ترجمات عبرية

معاريف / كنا في هذا الفيلم

معاريف – بقلم  شلومو شمير  – 10/6/2018

نبدأ بالسطر الاخير: لا يوجد ما يدعو الى التأثر أو الى الانجرار الى ردود فعل غاضبة. صحيح، من ناحية اسرائيل، لا شك ان جمعية عمومية طارئة للامم المتحدة هي حدث مغيظ، مثير للاعصاب ومحبط. ولكن بذات القدر هو ايضا عديم المعنى العملي، وليس له أي تأثير حقيقي على الارض.

يمكن ان نبلغ مسبقا عن خطوة الجمعية العمومية وان نخاطر ايضا بتوقع نتائجها. فقد سبق أن كنا في هذا الفيلم. يمكن الافتراض بانه ستلقى مرة اخرى خطابات حماسية ضد اسرائيل، وستتضمن هذه تنديدات جارفة واتهامات قاسية.

الموضوع قيد البحث هذه المرة هو – بلغة الطلب الفلسطيني للاجتماع الطاريء – “الاستخدام المبالغ فيه للقوة ضد الفلسطينيين”. حتى مندوبين لدول صديقة لاسرائيل، او مندوبي الدول التي تنظر الى النزاع بعيون واقعية، وثمة غير قليل كهذه في مقر الامم المتحدة، لا يمكنهم الا يحذروا مما يوصف في تقرير وسائل الاعلام في العالم كاطلاق نار على مدنيين متظاهرين.

وعليه، فمن المتوقع لنتائج التصويت على قرار شجب اسرائيل ان تكون الى هذا الحد او ذاك مشابهة لنتائج التصويت في الجمعية العمومية ضد نقل السفارة الامريكية الى القدس. فقد صوت نحو 130 عضوا في صالح القرار ضد النقل، وامتنع 19 و 9 ضد. هذه نتيجة اغلبية تلقائية في الامم المتحدة ضد اسرائيل.

مع أن سفيرة الولايات المتحدة الى الامم المتحدة نيكي هيلي تصيغ منذ الان خطاب دفاع ملتهب يندد بالمنظمة العالمية على احادية الجانب والتمييز من طرفها، ولكن المشكلة هي أنه في الجمعية العمومية لا توجد لاي دولة حق فيتو لاحباط مشاريع القرارات.

ستكون لاسرائيل مشكلة اذا ما اقرت مادة تطالب بالتحقيق في الاحداث في غزة. فقد سبق للكويت أن طرحت مبادرة كهذه في مجلس الامن، ولكنها احبطت بفيتو أمريكي. في مثل هذه الحالة سيكون على اسرائيل أن تقرر اذا كانت ستقاطع لجنة تحقيق من جانب الامم المتحدة أم ستتعاون معها. ولكن حتى مثل هذا الوضع ليس جديدا على اسرائيل.

في كل الاحوال، فان مبادرة الفلسطينيين لانعقاد اجتماع طاريء هو خطأ وقصور تكررهما القيادة الفلسطينية بتمسك غبي وبعمى سياسي.

ان قرار شجب اسرائيل سيمنح الفلسطينيين ليس اكثر من لحظة اشباع ورضى. ولكن في الغداة سيتبين له مرة اخرى بان الامم المتحدة ليست المكان المناسب لمساعي استئناف الحوار

وليست الاطار المناسب – وبالتأكيد ليست الاطار العملي – لمسعى هدفه تحقيق حل سياسي للنزاع.

خطاب بكائي لمندوب الفلسطينيين رياض منصور، انفلات مناهض لاسرائيل من سفير فنزويلا وتصريحات متوازنة من سفير غربي، ليس فقط لا تساهم في شيء في تقدم المسيرة السلمية، بل وتدفن عميقا كل فرصة لتقدم كهذا.

ومع ذلك، اذا كان يتعين على اسرائيل أن تستخلص درسا ما من اجتماع طواريء كهذا، فهو ان مكانتها العالمية ليست منوطة بعدد السفارات الاجنبية في القدس وان الادمان على صداقة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليس ردا على مشاكلها في المجال السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى