معاريف: للنظام في ايران توجد مصلحة لابقائنا في حالة توتر وخوف
معاريف 5/11/2024، موشيه نستلباوم: للنظام في ايران توجد مصلحة لابقائنا في حالة توتر وخوف
الحرب النفسية، الانباء الملفقة، او كلاهما معا. الواضح هو اننا نعيش في فترة غير بسيطة، ولا يمكن أن نعرف اذا كان كل ما ينشر صحيحا. واضح أيضا ان هناك من يستغلون الوضع ويخدعوننا.
في الأسبوع الأخير كانت حالة التأهب في ذروتها خوفا من هجوم مرتقب في ايران. إسرائيل لم تهاجم منشآت النووي، لكن الدمار الذي زرعته طائرات سلاح الجو لدى زيارتها الى ايران من شأنه ان يؤدي، برأي محافل أمنية، الى رد من ايران في الأيام القريبة القادمة. حين لا يعرف احد اذا كان الإيرانيون سيهاجمون قبل الانتخابات في الولايات المتحدة أو بعد أن ينشر رسميا من سيكون الرئيس/ة التالي. محللون يكررون حتى التعب ادعاءاتهم ادعوا بان هجوما قبل الانتخابات يخدم ترامب الذي لا يريده الإيرانيون كرئيس للولايات المتحدة. تقدير آخر يقول ان الجيش الإسرائيلي صفى كل منظومة الدفاع الإيرانية، بحيث أنه اذا ما اختارت ايران مهاجمة إسرائيل سيكون اسهل بكثير على الجيش الإسرائيلي ان يرد والرد سيكون اقسى. وثمة محللون يدعون بانه اذا ما هوجمت إسرائيل، فسيكون هذا من العراق او من اليمن لاجل خلق عرض عابث وكأن ايران ليست مشاركة في الهجوم. في كل حال الكل جاهزون للهجوم، الذي ليس واضحا اذا ما كان سيكون.
في نهاية الأسبوع الماضي ارتفعت حالة التأهب الى مرحلة أخرى. لا في جهاز الامن، الذي يعرف ما يحصل في ايران، بل في الشبكات الاجتماعية. في الشبكات قدروا بان يوم السبت هو موعد الهجوم، وأثاروا تخوفا أدى لان تكون المقاهي والمطاعم شبه فارغة، ولم تكن أزمات سير في الطرقات. في زمن تملي فيه شبكات اجتماعية أحيانا جدول اعمالنا، فان الحرب النفسية الحقيقية تحظى بنجاح كبير وتنتصر حتى على الواقع. الانباء عن تحريك قوات وصواريخ التي لم تكن صحيحة في نهاية الأسبوع الماضي أدت بالمحلل العسكري الممتاز للقناة 12، نير دبوري لان ينشر ايضاحا صريحا جاء فيه بان ليس لجهاز الامن أي معلومات عن ذلك، الامر الذي لم يؤدِ الى توقف موجة الشائعات.
لإيران توجد مصلحة لان تبقينا في حالة توتر وتزرع الخوف فينا. هذا هو السبب الذي جعل الزعيم الأعلى لإيران خامينئي يغرد بالعبرية: “الولايات المتحدة والنظام الصهيوني سيتلقيان ردا ساحقا على ما يفعلانه ضد جبهة المقاومة”. فتح خامينئي مؤخرا حسابا على التوير يطلق فيه تهديدات على إسرائيل. وهو لا يكتفي بذلك، وآلة الدعاية الإيرانية اطلقت شريطا يستند الى صور إسرائيلية تنشر في الشبكات الاجتماعية ويظهر فيها مواطنون إسرائيليون في حالة فزع وهم يصورون مُسيرات في بلدات الشمال. تنشغل اذرع الاستخبارات الإيرانية ليس فقط في تجنيد الجواسيس في اثناء الحرب بل وتفحص أيضا المزاج والمعنويات الوطنية واستنادا الى انطباعاتها تخلق صورة وضع بعيدة عن الواقع وتؤمن بان هذا هو الوضع الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل.
ولزيادة الخوف من الهجوم، الذي ليس واضحا اذا كان سيقع، تمنح مصادر إيرانية مجهولة مقابلات صحفية مع شبكة سي.ان.ان وشبكات تلفزيونية دولية تحذر فيها من هجوم مرتقب، وكل ذلك من اجل الإبقاء على الخوف وزرع الفزع. في الأيام الأخيرة أعلنت ايران عن الغاء التعليم في مؤسساتها التعليمية وعادت وهددت بانها تخطط لهجوم لم تشهده إسرائيل من قبل. إسرائيل تستخدم الطريق ذاتها، وبمشاركة جهات أمريكية تحذر بانها كفيلة بان ترد على الهجوم الإيراني، حتى لو خرج هذا من أراضي العراق. إدارة بايدت حذرت ايران في الأيام الأخيرة من هجوم اضافي ضد إسرائيل وشددت بانها لن تتمكن من لجم الرد الإسرائيلي.
واضح لإيران انها تخاطر برد اقسى بكثير من شأنه ان يضرب منشآتها النووية. لقد اثبتت إسرائيل لإيران اكثر من مرة بان ذراعها الطويلة تصل الى كل مكان. في ايران يعرفون هذا ويكتفون في هذه المرحلة بالتهديد. الفيلسوف، السياسي والمسرحي الروماني، سانكا، درج على القول: “الأسوأ من الحرب والخوف منها”. هذا هو السبب الذي يجعل جهاز الدعاية الإيراني يحاول زرع الخوف والقلق. لإسرائيل توجد القوة العسكرية اللازمة، مطلوب لها جبهة داخلية قوية.