ترجمات عبرية

معاريف: عودة الفيدرالية

معاريف 16/7/2025، ميشكا بن دافيد: عودة الفيدرالية

دولة إسرائيل غير مستعدة لان تبقى حماس كقوة عسكرية وسلطوية في غزة. حماس غير مستعدة لان تنزع سلاحها. قوة عربية أو دولية غير مستعدة لان تحكم القطاع طالما لم ينزع سلاح حماس. السلطة الفلسطينية مستعدة وقادرة ولكنها تطالب بالمقابل بدولة فلسطينية، وهذا ما تعارضه إسرائيل. هذه دائرة معناها استمرار القتال، لكن يوجد مخرج منها في شكل فكرة فيدرالية اردنية فلسطينية.

في الحرب العالمية الأولى وعد البريطانيون حاكم الحجاز ومكة، الشريف حسين، ابن السلالة الهاشمية، منحه سيطرة على تلك الأجزاء من الإمبراطورية العثمانية التي يحررونها مقابل ثورته على العثمانيين. الهاشميون ثار بالفعل على العثمانيين وأبناء الحسين تتوجوا ملوكا على بعض من دول المنطقة وحكموها لزمن قصير. ضفتا نهر الأردن الشرقية والغربية كانتا تشكلان في حينه كيانا واحدا، “فلسطيني أ.ي” (فلسطين بلاد إسرائيل). الانتداب الذي منح لبريطانيا على المنطقة تضمن التزاما بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي، لكن بطلب من بريطانيا ادخل الى الانتداب بند يقضي بانه من شرقي نهر الأردن يمكن منع تنفيذ الانتداب. وهكذا ضمن البريطانيون إمكانية لنقل القسم الشرقي من فلسطين – بلاد إسرائيل الى الهاشميين. ابن الحسين، عبدالله عين اميرا لشرقي الأردن، وتوج على الفلسطينيين المحليين. مع ضم يهودا والسامرة بعد حرب الاستقلال، الفلسطينيون في الضفة أيضا حصلوا على جنسية اردنية. عبدالله قتل (على ايدي فلسطيني)، وبعد زمن ما اودعت المملكة في يدي ابنه الحسين.

حتى بعد حرب الـ 1967 رأى الهاشميون أنفسهم مسؤولين عن الضفة، لكن منظمات الإرهاب الفلسطينية تحدتهم. في 1972 طرح الملك حسين فكرة الفيدرالية بين الأردن وفلسطين، فيها يكون “لواء الأردن” و “لواء فلسطيني” (يهودا والسامرة)، كلاهما تحت حكم الملك والجيش الأردني. الخطة لم تلقى تأييدا عربيا، وهُجرت. بعد هزيمة فتح في حرب لبنان، في 1982 عاد الملك حسين وياسر عرفات الى فكرة الفيدرالية. لاحقا طلب الفلسطينيون تغيير هذا الى كونفدرالية يحق فيها لكل طرف فك ارتباطه عن الوحدة. عرفات أخر توقيعه على اتفاق الكونفدرالية، واعلن الحسين عن تراجعه عن الفكرة، وفي 1988 اعلن فك ارتباط الأردن عن الضفة.

يحتمل أن يكون ممكنا احياء فكرة الفيدرالية، وليس فقط بالنسبة لغزة بل بالنسبة للضفة أيضا، حيث أن تغيير الوضع الاستيطاني في عهد الحكومة الحالية، يحبط إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة. في اللواء الفلسطيني من الفيدرالية يمكن ادراج مناطق أ و ب الامر الذي سيوقف الضم الزاحف ويشكل بديلا لدولة فلسطينية. قطاع غزة، ناقص المنطقة العازلة مثلا، يمكن أن تندرج في الفيدرالية كلواء ثالث. مقابل المنطقة العازلة ومناطق الاستيطان اليهود في يهودا والسامرة التي ستضم الى إسرائيل، تعطى الفيدرالية تعويضا اقليميا.

الحل ليس بسيطا: جعل الأردن، الضفة وغزة كيانا فيدراليا واحدا سيزيد جدا نسبة الفلسطينيين في الأردن. سيكون مطلوبا امتيازات للاردن وضمانات للنظام الهاشمي. كما ستكون مطلوبة أيضا اتفاقات مع السلطة الفلسطينية، حل مسألة القدس، ترتيبات حركة بين أجزاء الفيدرالية، خطط ومقدرات لاعمار غزة وترتيبات امنية مع إسرائيل. ان الخروج من الدائرة الحالية سيتيح تأييد السعودية والجامعة العربية والتطبيع المنشود مع إسرائيل.

*روائي ومن كبار رجالات الموساد

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى