ترجمات عبرية

معاريف: على بلينكن ان يبلور السياسة على أساس واقع الشرق الأوسط المتفجر 

معاريف 3/6/2024، يورام أتينغر: على بلينكن ان يبلور السياسة على أساس واقع الشرق الأوسط المتفجر 

يعمل وزير الخارجية الأمريكي بلينكن على الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. لكن يوجهه واقع بديل لسيناريو مستقبلي تخميني، منقطع عن واقع الشرق الأوسط. فمثلا، يقدس الخيار الدبلوماسي الذي ساهم كثيرا في جعل نظام آيات الله عنصرا مركزيا في الساحة الإقليمية والعالمية. يعارض خيار تغيير النظام، ويرفض الخيار العسكري رغم السلوك المناهض لامريكا لنظام ايات الله منذ شباط 1979، الذي يتميز بالإرهاب، تهريب المخدرات، تبييض الأموال ونشر الأسلحة في ارجاء العالم بما في ذلك في أمريكا اللاتينية وعلى أراضي الولايات المتحدة.

يضغط بلينكن على إسرائيل للانتقال من الخيار العسكر الى الخيار الدبلوماسي، رغم أن درس 17 سنة من حكم حماس يوضح بان وقف النار والمفاوضات يرفعان مستوى إرهاب حماس، يشكل فرعا لارهاب “الاخوان المسلمين”، منظمة الإرهاب السنية المناهضة لامريكا الأكبر في العالم. استجابة إسرائيل لبلينكن ستنقذ حماس من تدمير بنيتها التحتية الإرهابية، تشكل انتصارا دراماتيكيا لحماس ومواصلة تآكل قوة الردع الإسرائيلية. ان المس بقوة الردع الإسرائيلية سيحفز الإرهاب والحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل وضد كل الأنظمة العربية المؤيدة لامريكا، يمنع عودة النازحين من الشمال ومن الجنوب، ويقلص المصلحة العربية لتوسيع دائرة السلام. 

يرفض بلينكن الاعتراف بحقيقة أن شرطا مسبقا لتحقيق الاستقرار والسلام هو تغيير النظام في ايران، مما يحرر السكان الإيرانيين من حكم وحشي يزيل عن الدول السُنية المؤيدة لامريكا تهديدا وجوديا فوريا، يزيل العائق الأكبر امام توسيع دائرة السلام الإسرائيلي – العربي، وينزع من الإرهاب الإسلامي المناهض لامريكا بؤرة عمل مركزية.

لا يوافق بلينكن على ان قوة الردع هي العنصر المركزي في اعتبارات الامن القومي الواقع العنيف والمتقلب في الشرق الأوسط، وحيوي اكثر من المفاوضات والاتفاقات التي لا تكون اكثر استقرارا من الأنظمة التي تبلورها.

يتجاهل بلينكن حقيقة أن مفاوضات مثمرة لا يمكنها أن تكون الا مع كيانات تحقق رؤياها ليس مشروطا بتصفية الطرف الاخر للمفاوضات. من هنا اتفاقات السلام مع مصر، الأردن، اتحاد الامارات، البحرين، المغرب، جنوب السودان والتعاون مع السعودية. صحيح أنها كانت تفضل شرق أوسط بدون كيان يهودي “كافر” لكن هذا ليس شرطا لتحقق رؤياها القومية. كما أنها ترى في إسرائيل حديثا امام تهديدات آيات الله والاخوان المسلمين. وهي لا ترى في إقامة دولة فلسطينية شرطا مسبقا للسلام وللتعاون مع إسرائيل. 

بالمقابل، فان المفاوضات المثمرة لا يمكنها أن تكون مع حماس التي تحقق رؤياها مشروط بتصفية الكيان “الكافر” الصهيوني. هكذا أيضا بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها م.ت.ف وفتح، والتي رؤياها التصفوية منصوص عليها في مواثيق فتح وم.ت.ف في 1959 و 1964 ويشدد عليها في جهاز التعليم، التحريض في المساجد، التعظيم الرسمي والعلني للإرهابيين، المنح الشهرية لعائلات الإرهابيين والنشاط الإرهابي المباشر وغير المباشر. 

على وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ان يبلور السياسة على أساس واقع الشرق الأوسط المتفجر والمحبط، وليس على أساس واقع بديل ينعش القلب لاجل قطع سلسلة طويلة من إخفاقات وزارة الخارجية الامريكية في الشرق الأوسط. ان المساعدة الإنسانية المباركة لعرب غزة هي إبادة حماس. اما نقل المساعدة الإنسانية قبل إبادة حماس فيشكل مساعدة خارجية لحماس ويضيف وقودا وليس ماء لشعلة الشرق الأوسط.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى