من منفعة الى ضرر. تحولت من جهة محترمة جدا الى جهة غير مرغوب فيها. ان تقول ان قادة الجيش لا تتساوى السنتهم مع قلوبهم. كل هذا لرئيس الاركان! فهل جننت؟ ما الذي يكذبون فيه علينا؟ هل بعثت أنا بابنائي لقادة ألسنتهم مع قلوبهم لا تتساوى؟ هناك اهمية لثقة الجمهور بالجيش وتوجد حدود لما يجري هناك”.