ترجمات عبرية

معاريف: على نتنياهو وترامب بلورة خطة واقعية تسمح لإسرائيل بتصميم واقع أمني

معاريف 11/2/2025، د. شاي هار تسفي: على نتنياهو وترامب بلورة خطة واقعية تسمح لإسرائيل بتصميم واقع أمني

القنبلة التي القاها الرئيس ترامب في زيارة رئيس الوزراء نتنياهو في واشنطن لاخلاء سكان غزة وحديثه عن انه ملتزم بشراء القطاع بل والسماح لدول في المنطقة ببناء أجزاء منه، تأتي على حد فهمه بعرض حل ابداعي في شكل صفقة عقارية. ومع ذلك، فان مراجعة معمقة تثير تساؤلات وعلامات استفهام عديدة، عن أي قدر بالفعل تعد هذه أفكارا متبلورة مع خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ. يحتمل أن تكون مبادرة الرئيس ترامب تستهدف الايضاح للدول العربية بان عليها أن تشمر عن اكمامها وتستثمر المقدرات اللازمة وتساهم في المسيرة الطويلة لاعمار القطاع وانهاء حكم حماس.

لكن حاليا ليس واضحا كيف يفترض بالخطة ان تتحقق واي دول يفترض بها أن تستوعب مليوني غزي. حتى لو وافق بعض من سكان القطاع على المغادرة، فان الكثيرين لن يوافقوا على الاخلاء طواعية، وإمكانية اخلاء بالقوة ليست عملية. فضلا عن ذلك، تنطوي المبادرة على إمكانية المس بمصالح استراتيجية لدولة إسرائيل. منذ الان يتضح تراص صفوف الدول العربية بقيادة مصر، الأردن والسعودية في معارضتها القاطعة للمبادرة والتي من شأنها أن تضع العصي في دواليب التطبيع. فقد رفضتها السعودية منذ الان رفضا باتا بل وادعت، بخلاف اقوال ترامب بانها تواصل التمسك بإقامة دولة فلسطينية كشرط لتحقيق التطبيع. لهذا توجد معان سلبية على إمكانية تعزيز المحور الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية، والذي احد أهدافه المركزية هو الصراع المشترك ضد ايران وفروعها في المنطقة.

كما أن من شأن المبادرة ان تؤدي الى احتدام شبكة العلاقات، المتوترة على أي حال بين مصر والأردن وإسرائيل، واساسا اذا ما واصلت الاعراب عن تأييدها واتخذت صورة من تدفع نحو تحقيقها. وأخيرا، حتى لو كان الحديث يدور عن محاولات لنقل السكان بالقوة، فالامر يتعارض صراحة مع القانون الدولي.

أهم من ذلك هو أنه يثور السؤال حول الاثار المحتملة على الاحتمالات لاتمام الصفقة لاعادة المخطوفات والمخطوفين. فهل ستكون حماس بالفعل مستعدة للتقدم لاتمام كل مراحل الصفقة حتى إعادة آخر المخطوفين، في ضوء الفهم بان الحديث يدور عن مرحلة أولى لانهاء حكمها وصرفها من غزة كجزء من خطة واسعة لاخلاء كل سكان القطاع.

من هنا يتضح أن نتنياهو، رغم العناق الحار الذي تلقاه من الرئيس ترامب واهمية شبكة العلاقات الشخصية بينهما للامن القومي لدولة إسرائيل ينبغي ابداء الحذر من السير أسرى خلف الحلم لاخلاء غزة. هدفه الأعلى يجب أن يكون إعادة كل المخطوفات والمخطوفين في أقرب وقت ممكن. فضلا عن الواجب الوطني، القيمي والأخلاقي تجاههم وتجاه أبناء عائلاتهم ومواطني الدولة، فان هذه عمليا هي بداية المخاض لانهاء الحرب، لبلورة بديل سلطوي لحماس في غزة والتقدم في مسيرة التطبيع مع السعودية.

كل هذا سيتيح لإسرائيل التركيز على التهديد الأكثر تجسدا لامنها القومي من جانب إيران. رئيس الوزراء ملزم بان يتأكد من ان عناصر الاتفاق ستضمن الا تتمكن إيران من نيل سلاح نووي والا تكون دولة حافة نووية وفي نفس الوقت أن يعد خيارات أخرى للعمل اذا ما فشلت المفاوضات.

المعنى هو أن على نتنياهو، الى جانب ترامب ان يبلور خطة واقعية وقابلة للتنفيذ تسمح لإسرائيل بتصميم واقع امني – سياسي محسن والتصدي بنجاعة لجملة التهديدات والتحديات التي تقف امامها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى