معاريف: فخ غزة
معاريف 18/11/2024، أفرايم غانور: فخ غزة
الأيام تمر. مر أكثر من 13 شهرا على الحرب، 101 مخطوفا لا يزالون يذوون في أنفاق ظلام غزة. قائمة الشهداء والجرحى تواصل الامتداد. وفي الجمهور يتعاظم الإحساس بان ميل هذه الحكومة الهاذية هو دفع الجيش الإسرائيلي الى “الاستيطان” في القطاع، إدارة حكم مدني هناك واعادتنا الى السنوات اللعينة التي حكمنا فيها القطاع وأقمنا فيه مستوطنات بثمن دموي باهظ.
ان الواقع الحالي في قطاع غزة الخرب هو أن حماس فقدت أكثر من 80 في المئة من قدراتها. اغلبية قادتها وترسانتها من السلاح صفيت على ايدي الجيش الإسرائيلي وهي لا تتصرف كجيش منظم. والقادة الميدانيين الذين نجوا في حماس يحاولون خوض حرب عصابات من خلال تجنيد شبان غزيين بدفع المال لهم في مهمة ستتعاظم كلما واصل الجيش الإسرائيلي البقاء في القطاع. معظم الشعب يتطلع الى وقف القتال والى بعض الهدوء. الحكومة تبث انها مستعدة للسير الى اتفاق مع حزب الله على خروج من لبنان مع إمكانية دخول متجدد في حالة خرق حزب الله للاتفاق. لكن في قطاع غزة، حيث لا توجد أي مشكلة للدخول مرة أخرى في حالة رفعت حماس الرأس الحكومة تعارض اتفاق وقف القتال الذي يعيد مخطوفينا أخيرا.
مسموح السؤال “لماذا؟. اتفاق كهذا يفترض أيضا تحرير مخربين من السجون في إسرائيل، مما سيهدد بقاء الحكومة بسبب معارضة بن غفير وسموتريتش اللذين لم يكن المخطوفون في أي مرة في رأس اولوياتهما وبالتأكيد ليس مثل استئناف الاستيطان في غوش قطيف. الشتاء بات هنا والمعنى هو ترد إضافي في وضع المخطوفين ممن تمكنوا من النجاة 13 شهرا المنصرمة. كما أن الشتاء هو خطر على صحة مليوني غزة يسكنون في الخيام في ظروف صحية قاسية. وباء يسقط الاف الضحايا بين سكان غزة سيثير ضدنا غضبا هائلا في العالم، الذي يتهم بعضه إسرائيل منذ الان بالابادة الجماعية.
قطاع غزة ليس حماس والجهاد الإسلامي. توجد هناك منظمات جريمة ثقيلة ترتبط ارتباطا وثيقا بالمجرمين البدو في شمال سيناء ممن تعاونوا على مدى السنين وكانوا مسؤولين عن معظم التهريبات الى القطاع من مصر. من هنا فان استمرار تواجد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة من شأنه ان يصطدم ليس فقط بارهاب حرب العصابات، الذي نرى شراراته منذ اليوم بل وأيضا بارهاب منظمات جريمة ستحاول استغلال هذا الواقع لتعزيز مكانتها داخل القطاع. على خلفية الضائقة الاقتصادية من شأن الامر ان يؤدي الى موجة كبيرة من جرائم الممتلكات في بلدات الغلاف. وهكذا سيضطر الجيش الإسرائيلي للدفاع عن بقائه داخل القطاع المعادي بقوات لا بأس بها بل وان ينصب قوات ذات مغزى حول القطاع كي يحمي بلدات الغلاف. ولم نذكر بعد الملايين التي ستستثمر لاجل توفير العلاج الطبي الاولي، التعليم الاولي، الكهرباء، المياه، النظام الأساس لمليوني غزة في منطقة واسعة معظمها مدمر. فهل أجرى احد ما في الحكومة هذا الحساب؟
نشر في “وول ستريت” مؤخرا بانه حسب مسؤولين فلسطينيين كبار، فان حماس وفتح توصلتا الى توافق على إقامة لجنة غير سياسية من التكنوقراط الفلسطينيين ممن لا ينتمون لاي من المنظمات لتدير قطاع غزة وتوزيع المساعدات الإنسانية. هذا هو الحل الأفضل في هذا الواقع. فهو سيسمح للجيش الإسرائيلي بان يدخل الى قلب القطاع في كل لحظة معطاة في كل حالة شذوذ، يعيد المخطوفين والجيش الى الديار. يتيح لنا إعادة تنظيم أنفسنا حول القطاع ويبقي الهاذين مع أحلام العودة الى غوش قطيف في أحلامهم.