معاريف: قبل اتخاذ قرار بالهجوم على لبنان يجب خوض بحث استراتيجي
معاريف 88/9/2024، آفي أشكنازي: قبل اتخاذ قرار بالهجوم على لبنان يجب خوض بحث استراتيجي
في الأيام الأخيرة يفهم جهاز الامن بان إسرائيل ملزمة بان تخرج الى عملية واسعة في لبنان كي تضرب حزب الله وتخلق واقعا جديدا على الأرض. الحاجة واضحة، لكن في هذه اللحظة للمستوى السياسي غير قليل من الأفكار – في هذا الاتجاه وذاك. فالترددات في مسألة الخروج الى هجوم او الانتظار لموعد آخر – هي ترددات حقيقية.
يوجد غير قليل من التحفظات على الخروج الى هجوم. أولا، الجيش الإسرائيلي لم ينهي المهمة في قطاع غزة. 101 مخطوفا لا يزالون في ايدي حماس، الجيش لم يهزم نهائيا منظمة الإرهاب وهو ملزم بالابقاء على قوات كثيرة في القطاع.
توجد حاجة لانعاش الصفوف والاليات، كون الجيش الإسرائيلي ليس مبنيا لحرب طويلة لسنين. كما أن جبهة الضفة تتطلب من يوم الى يوم المزيد من المقدرات والطاقة على حساب القوات في الشمال. إضافة الى ذلك، في جهاز الامن يريدون الإبقاء على أثر المفاجأة في الهجوم على حزب الله. لكن اليوم – بعد 11 شهرا من القتال، من الصعب خلق اثر كهذا.
موضوع آخر يقلقون به في إسرائيل هو الشرعية الدولية لعملية واسعة. والمقصود أولا وقبل كل شيء هو الولايات المتحدة، التي توجد في هذه اللحظة في المصاف الأخير للانتخابات للرئاسة. حتى هنا قائمة الاعتبارات للامتناع عن الهجوم الان.
اما قائمة الاعتبارات التي في صالح العملية هنا والان، فطويلة بقدر لا يقل.
لقد أزال الجيش الإسرائيلي في الـ 11 شهرا “الصدأ” في كل المنظومات وفي كل الوحدات. يعمل الجيش اليوم كآلة حرب قوية وناجعة. وحدة الصف في الوحدات عالية.
عموم الالوية اجتازت الى القتال في قطاع غزة، كما اجتازت تدريبات غائية تفصيلية للقتال في جبهة لبنان.
في اثناء الـ 11 شهرا الأخيرة نجح الجيش الإسرائيلي في ضرب قدرات حزب الله. نحو 600 مخرب قتلوا وأصيب الالاف. بين المصابين أيضا كل سلسلة قيادة المنظمة. كما أن الأسلحة أصيبت وأبيدت. وهذه قائمة جزئية فقط.
بالتوازي، في جانبنا لحق بالشمال ضرر شديد. بلدات فارغة، اقتصاد منهار، ازمة اجتماعية. توجد حاجة عاجلة لاعادة سكان الإقليم الذي تخلت عنه حكومة إسرائيل ودولة إسرائيل.
لكن قبل أن يتخذ في إسرائيل القرار بالخروج الى هجوم في لبنان يجدر اجراء بحث استراتيجي هنا. واولا وقبل كل شيء ينبغي ترسيم خط النهاية: هل نبني حزاما أمنيا في لبنان؟ هل نقسم مستوطنات مثل “شافيه سور”، “سافيونيه النبطية” ام ربما “كدمات مرجعيون”؟ ينبغي أن نقرر مع الأمريكيين والاسرة الدولية وصفة فصل القوات بعد القتال ونحدد مسبقا خطة الاعمار للشمال. هذا ما يسمى استراتيجية. وعندما تكون استراتيجية كهذه، سيكون ممكنا التفكير لجدية في الخطوة العسكرية.
في هذه الاثناء، المستوى العسكري – وعلى رأسه رئيس الأركان الفريق هرتسي هليفي – اطلق مرة أخرى تحذيرات من حرب تحل لتوها علينا.
لقد شدد وضاعف الجيش الإسرائيلي الإصابات الأليمة لمنصات صواريخ حزب الله. ونشر الناطق العسكري بان لواء يفتاح انهى مناورته اللوائية لمهمة القتال في لبنان.
بالمقابل حزب الله هو الاخر لم يبقَ غير مبال. وفي استعراض عرضي صغير اطلق امس 30 صاروخا على مدى دقيقة. بمعنى انه أراد أن يقدم لإسرائيل نموذجا عن قدراته النارية التي لا تنتهي.
في السطر الأخير، الشمال في هذه اللحظة مهجور، مضرور ومحروق – ومشكوك أن يتغير وضعه قريبا.