ترجمات عبرية

معاريف: في الحكومة يواصلون الرواية ان كل شيء منسق مع الأمريكيين

معاريف 30/10/2025، أفرايم غانور: في الحكومة يواصلون الرواية ان كل شيء منسق مع الأمريكيين

ليت هذه الحكومة كانت منصتة لتلك التحليلات العسكرية – السياسية “الانهزامية”، كما درجوا على أن يعرضوهم في قنوات السم. محللون كانت تحليلاتهم واضحة وموضوعية: التطلع الى مفاوضات مباشرة مع حماس، تؤدي الى تحقيق المرحلة الأولى والاهم بين اهداف هذه الحرب – إعادة مخطوفينا وضحايانا مقابل وقف الحرب، تحرير سجناء وانسحاب الى خطوط دفاع واسعة حول قطاع غزة.

وعندها، بعد هذه المرحلة، تغيير القرص وتحديد قواعد لعب جديدة، متصلبة وابداعية، تجاه قتلة حماس، مع قدرات عمل واسعة في داخل القطاع بعد أن يكون المخطوفون صاروا في البيت.

بدلا من هذا اختارت هذه الحكومة خوض حرب لا نهاية لها حتى “النصر المطلق”، حتى “الحماسي الأخير”، والاعلان مرة تلو الأخرى باننا “على مسافة خطوة عن النصر”. نصر لم يأتِ بالطبع، حتى بعد احتلال محور فيلدلفيا ورفح. هذا فيما ناورت على مدى سنتي الحرب في قطاع غزة بين ثلاثة الى خمسة فرق بثمن دموي لا يحتمل.

هكذا، بعد سنتين من حرب بلا غاية، بدلا من النصر المطلق حصلنا على فشل مطلق. هذا الفشل افضى الى رقابة أمريكية متشددة. صحيح، بفضلها استعدنا المخطوفين الاحياء ونحو نصف الشهداء حتى الان. لكن الثمن هو أن فقدت إسرائيل استقلالها وحريتها المطلقة في العمل للدفاع عن نفسها – وهما اساسان وجوديان مبدئيان حافظنا عليهما بثبات على مدى 77 سنة وجود الدولة.

وها هو، ما لم ينجح في أن تحدثه بنا كل الدول العربية حولنا، التي رغبت في تصفيتنا منذ 1948، مع جيوش كبيرة، مزودة بأفضل السلاح المتطور – نجح في أن يحدثه بنا أولئك “الحماسيون مع الكلاشينات والشباشب”، مثلما وصفهم باستخفاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

إذن نعم، أولئك الحماسيون بالشباشب نجحوا في أن يجعلوا دولة إسرائيل مع الجيش الأقوى والأكثر تقدما في الشرق الأوسط دولة تحت رقابة “لجنة معينة” من “الاخر الأكبر” دونالد ترامب. وهي تراقب كل خطوة وشبر يتحرك فيه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة من مكان مقرها في كريات جات، وبكلمتها تحسم الأمور.

هذه الحقائق واضحة في هذه الأيام جيدا، في الوقت الذي تخرق فيه حماس بقدم فظة اتفاقات وقف النار، لا تنفذ التزاماتها بإعادة الضحايا كما تعهدت بل وتخدع الجميع حين تعيد أشلاء جثة سبق أن اودعت الدفن بدلا من أن تعيد 13 جثمانا لديها.

صحيح أن الجيش الإسرائيلي رد على خرق وقف النار، لكن هذا لم يكن الا بعد الاذن الذي جاء من العم سام. لا شك انه في واقع آخر، بلا الرقابة الامريكية المتشددة والمتصلبة، كل شيء كان سيبدو مختلفا. وبخاصة حين يكون المخطوفون باتوا في بيوتهم والجيش الإسرائيلي يمكنه أن يعمل بحرية وبكامل القوة في القطاع.

في هذه الحكومة سيواصلون الرواية لنا بان كل شيء منسق مع الأمريكيين. هذا فيما هو واضح للجميع بان حكومة إسرائيل أدخلت بكلتي يديها اليمينتين والفاشلتين دولة إسرائيل الى هذا الفخ. فخ يمنعها من التمتع بحرية العمل تجاه حماس بالضبط مثلما ادعى أولئك المحللون “الانهزاميون” – تقريبا من اليوم الأول للحرب.

كما أنهم في هذه الحكومة يحرصون على أن يرووا لنا بان المخطوفين عادوا الى الديار بفضل الضغط العسكري والحرب المتواصلة، وانه لولا أننا صفينا الاخوين السنوار ومحمد ضيف ما كان لهذا ان يحصل.

هذا هراء تام. مع السنوار، بدون السنوار بقينا مع حماس التي تعيد تجديد نفسها، تجند الاف الشبان الغزيين وتجدد سيطرتها في القطاع امام ناظرينا. بالتوازي، كل ساعة تمر نفقد سيطرتنا في القطاع. تحت العينين المفتوحتين والسيطرة من جانب ترامب، غزة تصبح نسيجا جديدا وليس واضحا سيتضمن جملة قوات، شعوب واساسا مصالح. فيما بالمقابل تقف إسرائيل – بلا سيطرة وقدرة تأثير.

لو انه فقط كانت هنا حكومة براغماتية وذكية، نظيفة من أحلام مسيحانية واعتبارات سياسية تهكمية، لمنع كل هذا – وكنا اليوم في واقع مختلف، جيد وآمن اكثر بكثير.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى