معاريف: كيف يمكن ترجمة” عملية البيجر” الى هدوء وأمن ونصر حقيقي
معاريف 19/9/2024، آفي اشكنازي: كيف يمكن ترجمة” عملية البيجر” الى هدوء وأمن ونصر حقيقي
وسائل الاعلام العالمية في صدمة. قصة تفجير أجهزة البيجر لحزب الله احتلت كل العناوين الرئيس في الصحف الهامة في العالم وبدأت كل التقارير في كل نشرات الاخبار في كل محطة في ارجاء المعمورة.
هذه القصة ليست مجرد قصة “انفجار” أخرى. فالحديث يدور عن عملية طيرت خيال العقل البشري الى مستويات مجنونة. فقد سارت عدة خطوات أخرى مع الجرأة، الوقاحة، الذكاء والتفكير من خارج الصندوق.
لا يمكن وصف الإهانة لحزب الله وايران في هذه القصة. اجادت في وصف الامر صحيفة سعودية في كاريكاتير نشرته صباح امس ظهر فيه جهاز بيجر في شكل حصان طروادة، يخترق قلب معسكر حزب الله. يمكن فهم السعوديين، المسلمين السُنة، كارهي روح الإيرانيين الشيعة الذين سارعوا بالهزء من حزب الله واسياده في طهران.
إسرائيل لم تأخذ مسؤولية عن الحدث. فضلا عن الاعتبارات التكتيكية لابقاء العملية في نطاق النفي، فان في عدم أخذ المسؤولية فعل نبيل أيضا. وعلى فرض أنه يوجد ارتباط بإسرائيل، فهي تفضل ان تبقي بعضا ما من الكرامة للخصم.
لعل هذا هو السبب في أنه دون صلة بمسألة من يقف خلف الفعلة، إسرائيل لم تستغل الحدث كي تهاجم وتهزم حزب الله.
مرة أخرى، على فرض أن إسرائيل تقف خلف الخطوة فان مثل هذه العملية الخاصة، التي تفوق كل خيال كان يمكن ان تتحول لتصبح خطوة بدء لحرب وعدم الاكتفاء فقط بعملية “استعراض” لاجل إثارة دهشة العالم.
لقد حددت إسرائيل هذا الأسبوع فقط إعادة سكان الشمال الى بيوتهم بامان كأحد اهداف الحرب. عملية أجهزة البيجر، سواء نفذتها إسرائيل ام جهة أخرى، كان يمكنها ان تشكل منصة تكتيكية للدفع قدما بالنية الاستراتيجية لاعادة السكان الى بيوتهم.
وهنا، مرة أخرى يطرح السؤال: يبدو أنه توجد لدينا الإبداعية الأعلى في عالم العمليات الخاصة. يوجد من يقول ان هجمة أجهزة البيجر تقف في مصف واحد مع عملية يونتان، قصف المفاعل في العراق، قصف المفاعل في سوريا وكذا عملية ارنون لتحرير المخطوفين في قطاع غزة.
غير أن بالمقابل يوجد لنا فيروس في المستوى السياسي. مستوى لا يعرف كيف يترجم الى المنفعة السياسية خطوات إبداعية – ولا يهم من يقف خلفها – لاجل جعلها “عملة صعبة” يمكن أن يشترى بها هدوء، أمن وانتصار حقيقي، على المليء.