معاريف: لإسرائيل وللنظام الجديد في سوريا اهداف مشتركة

معاريف 18/12/2024، البروفيسور أماتسيا برعم: لإسرائيل وللنظام الجديد في سوريا اهداف مشتركة
لا يوجد بعد يقين في مسألة إلى اين وجهة النظام الجديد في دمشق، لكن هذا هو الوقت لتفكير استراتيجي شامل دون ان يزيغ النجاح البصر. قبل ان نفكر بما نفعله بعد أن اقتلع الجيش الإسرائيلي اسنان السم لنظام الأسد، من الواجب ان نحذر مما هو محظور فعله.
طالما كانت سوريا لا تشكل خطرا واضحا على إسرائيل، فانه اذا ما تفككت هذه الدولة محظور على إسرائيل ان تتخذ أبدا صورة من تفككها. اذا ما أصبحت سوريا دولة مجموعة من مناطق الحكم الذاتي، فلا تكون إسرائيل هي من تصمم ذلك. وعليه، فينبغي ان نزود الدروس في سوريا بكل مساعدة إنسانية يحتاجونها، وحمايتهم من محاولات الذبح، لكن هذا كل شيء. رغم أنه من اللطيف أن نسمع اصوات درزية تدعو الى الانضمام الى إسرائيل، لكن لا ينبغي تشجيع ذلك. علاقات قريبة نعم، وحدة سياسية لها. طالما لا يوجد تهديد حقيقي فلا ينبغي أيضا التقدم الى العمق السوري.
ماذا نعم؟ هذا المقال لن يتناول السياسة تجاه روسيا، ايران وتركيا، التي لها جميعها لمسة قريبة للتغييرات في دمشق، بل فقط لبضع نقاط يوجد فيها لإسرائيل وللنظام الجديد في سوريا اهداف مشتركة. اليوم حزب الله هو التهديد الأساس على الحكم في دمشق. النظام الجديد لا ينسى ان مقاتلي حزب الله كانوا الأكثر نشاطا في ذبح نحو نصف مليون سوري سُني وطرد الملايين منهم من بيوتهم تحت حكم الأسد.
الهدف المشترك الأهم لإسرائيل ودمشق هو ان يفرض على حزب الله نزع سلاحه الثقيل والسماح له بمواصلة الوجود فقط حزب سياسي في لبنان. اضافة الى ذلك ينبغي تفكيك كل مؤسسات الدولة في داخل الدولة التي أقامها الحزب في لبنان: وسائل الاعلام وبنك بدون رقابة الدولة، سيطرة على المطارات والموانيء، سيطرة على الحدود وعلى الجمارك، انتاج وتسويق المخدرات وغيرها. نحو 70 في المئة من مواطني لبنان أيضا يريدون هذا.
في البداية، المطلوب هو اغلبية ثلثين في البرلمان لانتخاب رئيس جديد لا يكون متعلقا بحزب الله (منذ سنتين لا يوجد رئيس في لبنان). الرئيس والحكومة يُسنان قانونا يطالب بنزع السلاح. الأمر ممكن حتى بدون انتخابات، كون جزء من الأحزاب التي دعمت حزب الله انتقلت في اعقاب الحرب الى الطرف الاخر. عندما تكون إسرائيل هي “الشرطي السيء”، ودول الخليج هم “الشرطي الجيد”، الذي يقترح الترميم، يكون احتمال للنجاح.
تماثل مصالح موجود أيضا في السياق العراقي. الميليشيات الشيعية أيضا في العراق يمكنها ان تكون مصدر قلق شديد من الشرق، لإسرائيل ولسوريا أيضا. تفكيكها وإعادة السيادة للحكومة في بغداد حيوي للولايات المتحدة أيضا ويوجد لذلك مؤيدون أيضا في أوساط الأغلبية الشيعية في العراق. حتى الحكومة المؤيدة لإيران في بغداد كان يسرها التخلص من الميليشيات.
للنظام الجديد في دمشق توجد مصلحة عليا في ترميم الاقتصاد السوري المدمر. فقد صفى مصدر الدخل الأساس للاسد، صناعة تصدير مخدر الكابتغون، أساسا الى الأردن، السعودية والامارات. اذا ما تبين النظام كمحب للاستقرار والسلام، فسيكون لهذه الدول مصلحة في اعمار سوريا – لاهداف الربح – لكن أيضا لمنع استئناف تصدير المخدرات. يمكن لإسرائيل أن تساهم في ترميم الاقتصاد السوري بطرق عديدة، مثل في مجال الري، سوريا تعاني من جفاف شديد.