ترجمات عبرية

معاريف: فخامة الرئيس نتنياهو؟

معاريف 1/7/2025، آفي غيل: فخامة الرئيس نتنياهو؟

يصعب على اليسار الإسرائيلي ان يهضم إنجازات بنيامين نتنياهو. الرجل المكروه والمحتقر في نظرهم شق الطريق الى شرق أوسط جديد. تحت قيادته فكك طوق الموت الذي بنته ايران حول إسرائيل. فالجيش والموساد حققا انتصارات مذهلة تعيد الردع الذي ضاع في مذبحة 7 أكتوبر. بانتظارنا ساعات قاسية أخرى، لكن في المستقبل لا يمكن لاي مؤرخ أن يستخف بالزعامة المميزة لنتنياهو، ولا حتى أولئك الذين سيتحفظون جدا من شخصيته.

في نهاية “فصل حرب الانبعاث”، كما عرفها نتنياهو، ينبغي أن يأتي “فصل الترميم”. لهذا الفصل مطلوب زعامة قادرة على رأب الصدوع، تجديد الثقة الداخلية، الجسر على الهوات. لكل هذه نتنياهو ليس مؤهلا. نتنياهو ليس الرجل الذي سيحظى بثقة الشارع الضرورية للصق الشظايا. الان وهو يقترب من عمر 76 وبعد أن حقق جدا مهمة حياته، أزال التهديد الإيراني، عليه أن يقرر بين واحدة من امكانيتين.

الأولى، “العودة الى يوم التوافه”: مواصلة اللعبطة في الساحة السياسية، المثول الى شهادات محرجة في المحكمة، التعرض لمظاهرات واحتجاجات والمخاطر بهزيمة في صندوق الاقتراع، مثلما شهد تشرشل، موضع اعجابه.

الثانية، “خيار الإرث العظيم”: عقد صفقة وترك الساحة السياسية في نقطة زمنية مثلى. هكذا يمكنه أن ينهي ارثه كزعيم عظيم شخّص الخطر، بنى القدرات، وقف امام المشككين وانقذ إسرائيل من الكارثة.

يوجد شخص واحد يمكنه أن يعطي فرصة لذلك في أن يختار نتنياهو “خيار الإرث العظيم” – الا وهو الرئيس اسحق هرتسوغ. عليه الا يكتفي بتكرار موقفه المعروف المؤيد لصفقة إقرار بالذنب، بل ان يتصدر مبادرة جديدة وغير اعتيادية: عرض لانتقال نتنياهو من الساحة السياسية الى كرئيس الرئاسة.

كرئيس، نتنياهو يمكن أن يصبح شخصية قدوة رسمية تجلب معها تجربة ثرية، علاقات عالمية وقصة نجاح قومية وشخصية فريدة من نوعها. في مقر الرئيس، يمكن لنتنياهو أن يسجل نهاية كاملة لمشروع حياته. ولاية السبع سنوات ستتيح له ان يبدل بالتدريج شخصية المقسم القومي بشخصية المعانق القومي. الأجواء الإيجابية التي ستنشأ ستسهل بلورة الحل الذي يؤدي الى وقف محاكمته (ناهيك عن انه سيكون رجال قانون يدعون بان للرئيس حصانة في وجه القانون الجنائي)، وسيكون ممكنا تشكيل لجنة تحقيق تتصدى لاخفاقات 7 أكتوبر بشكل يسمح بالتعلم والإصلاح.

اما الرئيس هرتسوغ، إذ يتيح ارثا مناسبا لنتنياهو فانه سيحظى بارثه الخاص. صحيح أن عليه أن يتنازل عن سنة ونصف من فترة ولايته، لكن بالمقابل لن يوصف مرة أخرى كرئيس هزيل بل كمن ابدى سخاء لا حد له كي يسمح إعادة اشفاء المجتمع الإسرائيلي الممزق. لحظة نبيلة كهذه يمكنها أيضا ان تشق طريق هرتسوغ للعودة الى السياسة. القانون يسمح له بالتنافس على منصب رئيس الوزراء. هكذا، فان هذه المبادرة من هرتسوغ ستسمح لنتنياهو بان يسجل ارثه، تمنح هرتسوغ ارثه الخاص بل وفرصة للهجوم على الهدف السياسي الذي تطلع اليه دوما، وبالاساس ستسمح لشعب إسرائيل أن يتنفس أخيرا الصعداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى