ترجمات عبرية

معاريف: قرار الكنيست المعارض لاقامة دولة فلسطينية يخرب الاستراتيجية الامريكية

معاريف 24/7/2024، آفي غيل: قرار الكنيست المعارض لاقامة دولة فلسطينية يخرب الاستراتيجية الامريكية

تدحر الدراما في اعقاب اعتزال الرئيس بايدن مسائل عديدة عن جدول الاعمال ومنها ما تتعلق بعلاقات إسرائيل بالولايات المتحدة. فقرار الكنيست المعارض لاقامة دولة فلسطينية والذي اتخذ الأسبوع الماضي هو احد الأقراص المريرة التي يضطر الرئيس المعتزل ابتلاعها من يد إسرائيل. ليس مؤكدا على الاطلاق بان من سيخلف الرئيس الذي عرف نفسه “صهيونيا” سيبدي التسامح إياه الذي ميز بايدن. بقرارها، تخرب الكنيست خطة الإدارة لاقامة منظومة إقليمية ضد العدوانية المتزايدة لإيران. حجر أساس في هذه الخطة يستوجب تطبيعا بعلاقات إسرائيل مع السعودية. كشرط لمثل هذا التحول التاريخي، تطرح الرياض شروطا، بينها مطلب الاعتراف الإسرائيلي بافق سياسي مستقبلي يقوم على أساس حل الدولتين. قرار الكنيست يمس على نحو استعراضي بالاستراتيجية الامريكية بانه يضع عائقا امام التحول في علاقات القدس – الرياض. 

يصعب على الأمريكيين أن يفهموا معنى نكران الجميل الإسرائيلي بعد أن وقفت الإدارة الى جانب إسرائيل في ساعاتها القاسية وقدمت بسخاء مساعدة عسكرية، اقتصادية ودبلوماسية. في واشنطن يصعب عليهم أن يفهموا لماذا تعمل إسرائيل ضد مصلحتها الأمنية ذاتها. فمنذ هجمة حماس الرهيبة في 7 أكتوبر ينبغي أن يكون واضحا لكل إسرائيلي بان مفهوم الامن القائم على أساس “شعب وحده يسكن” هو وهم صبياني. فالتعلق بالقوة العظمى الامريكية واضح ولا بديل له. منظومة إقليمية بقيادة واشنطن ضد تهديدات ايران وشركائها ليست نزوة أمريكية بل هي مصلحة استراتيجية إسرائيلية حيوية. 

من صيغة قرار الكنيست يتبين بانه لا يكفيها زق أصبع واحد في عين الإدارة. في صيغة القرار قيل ان “كنيست إسرائيل تعارض بشكل قاطع إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن”. الكنيست لا تعارض اذن دولة فلسطينية شرقي نهر الأردن. يكشف القرار بان الفكرة القديمة التي تقول ان “الأردن هو فلسطين” لم تتبدد تماما. 

ان الحل الذي بموجبه “الأردن هو فلسطين” دحر عن الخطاب على خلفية الفهم بان لإسرائيل مصلحة امنية في استقرار المملكة الهاشمية. اما كشف هذا الحل كمفضل على إسرائيل فقد كان سيصطدم بمعارضة شديدة من الولايات المتحدة. لقد رأت الإدارات الديمقراطية والجمهورية وستواصل رؤية الأردن شريكا استراتيجيا هاما: في المنظومة الإقليمية التي تستهدف صد المحور الإيراني، في الحرب ضد الإرهاب الجهادي وفي تحقيق مصالح أمريكية في المنافسة بين القوى العظمى الجارية في الشرق الأوسط أيضا. 

لقد اتخذ قرار الكنيست عشية سفر نتنياهو الى واشنطن. القرار يخرب على الاستراتيجية الإقليمية إياها التي تدفع بها الإدارة قدما ويعبر عن استخفاف واستفزاز في ذروة معركة انتخابات مشحونة. حكومات الماضي حرصت على تطوير عطف من الحزبين على إسرائيل واتخذت جانب الحذر من الإشارة الى المرشح المفضل من جانبها للرئاسة الامريكية. ائتلاف نتنياهو لم يحصي بايدن، تجاهل المساعدة الهائلة التي قدمها لإسرائيل. استخف بطلباته ويتمنى انتصار ترامب. اذا بقيت علاقاتنا مع الولايات المتحدة تجري في ظل اخذ رهانات وقحة على نتائج الانتخابات هناك. فمآلها أن تتدهور حتى لو انتصر ترامب في الانتخابات. 

 

*مدير عام وزارة الخارجية سابقا باحث في معهد سياسة الشعب اليهودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى