معاريف: لنبدأ الثأر بحزب الله
معاريف 17/4/2024، شلومو غانور: لنبدأ الثأر بحزب الله
نزعة الثأر ضد ايران ووكلائها وحدت دولة إسرائيل في الأيام الأخيرة الى مستوى لم نشهده هنا منذ زمن بعيد وعن حق. نحو 360 صاروخا ومُسيرة اطلقت نحو دولة إسرائيل شكلت هجوما جويا لم تشهده دولة إسرائيل منذ عهدها، هجمة وحشية كان فيها اعلان حرب يبرر ردا إسرائيليا دون أي تردد. من هنا فان السؤال هل سنهاجم ونرد لا داع له. هذا كما كنا سنسأل أنفسنا بعد 7 أكتوبر اذا كنا سندخل الى قطاع غزة أم لا. حين يكون هاما أن نذكر هنا، واساسا للعالم الواسع فان ايران هي المحدثة والداعمة الأكبر للارهاب التي تعمل منذ اكثر من 20 سنة لنيل سلاح نووي باستثمار مئات مليارات الدولارات هي التي حرص زعماؤها ويحرصون على الإعلان بصوت عال من على كل منصة: إسرائيل ستباد وهذه مجرد مسألة وقت الى أن نستعيد بمعونة الجهاد الكرامة المداسة للشعب الفلسطيني المحتل والمضطهد”.
على مدى السنين خلقت ايران حول دولة إسرائيل “خاتم خانق” من الإرهاب والعداء بمعونة اذرع الاخطبوط مثل حزب الله في لبنان، حماس والجهاد الإسلامي في غزة وفي الضفة، الحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في سوريا وفي العراق. كل هذا في ميل واضح “لخنق” دولة إسرائيل من كل الاتجاهات – وفي اللحظة المناسبة استخدام كل هذه الاذرع في ميل واضح لابادة دولة إسرائيل.
في هذه الساعات التي بعد الهجوم الإيراني الفاشل بفضل سلاح الجو الرائع، التكنولوجيا والاستثمار الإسرائيلي الصحيح في الدفاع ضد الهجوم الجوي والمساعدة الامريكية والتحالف الذي بدأ يتبلور هنا حولنا – لا خلاف في ان إسرائيل لا يمكنها أن تمر مرور الكرام على هجوم غير مسبوق كهذا ولا شك ان هذا هو الوقت الصحيح والمناسب للهجوم والثأر من ايران. واساسا حين يميل بندول العطف والتعاطف في العالم الان الى جانب إسرائيل. الأسئلة الكبرى التي توجد من خلف النوايا والارادات للعمل هي: كيف، اين، متى؟ وما الذي ستجلبه معها العملية التي ستنفذ؟
الميل الأول للعمل في ضوء كل هذا هو تصفية القدرة النووية الإيرانية، التي تشكل تهديدا وجوديا على دولة إسرائيل. تصفية تؤدي الى تغيير ثوري في كل ما يرتبط بالتهديد الإيراني على أمن إسرائيل. لكن كما يبدو هذا في الواقع الحالي، دون مساعدة أمريكية ودعم دول الكتلة السُنية حولنا، بما في ذلك الدعم الأوروبي، من الصعب أن نرى عملية كهذه تخرج الى حيز التنفيذ. فالهجوم على اهداف في ايران من شأنه أن يجر ردود فعل إيرانية مضادة ستثقل فقط على وضعنا الأمني.
من هنا ينبغي التفكير من الرأس وليس من البطن. هذا يعني استغلال الوضع الحالي للهجوم على الذراع الإيراني الأهم – منظمة حزب الله في لبنان التي تدير ضدنا منذ نصف سنة حرب استنزاف ضارية تسببت بنزوح نحو 100 الف إسرائيلي من بيوتهم وترك إقليم كبير هام وجميل مهجورا ومهملا. هجوم مكثف على بنك اهداف لحزب الله في لبنان، والذي يوجد لدى شعبة الاستخبارات “امان” سيؤدي الى ابعاد منظمة الإرهاب الى ما وراء الليطاني، سيحيد تهديد قسم كبير من عشرات الاف الصواريخ الموجهة نحو دولة إسرائيل واساسا سيعيد الحياة الى شمال دولة إسرائيل الى جانب سكانه الموزعين في ارجائها.
عملية ضد حزب الله يمكنها أن تدفع قدما بتحرير مخطوفين في غزة، حين يرى السنوار ما حصل لحزب الله بينما ايران تقف جانبا بعد فشلها في الهجوم على إسرائيل وسيفهم بان ليس له على من يستند وان أيامه معدودة ونهايته قريبة وان من الاسلم له التوجه الى صفقة. ومن هنا، مرة أخرى – الخطوة الصحيحة والأكثر نجاعة للرد ضد ايران بحكمة ونجاعة قصوى هي مهاجمة حزب الله في لبنان.