ترجمات عبرية

معاريف: عملية الدرع والسهم عززت معضلة إيذاء غير المتورطين

معاريف 12-5-2023، بقلم: د. ليرام كوبلنتس – شاتنسلر*: عملية الدرع والسهم عززت معضلة إيذاء غير المتورطين

حملة “درع ورمح”، التي نفذت في إطارها عمليات إحباط مركز ضد ثلاثة من كبار “الجهاد الإسلامي”، رفعت إلى السطح معضلة المس بمدنيين غير مشاركين.

على إسرائيل واجب حماية حياة مدنييها وفي الوقت ذاته الحفاظ على طابعها الأخلاقي، وبالتالي تقليص الضرر الذي من شأنه أن يلحق بالأبرياء من الجانب الآخر.

عليها أن تفي بالتالي بشروط التوازن. بمعنى أن تكون المنفعة المتوقعة من العملية أكبر من الضرر الذي تلحقه. في العمليات قتل إضافة إلى من تمت تصفيتهم أبناء عائلاتهم أيضا، بمن فيهم طفلة.

كاستراتيجية، يحيط نشطاء “الإرهاب” أنفسهم بدروع بشرية. يطلقون النار من أماكن مأهولة بالمدنيين وحتى زوجاتهم يشكلن لهم درعا، وبالتالي فإن عليهم أن يأخذوا في الحسبان الأذى المتوقع.

العمليات التي تمت بالذات في الليل استهدفت ضمن أمور أخرى تقليص مدى إصابة الأبرياء، وإصابة الطفلة لم تتم بنية مبيتة.

مقابل هذه الإصابة للأبرياء يجب الأخذ بالحسبان سلامة وأمن مواطني إسرائيل. “الإرهاب” هو معامل دافع وقدرة. دافع منظمة “الإرهاب” لتنفيذ عملية والقدرة على إخراجها إلى حيز التنفيذ.

في صندوق الأدوات التي تحت تصرف قوات الأمن تجاه منفذي “الإرهاب” توجد ترسانة من الأعمال التي تساعد على ضمان هدوء نسبي وتهدئة لمواطني إسرائيل. إحدى هذه الأدوات المهمة هي الإحباط المركز.

الميزة النسبية لهذه الأداة هي القدرة على ضرب الدافع والقدرة معا. القدرة على تنفيذ عمليات “إرهاب” تهبط جدا، كون النشطاء الكبار للمنظمات، ممن هم مستعدون لأن يعرضوا حياة سكانهم ونشطائهم الصغار للخطر، يخافون على حياتهم ولهذا ينزلون تحت الأرض.

هكذا تتضرر قدرتهم على إنتاج عمليات “إرهاب”. مثال على ذلك هو سلوك عبد العزيز الرنتيسي بعد تعيينه زعيما لـ “حماس” في أعقاب تصفية الشيخ أحمد ياسين. انطلاقا من الخوف على حياته نزل الرنتيسي تحت الأرض، أطفأ هاتفه الخلوي، تنقل من مكان إلى مكان وهو متخفٍ في شكل عجوز، وامتنع عن التحرك في ساعات النهار.

صُفي الرنتيسي بعد شهر من تصفية الشيخ ياسين. الدافع هو الآخر يمكنه أن يهبط بسبب ردع نشطاء “الإرهاب” الكبار عن تنفيذ أعمال من شأنها أن تؤدي إلى إحباطهم. في مقابلة في العام 2002 اعترف الرنتيسي بأن لقتل زعماء “حماس” تأثيراً على قدرة عمل المنظمة.

الثلاثة الذين تمت تصفيتهم في عملية “درع ورمح” كانوا يحتلون مواقع أساسية كبيرة في “الجهاد الإسلامي”، والعمليات التي خططوا لها كان من شأنها أن تؤذي وتقتل مدنيين إسرائيليين كثيرين. وبالفعل، يبدو بالتالي أن المنفعة من تنفيذ العملية تفوق الضرر اللاحق ولا ينبغي شجب سياسة إسرائيل على الحملة الحالية.

 

*باحثة كبيرة في معهد السياسة ضد الإرهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى