معاريف: فُتحة لخطوة عسكرية واسعة
معاريف 22/9/2024، آفي أشكنازي: فُتحة لخطوة عسكرية واسعة
الاحداث الأخيرة في الساحة الشمالية يجب أن تعزى فقط للمستوى الأمني – ذاك الذي في اثناء السنة الماضية عملت آلة السم على تنفيذ احباط مركز لصورته. من رئيس الأركان عبر هيئة الأركان، شعبة الاستخبارات، شعبة العمليات، سلاح الجو، الشباك وغيره وغيره. صحيح ان المستوى العسكري والأمني فشلا جدا في 7 أكتوبر – لكنهما عرفا كيف يستجيبا ويعودا الى الفعل الناجع في غضون ساعات، ردا الحرب على حماس وانتقلا الى الهجوم بقوة عظيمة.
في الشمال أيضا كانت إعادة انتظام للجيش الإسرائيلي سريعة وناجعة. بفضل قوات الاحتياط لقيادة المنطقة الشمالية، منعوا حزب الله من التفكير، التخطيط أو التنفيذ لاجتياح مكثف لاراضي إسرائيل. حزب الله خلق معادلات قتال إشكالية لإسرائيل، فقط بسبب حقيقة أن المستوى السياسي قيد الجيش في قوة القتال وحدد على مدى اكثر من 11 شهرا مدى الحرب في الشمال.
لقد كان قرار المستوى السياسي صحيحا. من حيث المبدأ مرغوب فيه الامتناع عن فتح عدة جبهات بالتوازي. لكن المستوى السياسي اخطأ مرتين. أولا، في أنه لم يعمل على تنفيذ اتفاق واحد متواصل لتحرير عموم المخطوفين، مما كان سيزيل عنه القيود. وفي المرة الثانية، حين لم يلتزم بالجداول الزمنية لخطة الحرب في غزة. كما عرض الجيش في الخطط التي اقرت.
يأتي الجيش الإسرائيلي الى المعركة في الشمال جاهزا. كل الوحدات المناورة كانت في قتال قوي في غزة في الأشهر الأخيرة. كل الوحدات وجدت على مدى اشهر في الاعمال وكلها اجتازت تدريبات عملياتية في جبهة الشمال، ما خلق وحدة ورفعا أيضا لمستوى الأسلحة من حيث الأشخاص والوحدات. ان حقيقة ان الجيش الإسرائيلي عمل في غزة في طواقم قتالية لوائية خلقت خطابا صحيحا ومعافى بين القادة وأنظمة عمل منسقة بين الوحدات المختلفة.
الجيش الإسرائيلي في نهاية أيلول 2024 لا يشبه الجيش الإسرائيلي في 6 أكتوبر 2023 ولا الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية في 2006 – وحزب الله يفهم هذا جيدا في الفترة الأخيرة. صحيح ان الكثير من نشطاء فقدوا قدرة الرؤيا لديهم، لكن المنظمة لم تفقد باقي الاحاسيس وبالتالي تشعر جيدا بالالم في كل الجسد.
من اللحظة التي تلقى فيها الجيش الإسرائيلي، حاليا، الضوء الأصفر قبل أن يتلقى الضوء الأخضر، فانه يعرض جزءا صغيرا من قدراته.
تصفية عقيل، رقم اثنين في حزب الله هي مثال على قدرات الجيش الإسرائيلي المتراكمة – لكن أيضا على المشكلة الخطيرة التي يعيشها حزب الله. عندما لا تكون منظومة اتصال، والاتصالات الهاتفية مكشوفة، لا يتبقى للقيادة الا الاجتماعات وجها لوجه، ما يجعل هذا العمل مخترقا استخباريا. أي من اللحظة التي تحتاج فيها الى جميع كمية من الأشخاص، في هذه الحالة قادة، بعضهم كبار، في مكان واحد فانك تنكشف هنا. والان كل ما يتبقى للجيش الإسرائيلي هو اطلاق طائرة قتالية الى الجو، اطلاق بضعة صواريخ دقيقة، والباقي تاريخ.
على إسرائيل الان ان تقرر ما الذي تريده من نفسها. هل هي تسير الى تغيير الوضع في الشرق الأوسط: مواصلة تفكيك حماس، تدمير قدرات حزب الله، تفكيك الميليشيات الإيرانية في سوريا في ظل ضعضعة كرسي الرئيس السوري بشار الأسد؟ ام انها تكتفي بهدوء مؤقت في كل الجبهات على مدى سنة، سنتين، وربما عقد، فيما تبقي لحزب الله مخزونات السلاح التي لا تنتهي لديه وقدرة الترميم برعاية ايران؟
صحيح، لخطوة عسكرية واسعة يوجد ثمن باهظ، باهظ جدا. الجيش الإسرائيلي يوجد في هذه اللحظة في ذروة كفاءته. ايران وحزب الله يترنحان، مشوشان مؤقتا. إسرائيل يمكنها أن تقرر في هذه اللحظة المستقبل. السؤال هو هل المستوى السياسي ناضج بما يكفي للقرار. هل يختلف في التفكير، في الجرأة وفي الفكر عن المستوى السياسي عشية 7 أكتوبر.