معاريف: قبل الرد
معاريف 16/4/2024، ميشكا بن – دافيد: قبل الرد
الهجوم الإيراني هو جزء من الرؤيا لابادة دولة إسرائيل، وفي اطارها تطور ايران قدرات اطلاق وقدرة نووية، وتستخدم منظمات وكيلة – بما في ذلك في الحرب الحالية التي كان يفترض أن تكون بداية تحقيق الرؤيا. غير أن المعركة العسكرية لا تتقدم حسب المخططات الإيرانية وكان هجوم الصواريخ والمسيرات محاولة لتغيير وجه الأمور، قبل لحظة من انهيار حماس وتوجه الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله.
في نصف السنة التي انقضت منذ هجوم حماس، صفي معظم مقاتليها، دمرت غزة، ومن شأن الدخول الى رفح ان يقضي على قدرتها العسكرية. حزب الله لا يخرج عن حرب الاستنزاف على طول الحدود، والتي نتائجها غير حاسمة. مراحل انهاء الحرب في غزة من شأنها أن تكون مراحل بدء الهجوم الإسرائيلي في الشمال، المشاهد من غزة تصدح جيدا في لبنان – واللبنانيون معنيون بالامتناع عن ذلك. هجمات الوكلاء من حدود سوريا، العراق واليمن الحقت بإسرائيل ضررا ثانويا فقط وايقظت إقامة تحالف دولي ضدهم. ايران فتشت عن طريق للخروج من الوضع فشكلت تصفية ضباط الحرس الثوري في المبنى التابع للقنصلية في دمشق ذريعة مناسبة. ينصب همهم الان على تغيير وجه المعركة الجارية، والظروف الدولية أيضا تبدو لهم مناسبة: الازمة في علاقات إسرائيل والولايات المتحدة، والاصوات التي تسمع في أمريكا وفي أوروبا وتدعو الى وقف التسليح والدعم لإسرائيل، تبدو لهم كالزمن المناسب لترجيح الكفة في الحرب من خلال توجيه ضربة شديدة لإسرائيل.
إسرائيل لا يمكنها أن تستجيب للطلب الأمريكي بعدم الرد، اذا كانت لا تريد ان توقظ بذلك كل اعدائها للارتباط ضدها فانها لا يمكنها أن تخطط الرد وفقا للنتائج الطفيفة للهجوم، بل وفقا للنتائج التي كان يمكن ان تكون له: تدمير مركز لمنشأة استراتيجية، في كل محاولة للقضاء معنويا على دولة إسرائيل، وتأثير حاسم على المعركة الجارية هنا. وبناء على ذلك وعلى مدى الهجوم ينبغي أن تكون شدة الرد.
حتى لو كانت هجمة سايبر او امثالها ناجعة، فلا ينبغي الاكتفاء بها.
رغم أن نجاعة الهجوم الإيراني تبينت محدودة، لا ينبغي ان ننسى بان النتيجة نبعت أيضا من الاعتراضات التي قامه بها الامريكيون وباقي دول التحالف، وعلى إسرائيل أن تتأكد من أنه حتى بدون دعمهم للهجوم على ايران، فانهم سيقفون الى جانبها ضد الرد الإيراني المحتمل. أجر الأمريكيين سيكون شل عضو كفاحي في “محور الشر” واضعافه.
موعد هجوم الرد الإسرائيلي يجب أن يأخذ بالحسبان إمكانية تدخل مكثف من حزب الله – وعليه فيجب الوصول قبل ذلك الى حسم في غزة. فتدخل متزايد من حزب الله سيشكل فرصة لضربة وابعاده عن حدودنا. مع ايران، حماس وحزب الله ضعفاء، ستنشأ إمكانية لتغيير وجه الشرق الأوسط وفقا للرؤيا الامريكية. لكن لهذا الغرض على دولة إسرائيل أن تنخرط في الرؤيا الامريكية وتبدي استعدادا مبدئيا ومشروعا لدولة فلسطينية مستقبلية مجردة من السلاح ومحبة للسلام، مقابل سلام مع السعودية ودول أخرى.
هذه هي الصورة التي ينبغي أن تكون امام الكابنت عندما يقرر الرد الإسرائيلي، والامر يتطلب تغييرا في تركيبة الحكومة.