ترجمات عبرية

معاريف: كان هذا فشل الدولة والصهيونية التي يفترض أن تقيم لنا وطنا آمنا

معاريف 19/1/2025، بن كسبيت: كان هذا فشل الدولة والصهيونية التي يفترض أن تقيم لنا وطنا آمنا

اليوم هذا يفترض أن يحصل. يبدأ أن يحصل. هذا سيكون رحلة طويلة ومضينة، مليئة بالصعود والهبوط، دموع عمر وحزن، ذرى انفعال وخيبات أمل مريرة. السعادة والحزن سيلتفان وسيختلطان الواحد بالآخر دون قابلية للانفصال. اليوم سيبدأون بالعودة من الجحيم. سينتظرهم هنا ملايين القلوب الدافقة، التي تدق بوتيرة واحدة. اليوم نحن سنكون، ربما للحظة واحدة، مرة أخرى شعبا واحدا. اؤمن وآمل بان في هذه اللحظة المعينة التي تصل فيها ثلاثة المخطوفات الأوائل عائدات الى حضن عائلاتهن، لكسرة واحدة من الثانية، لطرفة عين دامعة واحدة، لن يكون بيبيون ورافضون لبيبي، يساريون ويمينيون، متدينون وعلمانيون، محافظون وليبراليون. سنكون بشرا وسنتقاسم الفرحة ذاتها، سنذرف معا الدمعة ذاتها، انزعوا القلق، بعد ذلك سنعود لانفسنا. 

“عندما تصمت الطبول الاحتفالية”، كما كتبت نوعامي شيمر في “عندي كل يوم عيد” وآمل بان في هذا اليوم ستصمت. آمل بان اليوم كل شيء سيصمت. آمل ان يغلفنا صمت كبير وصاخب حين يعدن. صمت مطبق لدقيقة. بدون احتفال، بدون تهليل، بدون صخب يصم الاذان. بدون تخمينات وبدون شائعات وبدون تلميحات وبدون مبالغات. هدوء بداية جديدة. هدوء حساب نفس. هدوء مطلق ولو للحظة قصيرة. 

ليس الهتافات هي ما يجب أن تسمع اليوم، حين يعدن. لا حاجة للهتافات. علينا أن ننظر الى العائدات، ان نمسح الدموع ونطأطيء الرأس. علينا أن نعتذر ونطلب المغفرة من اخواتنا اللواتي لم نفلح في انقاذهن قبل ذلك. الدولة كلها، من رأسها وحتى ذيلها، المؤيدون للصفقة والمعارضون لها، المطالبون باستئناف القتال والمعارضون له. كلنا علينا ببساطة أن نعتذر. 

إذ ان دولة اليهود، التي أقيمت بعد الكارثة الأكثر جسامة التي وقعت للشعب اليهودي في ظل قسم “لن تتكرر ابدا” فشلت في مهمتها. هذا فشل مطلق، ذريع، تاريخي، ليس فقط للجيش، الشباك، الاستخبارات، هيئة الامن القومي وحكومة الإخفاق. الفشل اكبر من مجموع اجزائه. كان هذا فشل الدولة، فشل الفكرة التي قبعت خلف اقامة الدولة، فشل الصهيونية التي يفترض بها أن تقيم لنا وطنا آمنا، مكانا يمكننا فيه أن ننام بهدوء في سريرنا صباح السبت. 

من هذه الكارثة أيضا نهضنا، استيقظنا وتغلبنا. والان يتعين علينا أن نغوص عائدين الى الداخل ونجري الإصلاح. إذ هيا نصمت للحظة، نتحد مع ضميرنا، نتعذب مع كارثتنا، نفكر بكل الشهداء والمغدورين والمحروقين والمغتصبات والمخطوفات، بكل النفوس المعذبة التي يشملها مفهوم “7 أكتوبر”.

جزء من الإصلاح اللازم هنا هو مساعدة الاخوات والاخوة العائدات والعائدين. كان ينبغي لهذا ان يحصل قبل ذلك بكثير، لكن الحسابات تمت في مرة أخرى. بانتظارهم طريق طويل، مضن، كي يجدوا من جديد هدوء النفس، الحياة السابقة التي كانت لهم، الطبيعية النسبية التي عاشوها حتى ذاك الصباح اللعين. 

علينا أن نكون هناك، الى جانبهم، على طول كل الطريق مع كتف واذن، ملاطفة ومساندة. إذ رغم ذلك ورغم كل النزاعات والخلافات، والكوارث والشروخ، في الأسابيع القريبة القادمة متان تسنغوكر هو ابننا جميعنا. شلومو منصور هو جدنا. أبناء عائلة بيبس هم أبناؤنا، ليبي الباغ هي مجندتنا للرقابة، 98 روحا تائهة وضائعة هي أرواحنا. الى أن يعودوا جميعا الى الديار.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى