ترجمات عبرية

معاريف: غزة: مشروع تجريبي لتفكيك مخيمات اللاجئين!

معاريف 2023-12-20، بقلم: د. العقيد موشيه العاد: غزة: مشروع تجريبي لتفكيك مخيمات اللاجئين!

خلقت الحرب في غزة وضعاً جديداً في إطاره سيكون ممكناً المبادرة الى عمل يتوق له الكثيرون في العالم منذ سنين طويلة: تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا). عمليا، تخلد المنظمة المتفرعة والتي تشكل سابقة في الأمم المتحدة اللجوء الفلسطيني بدلا من العناية باللاجئين وإعادة تأهيلهم، الامر الذي هو غايتها الاصلية. لقد اقيمت الجمعية العمومية للأمم المتحدة الاونروا في 8 كانون الأول 1949 “لتوفير الاغاثة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين” وبدأت بالعمل في أيار 1950. يميل الكثيرون لرؤية إقامة الاونروا مثابة قطعة حلوى للجمهور الفلسطيني الذي شعر بالاهانة والالم بعد النكبة في العام 1948. “اصلحنا ظلماً واحداً (دولة لليهود بعد الكارثة) بظلم آخر (اللاجئين الفلسطينيين)”، هكذا يعترفون حتى اليوم في الكثير من الدول الأوروبية، “والإصلاح كان واجبا”.
صحيح حتى اليوم تشغل الاونروا نحو 30 الف عامل من ميزانية نحو مليار دولار تضاف اليها بشكل دائم “ميزانيات طوارئ”. الوكالة هي بالأساس مورد تشغيل لسكان المخيمات. في غزة، 13 الف موظف ينتمون لحماس خلقوا تماثلا مطلقا بين منظمة الإرهاب والوكالة ووجد الامر تعبيره في الحياة اليومية في كل مجال تقريبا.
ان وضع المخيمات البشع، مخاطر نشوب اوبئة، مشاهد المجاري التي تتدفق في الشوارع، وبالاساس الفقر والبؤس، شكلت ارضا خصبة لنشوء خلايا الإرهاب في هذه المخيمات. من الصعب أن نرى اليوم عموم المنظمات الفلسطينية، من فتح وحتى حماس، تعمل دون البنية التحتية التنظيمية التي بنيت في مخيمات اللاجئين برعاية الأمم المتحدة سواء في الضفة الغربية أم في قطاع غزة. ان استخدام المخيمات، المركبات والممتلكات المختلفة للأمم المتحدة في صالح أفعال الإرهاب ثبت بما لا يرتقي اليه الشك، ويلقى في كل يوم تقريبا تأكيدا إضافيا في شكل اشرطة تسجيل يحررها الناطق العسكري الإسرائيلي. فادارة الوكالة التي ليست فلسطينية لم تنجح في منع تحول الاونروا الى قسم من م.ت.ف في الضفة وحماس في غزة.
منذ سنين جرت محاولات من دول غنية لإعادة تأهيل أربعة ملايين لاجئ يعيشون في مخيمات الوكالة. لكن المصلحة المشتركة لـ م.ت.ف المعنية بتخليد القضية الفلسطينية والأمم المتحدة التي ارادت الإبقاء على الوكالة كذخر، هي التي منعت تصفية الوكالة التي تجتهد لأن تتخذ صورة جسم انساني ونظيف. كما ان التهديدات بالمس بالميزانيات الضخمة للوكالة، مثلما طالب الرئيس ترامب، لم تضعف أناس الوكالة الذين يعملون على تنمية المسكنة على ظهر اللاجئين. وبالذات السكان انفسهم، من الجيل الثاني والثالث للجوء، فرحوا لسماع برامج إعادة التأهيل والتجديد. “قادة م.ت.ف وحماس يسكنون في فيلل فاخرة، يرسلون ابناءهم للتعلم في دول الغرب”، كما يدعون في المخيمات، “أما نحن فيدفعون لنا بالاقوال: “عانوا اكثر… الفرج قريب””.
ان حرب “السيوف الحديدية” هي خط الفصل لعدد من الظواهر المرتبطة بقطاع غزة، ولكنها أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون نقطة بداية لمشروع تجريبي لتفكيك مخيمات اللاجئين وبناء مساكن ومؤسسات تعليم، صحة ورفاه جديدة وحديثة للسكان الفلسطينيين. محظور لاي من مباديء “صمود” او تعليلات تمتدح الوكالة كـ “منقذ الفلسطينيين” ان تقف في طريق الأسرة الدولية لهذا المشروع الإنساني والحيوي الذي يستهدف إعادة تأهيل اللاجئين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى