ترجمات عبرية

معاريف / فرصة ثانية

معاريف – بقلم  شلومو شمير  – 20/6/2018

كل ما ترافق ولقاء القمة في سنغافورة بان الرئيس ترامب وحاكم كوريا الشمالية كيم يونغ اون سيتبين كمراجعة لما سيترافق والنشر الرسمي لخطة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين للرئيس ترامب. كل ما رأيناه، قرأناه وسمعناه قبل وبعد القمة التاريخية عن الاتفاق لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، سيحصل في الاسابيع القريبة القادمة، اذا كانت صحيحة التقارير بان فريق كوشنير – غرينبلت يخطط لان ينشر خطة السلام قريبا جدا.

مثلما في الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران والمصالحة مع كوريا الشمالية، فان خطة السلام، التي يسميها الرئيس ترامب الصفقة المطلقة هي في نظره هدف أعلى وعد بتحقيقه اذا ما انتخب للرئاسة. فبعد أن حقق وفق تقديره الهدفين الاولين، جاء دور خطة السلام. والفرق هو أنه بخلاف المبادرتين – ضد الاتفاق النووي مع ايران وتحقيق نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية – واللتين حرص فيهما ترامب على أن يكون اللاعب الرئيس – فان بلورة الخطة اودعها الرئيس في ايدي صهره جارد كوشنير ومبعوثه الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلت وتلك ثغرة صغيرة لتواجد سفيره في اسرائيل ديفيد فريدمان. ولكن يمكن الافتراض بان عرض الخطة على الملأ سيقوم به ترامب نفسه وبكل الضجيج، الكشف الاعلامي وموجة التصريحات المشجعة التي ميزت قراره الانسحاب من الاتفاق النووي والتودد لكيم يونغ اون.

وفقا للتقارير الاخيرة، فقد عرض كوشنير وغرينبلت خطة السلام في اللقاء الذي اجرياه في نهاية الاسبوع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرس. كما أنهما يطلعان محافل دولية في تفاصيل الخطة. ما يفهم من هذه التقارير هو أنه بخلاف عادة الرئيس ترامب التجاهل المطلق للامم المتحدة، فضل كوشنير وغرينبلت الحصول المسبق من الامين العام للامم المتحدة على التأييد لخطة السلام؛ وهذه حقيقة لا تبشر بالخير من ناحية اسرائيل.

اذا كان ثمة درس يمكن تعلمه من قمة سنغافورة كمراجعة مسبقة قبل نشر خطة السلام، فهو عدم الانجرار الى ردود الفعل الحماسية، الحذر من التقديرات الجارفة، خيرا كان أم شرا، وابداء أشد محاولات ضبط النفس في تحليل ما سيكون. يجدر بنا أن نكون حذرين في تقديرنا لفرص تحقق الخطة على الارض عمليا. فمن تأثر في البداية من تعريف الرئيس ترامب لنتائج لقائه مع كيم كـ “انجاز تاريخي” “خلق عالما حرا من التهديد النووي لكوريا الشمالية، لطف منذ الان تقديراته، وتحدث خبراء في نزع السلاح مؤخرا بشك حول فرص نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية وبان تصبح حقا دولة منزوعة النووي. وحتى المتفائلين من بين الخبراء يدعون بانه حتى لو كان كيم يونغ اون يعتزم عن حق وحقيق نزع السلاح النووي، فهذه مسيرة ستستغرق عشر سنوات فأكثر.

ليس معروفا اذا كان سيرافق خطة السلام جدولا زمني. التقدير هو أن البيت الابيض لن يخاطر في تحديد تواريخ هدف لتطبيق الخطة. مهما يكن من أمر، نرجو أن تتحلوا بالصبر، بالعناية وبالنهج الواقعي قبيل نشر الخطة. فهذه المزايا لم تكن ملموسة في ردود الفعل على نتائج قمة سنغافورة. لهذا الغرض توجد فرصة ثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى