ترجمات عبرية

معاريف / في رأس السنة الجديدة : 195 الف شيخ فقير في اسرائيل

معاريف – بقلم  يوفال بينجو- 5/9/2018

كادت تمر سنة منذ تشرين الاول 2017، حين بشر وزير العمل والرفاه حاييم كاتس بان الحكومة “سترفع كل الشيوخ المحتاجين الى ما فوق خط الفقر”. ومولت وزارة الرفاه الخطة بـ 662 مليون شيكل في السنة، بهدف رفع مخصص استكمال الدخل للشيوخ الفقراء باكثر من 300 شيكل في الشهر.

ولكن سرعان ما تبين بانه مثلما في حالات سابقة لم يتكبد وزير الرفاه عناء اقرار الميزانية مع وزارة المالية قبل أن يعلن الخطة على وسائل الاعلام. اما في المالية فقد دفنوا المبادرة واختفت هذه “البشرى” عن جدول الاعمال العام بصوت هامس.

تشعر الجمعيات الخيرية بانتهاك هذا الوعد الحكومي برفع الشيوخ المحتاجين الى ما فوق خط الفقر على نحو ملموس هذه الايام. وهذا ما تؤكده احدى الجمعيات الخيرية الكبرى في اسرائيل “بتحون ليف”، إذ تتبين من معطيات الجمعية صورة مقلقة لارتفاع مستمر في عدد المواطنين القدامى الذين يتوجهون لطلب الغذاء ومواد الاستهلاك الاساسية. فعدد الاشخاص فوق سن 65 ممن توجهوا الى الجمعية للمساعدة في العام 2017 بلغ 1.140 عائلة على رأسها مواطن قديم او زوجان من الشيوخ. وفي العام  2016 بلغ العدد 1.660 اما هذه السنة فكان 2.520 عائلة تعيش على التبرعات الغذائية من الجمعية.

هذا وبدأت الجمعية امس عملية توزيع سلات الغذاء للمحتاجين في مراكز توزيعها. وعندما وصلنا الى مركز توزيع الجمعية في ريشون لتسيون الاسبوع الماضي التقينا عائلات لاناس عاملين، مهاجرين جدد بل وحتى جنود في ضائقة، جاءلوا لتلقي سلة الغذاء للعيد. اما الصورة فكانت مؤلمة. معظم من يصل الى المكان في ساعات الصباح هم اناس كبار في السن، لم يعد بوسعهم العمل. لقد كانت الوضعية محترمة ولكن احساس صعب رافق المنتظرين. احدهم، بتسلئيل كوهين ابن 69 وافق على ان يكشف قصته علينا.

“عملت معظم السنين كسائق باص بالاجرة واضطررت الاعتزال بشكل مبكر نسبيا بعد أن مرضت قبل عشر سنوات”، يروي يقول ويضيف: “لا تقاعد لي، لان رب العمل لم يفرز لي التقاعد. فقدت قدرة العمل لاني بصعوبة أكاد استطيع المشي وأنا منذ ذلك الحين اصل الى الجمعية هنا. عندي  ابنان كبيران من زواج سابق. ولكن لا اتصال لي بهما. زوجتي مريضة بالسرطان واخف جدا ان افقدها لانه رغم وضعنا الصعب الا انها هي ما تبقت لي.

نحن نحاول أن نعيش بكرامة، نتلقى مخصص نقليات يتيح لنا الاحتفاظ بسيارة وعندنا مشرفة تعنى بنا بتكليف من التأمين الوطني تساعدنا في التنظيف وفي الطبخ، ولكن من حيث الطعام نعتمد فقط على الرزم الغذائية التي نتلقاها كتبرعات ونعيش على المخصصات فقط. كلانا عاجزان مئة في المئة وليس لدينا اي امكانية لشراء اي شيء. انا لا  اخجل من الوضع الذي وصلنا اليه لانه لم يكن خيارانا”.

يشار الى أن الشيوخ الذين مدخولهم الوحيد هو من المخصصات يعتمدون على مخصص الشيخوخة مضاف اليه مخصص استكمال الدخل من مؤسسة التأمين الوطني. وهؤلاء هم الشيوخ الفقراء في اسرائيل. ويتبين من معطيات التأمين الوطني بان عددهم في 2017 بلغ 194.638، هم نحو 20.1 من عموم المواطنين القدامى في اسرائيل.

مخصص الشيوخة للشيوخ ممن يتلقون استكمالا ل لدخل ارتفع في السنة الاخيرة بمعدل  قليل جا. المخصص  الموحد  (الشيخوخة اضافة الى استكمال الدخل) ارتفع بالنسبة للعام 2017 بـ 41 شيكل للشيخ الوحيد فوق سن 80 و 64 شيكل للزوجين بلا اولاد من السن ذاته، وهو يبلغ 3.252 شيكل في الشهر و 5.139 شيكل للزوجين بلا  اولاد من ذات السن. والغالبية الساحقة من هؤلاء الشيوخ عملوا معظم حياتهم وتعثر حظهم فعلقوا في شيخوختهم بضائقة اقتصادية شديدة بسبب  انعدام التقاعد، المشاكل الصحية، الامراض، العجز وفقدان قدرة العمل، الاقالة، انعدام  مصادر دخل اخرى او توفيرات، بل وانقطاع الصلة بابناء العائلة ممن اداروا لهم ظهر المجن. اما  الاعياد فهي فترة صعبة على نحو خاص بالنسبة لهم.

ويقول النائب ايتسيك شمولي من المعسكر الصهيوني، رئيس اللوبي من اجل المواطنين القدامى في  الكنيست والمبادر الى قانون رفع مخصصات الشيخوخة ان”الوعود في جهة والافعال في هذه الحكومة في  جهة اخرى. فوزير الرفاه كاتس ووزير المالية كحلون يلقيان الواحد على الاخر المسؤولية عن وضع الشيوخ ويتوقعان أن ننسى ما وعدا به. ولكننا هنا لنذكرهما، وعلى الحكومة أن تخجل من نفسها. وضع الشيوخ الفقراء ساء فقط في السنة الاخيرة ولولا  الجمعيات الخيرية وتبرعات المواطنين، لما كاد أي امل في أني ينجح الشيوخ في اجتياز العيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى