ترجمات عبرية

معاريف: ليس لدينا أميركا أخرى: إدارة بايدن تقتل أخيراً بنيامين نتنياهو

معاريف 12-5-2024، بقلم بن كسبيت: ليس لدينا أميركا أخرى: إدارة بايدن تقتل أخيراً بنيامين نتنياهو

جلس وزير التعليم يوآف كيش أمس في أستوديو “التقِ الصحافة” وشرح بأنه في ضوء الوضع الصعب والقتال المتواصل ينبغي للوزيرين غانتس وآيزنكوت “البقاء في الحكومة والتوقف عن ممارسة السياسة الحزبية”. وبينما كان يتحدث، تبين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم أن يتقدم الأربعاء القادم بمسودة “قانون التجنيد”، أي “قانون التملص” قبيل إجازته في الكنيست. هذا يحصل في ظل الحرب، وفي ظل سقوط جنود من الجيش، بعد أن دفنا أكثر من 620 جندياً في النصف سنة الأخيرة. إذن، على غانتس وآيزنكوت أن يتوقفا عن ممارسة السياسة الحزبية كي يتمكن نتنياهو من ممارسة السياسة الحزبية الصغيرة النكراء والمعيبة للغاية منذ الأزل: إعفاء قطاع ضخم من السكان من الخدمة العسكرية، بينما باقي القطاعات تدفن موتاها.

كل هذا يفعله نتنياهو كي يحافظ على كتلة بقائه، الائتلاف الذي قسم من عناصره غير صهيوني، أو لا يتحمل العبء أو هذا وذاك. إضافة إلى هذا، يواصل رفض إجراء بحث أو استعداد أو خطة ما لـ “اليوم التالي” في غزة فقط كي لا يغضب محبي إشعال النيران المتطرفين في حكومته، بن غفير وسموتريتش.

بينما يوشك على إعفاء أكثر من مليون مواطن من الخدمة ويحبط كل احتمال للخروج من الوحل الغزي كان واستبدال حكم حماس هناك، يواصل نتنياهو مناشدة شركائه “ألا يمارسوا السياسة”. لأننا في حرب، وبالتالي محظور الحديث عن انتخابات، ومحظور ذكر لجنة تحقيق، وبالتأكيد لا مجال للبحث عن المذنب المركزي في مفهوم احتواء حماس. من جهة نطلق الناس، ومن الجهة الأخرى نعفي، من التجنيد، طبعاً.

عندها يدخل الجيش الآن إلى جباليا للمرة الثانية، وإلى حي الزيتون للمرة الثالثة، ويواصل الدخول والخروج ونحن نواصل دفع الثمن بالدم والعرق والكثير من الدموع كي لا نصل إلى أي مكان، إذ لا يمكن إسقاط حكم حماس دون إعداد بديل لحكم حماس. فهذا لا يمكن أن يكون بديلاً بلا أساس. ولا احتمال لتتويج حكام خارجيين على شعب آخر، فقد جربنا هذا وفشلنا، ولسنا الوحيدين، فالأمريكيون فشلوا أيضاً في هذا في أفغانستان والعراق. الوحيدون الذي يمكنهم إدارة غزة بعد الحرب هم الغزيون، بتعزيز داعم من الخارج. لكن سموتريتش وبن غفير أصدرا أمراً خاصاً يمنع ذكر السلطة الفلسطينية، وكلنا رهائن لهذا الفشل.

الجيش الإسرائيلي قادر على استخدام كاسحات العشب الشهيرة في الضفة أساساً بفضل وجود سلطة فلسطينية تدير الحياة والأمور، ولها معها تنسيق أمني دقيق. لا، أبو مازن ورجاله ليسوا الشريك المثالي، لكن البديل لهم هو حماس. هذا هو الواقع، وبالتالي يجب أن نختار الطريق الأقل خطورة، تلك القابلة للإدارة، القابلة للتشغيل والقابلة للإحباط. لا أحد يلغي الاتفاقات التي وقعناها مع السلطة الفلسطينية؛ لا هم ولا نحن. لكن السير وفق هذا النظام في غزة أيضاً، ممنوع ذكره. للأسف، سنتوصل إلى هذا الاستنتاج بعد فوات الأوان، وسنجر إليه من شعرنا.

“خيبة أمل وإحباط”، هكذا وصف السفير اردان الإحساس بعد تصريحات الرئيس بايدن حول إمكانية وقف إرساليات السلاح إلى إسرائيل. تعقيب أردان صحيح؛ فالخطوة الأمريكية أكثر من دراماتيكية. لها تأثيرات عميقة؛ إذ تشير إلى إمكانية بداية حل الحلف الاستراتيجي بيننا وبين واشنطن، الحلف الذي اعتُبر دوماً الحجر الأساس في الأمن القومي الإسرائيلي. فللحليف الأكبر خطوط حمراء، أما إسرائيل فبدأت تجتازها، ما يشجع أعداءها. فهو يعلن بصوت عال وواضح بأنه لم يعد لإسرائيل حصانة في واشنطن، وهي تقاس وفقاً لأفعالها، وهكذا ستنال أجرها أو عقابها.

بايدن ليس مؤيداً لحماس أو إيران، إنما مؤيد لإسرائيل بل إنه صهيوني، كما يعرف نفسه. سجله كامل الأوصاف وغير مسبوق. يدعمنا ليس بالأقوال فقط، فقد دعمنا بكل ما أوتي من قوة ومال، وألقى علينا بمظلة سياسية واقية. وأقر في الكونغرس 14 مليار دولار لتمويل الحرب، وبعث بمئات طائرات النقل وعشرات السفن المحملة بالذخيرة والسلاح.

بخلاف ما يعتقده الإسرائيلي العادي، لم تتأسس أمريكا لتخدم إسرائيل. صحيح أن بايدن لا يريد خسارة الانتخابات بسبب رفح. هو مخطئ؟ يبدو. هو يضرنا؟ يبدو. لكن هذا ليس لأنه وحماس ينسقان المواقف. فمن مول حماس هو نتنياهو وليس بايدن. هذا لأن الرئيس الأمريكي وقف إلى جانب إسرائيل بكل قوته، ووفر لها كل ما تحتاجه لتسير باتجاهه مع خطة استراتيجية منظمة لليوم التالي. أما إسرائيل فتستخف به، وبالتالي يستخف بها. ليس لنا أمريكا أخرى. قد تتراجع عن قرارها فترسل السلاح مرة أخرى، لكن هذا لن يحصل. المشكلة الأساسية أن إدارة بايدن ملت نتنياهو وأساليبه وطريقة عمله وائتلافه.

إن قرار تأخير إرساليات السلاح سيئ وضار وغير مسبوق. وقد نصل إلى مستويات تاريخية، لكن لا يمكن الادعاء بأننا لم نكن نعرف هذا منذ قيام هذه الحكومة. هذه مصيبة استراتيجية كسبناها عن جدارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى