ترجمات عبرية

معاريف: كيف سيغلق الرئيس ترامب الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل

معاريف 27/5/2025، آفي اشكنازي: كيف سيغلق الرئيس ترامب الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل

“حرب العشرين شهرا” تصل على ما يبدو الى الانطواء. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحاول أن ينقذ ربما شيئا ما آخر كي يقلص قدر الإمكان الاهتزازات في الائتلاف. مهمته هي انقاذ 58 مخطوفا والنجاة 58 يوما حتى إجازة الصيف للكنيست. 

لكن في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز الامن يفهمون بانه من الأفضل انهاء المعركة في قطاع غزة الان باتفاق جيد. اتفاق يجلب المخطوفين الاحياء الى الديار والشهداء الى قبر إسرائيل. المعركة في القطاع الان تضغط على حماس في عدة ابعاد. ولعل هذا هو السبب الذي جعل المنظمة تعمل أمس بكد كي تبشر لكل العالم كم هو الاتفاق قريب.

الخطوة الأولى في عملية الجيش الإسرائيلي الان هي تحريك السكان من شمال القطاع ومن مدينتي خانيونس ورفح. لقد جعل الجيش الإسرائيلي مناطق واسعة في غزة مدن اشباح، جزر خرائب. الخطوة الثاني هي استيلاء الجيش الإسرائيلي على الأراضي ونزع ارض غزة من الغزيين وحماس. حتى الان نجح في أن يسيطر على نحو نصف أراضي القطاع.

الخطوة الثالثة هي الضربة الكبيرة لقدرات حماس العسكرية. هنا ينبغي أن نعرض الصورة بشكل واسع: منذ بدأت حملة “عربات جدعون” صفى الجيش الإسرائيلي اكثر من 800 مخرب، بينهم 50 مسؤولا في حماس. نفذ اكثر من 3100 هجوم على اهداف للمنظمة. وفي اليومين الأخيرين فقط هوجم 200 هدف. 

سلاح الجو يعمل بشكل منهاجي. يتلقى معلومات استخبارية دقيقة من الشباك ومن شعبة الاستخبارات وكذا من الفرق المناورة الخمسة. العمل هو دقيق ضد مخربين، مبان – بعضها مباني مدارس جعلتها حماس قيادات، انفاق تحاول ترميمها، مواقع اطلاق وغيرها. 

الخطوة الرابعة هي تجاوز حماس في توزيع المساعدات الإنسانية، وهكذا ضرب قدرة الحوكمة لديها حيال السكان المحليين.

لقد تعرضت حماس لضربات قاسية. ولكنها لا تزال تقف على قدميها. لديها الاف الصواريخ ومئات عديدة من الانفاق. حماس هي المنظمة السلفية الأكثر تطرفا بحيث أن روحها وايديولوجيتها لم تنفذا ولن تنفذا في المستقبل. 

حماس لا تشكل اليوم تهديدا وجوديا على إسرائيل. وليكن واضحا: الجيش الإسرائيلي لن يصل الى النفق الأخير، الى المخرب الأخير، ولا حتى الشبشب الأخير (حسب نتنياهو). لا غدا ولا بعد خمس سنوات من الحرب.

جهاز الامن والجيش الإسرائيلي سيحتاجان لان يعملا في العقود التالية بشكل منهاجي لاجل منع حماس من إعادة بناء نفسها وبناء قدراتها العسكرية – صغيرة أم كبيرة. 

إسرائيل ملزمة بان تبني اليوم التالي. ليس فقط من يحكم في غزة بل كيف ستتم الرقابة الاستخبارية وماذا سيكون العمل العسكري الإسرائيلي في القطاع بعد حرب العشرين شهرا. 

الان يبقى ان ننتظر لنرى كيف سيغلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرب الأطول في تاريخ الدولة. حرب بدأت بالكارثة الأكبر للشعب اليهودي منذ المحرقة، وهي الان تقف في مفترق هام قبيل تغيير شكلها وسلوكها.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى