معاريف: فشل مطلق في غزة

معاريف 26/6/2025، آفي اشكنازي: فشل مطلق في غزة
منذ 629 يوما والجيش الإسرائيلي يقود الحرب في غزة. 1905 جنود ومدنيين قتلوا في هجمة 7 أكتوبر وفي اثناء الحرب. 50 مدنيا وجنديا يحتجزون مخطوفين في ايدي حماس. حان الوقت لتوجيه نظرة مباشرة والقول بصوت عال: إدارة الحرب في غزة هي فشل مدوٍ لحكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو.
في غزة إسرائيل لا تنتصر، هي تغرق في الوحل. في ايران، سوريا ولبنان – إسرائيل سجلت إنجازات عسكرية. انتصرت بشكل واضح قاطع وجلي. لكن ليس هكذا في غزة. ليس لإسرائيل اهداف واضحة للحرب في غزة. “ممارسة الضغط على حماس لتحرير المخطوفين” هذا ليس هدف حرب، هذه امنية.
المستوى السياسي برئاسة نتنياهو يجب أن يقف امام المستوى العسكري، امام الجمهور وان يحدد ما هو هدف القتال في غزة. بعد 629 يوما، بعد 1905 قتيلا ومغدورا – هو مطالب بان يعلن ما الذي يريد أن يحققه – احتلال غزة؟ تغيير حكم حماس وجلب السلطة الفلسطينية بدلا منها؟ إقامة حكم عسكري؟ ضم غزة الى إسرائيل وإقامة مستوطنات في خانيونس، رفح وجباليا؟ ام فقط تحرير المخطوفين؟
يدفع الجيش الإسرائيلي ثمنا باهظا في الأيام الأخيرة. 20 جنديا قتلوا منذ بداية هذا الشهر في غزة. 20 عائلة تفككت وابدا لن يعرفوا ما هو “النصر المطلق” الشعار الذي حاول ان يبيعه لنا رئيس الوزراء في كانون الثاني 2024. شعار واضح اليوم انه عديم أي أساس في الواقع. شعار كاذب.
الجيش الإسرائيلي لم يصل جاهزا الى المعركة في غزة. فقد فوجيء في 7 أكتوبر. كما أنه لم يكن جاهزا لحرب طويلة من سنتين. لم يكن جاهزا لقدرات العدو الحماسي، لنطاق الانفاق والتحصينات التحت أرضية لقدرة صمود حماس والسكان المؤيدين لها في غزة. لقد احتل الجيش الإسرائيلي أجزاء من غزة عدة مرات حتى الان. في جباليا نقاتل للمرة الرابعة، خانيونس نحتلها للمرة الثانية، رفح نطهرها للمرة الثالثة حتى الان.
لقد استخدم الجيش الإسرائيلي في غزة خمس فرق. الان، بسبب الحرب مع إيران تقلصت القوة الى أربع فرق. بعد أيام سيصل الى غزة جنود احتياط لجولة رابعة او خامسة من القتال. يوجد مقاتلون نظاميون ما ان ينهوا تأهيلهم كمقاتلين حتى يجدوا أنفسهم في قتال متواصل لاشهر على أشهر، فقط في غزة. بدون تدريبات، بدون نشاط عملياتي آخر في خطوط عملياتية اقل. والى هذا ينبغي ان نضيف تآكل العتاد في الجيش الإسرائيلي. اضافة الى ذلك، للجيش يوجد نقص خطير في الوحدات وفي الجنود.
القصة الأليمة لمقاتلي الهندسة القتالية في خانيونس تجسد الوضع. ينقص الجيش الإسرائيلي كتيبتا هندسة قتالية. على مدى سنوات اعتقدت هيئة اركان الجيش الإسرائيلي بانه لا حاجة لوحدات مدرعات وهندسة في ميدان القتال المستقبلي وانه باهظ جدا انتاج دبابة مركبا او مجنزرة نمر. اما الان فيكتشفون العكس تماما. من يقومون بالعمل الأساس في غزة في هذه الحرب هم مقاتلوا الهندسة القتالية والمدرعات. هم رأس الحربة، قبل الكل بكثير.
الان يفهمون بانه لم يكن للجنرالات فكرة خضراء كيف يخططون ويفهمون المعرك على غزة. لقد كانوا عميانا قبل 7 أكتوبر وهم يواصلون المعاناة من نقص الرؤية لواقع القتال في غزة بعد ذلك ايضا. الحقيقة هي ان مقاتلي رأس الحربة يناورون في آليات هندسية قديمة انتجت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
يدور الحدث عن دبابة سنتريون القديمة التي قاتل بها الجيش الإسرائيلي في حرب السويس وفي حرب الأيام الستة. في الثمانينيات من القرن الماضي نزعوا عنها تاجها وجعلوها مجنزة لمقاتلي الهندسة. غير أن هذه الالية لم تعد تتناسب وتحديات القتال الحالي.
امس اتحد الجميع حول الألم على سقوط سبعة مقاتلين من أفضل أبناء شعب إسرائيل. الى جانب الألم على الجمهور أن يطالب بتفسيرات من المستوى العسكري والسياسي عن إدارة الحرب في غزة وعن اهداف الحرب بعد 629 يوما من القتال، 1905 شهيدا ومغدورا و 50 مخطوفا لا يعادون الى الديار.