معاريف: على إسرائيل أن تستغل الفرصة وتصفي التهديد النووي الايراني
معاريف 30/9/2024، ايلا دلاّل: على إسرائيل أن تستغل الفرصة وتصفي التهديد النووي الايراني
في العملية الناجحة لتصفية حسن نصرالله اثبتت إسرائيل بانه لا توجد مهمة ليست في متناول يدها. ومع ذلك، فان التهديد الأكبر على دولة إسرائيل – القدرة النووية الإيرانية – تحوم فوقنا. هذا واقع يستوجب عملا قاطعا، الان اكثر من أي وقت مضى.
نحن نقف امام نافذة زمنية محدودة جدا للعمل، حين تكون الولايات المتحدة تقف امام انتخابات، وإدارة بايدين مشغولة بالاعداد لها. في هذه الفترة تكون صعوبة في اتخاذ قرارات هامة مثل عملية عسكرية ضد ايران. اذا لم نعمل في الزمن القريب من شأن إسرائيل أن تفقد الدعم الدولي والاسناد اللازم للعملية. وعليه فهذا هو الوقت الذي يتعين فيه على إسرائيل أن تأخذ المسؤولية وان تعمل بشكل مستقل كي تمنع عن ايران الوصول الى سلاح نووي.
الاخطارات الأمنية والتقارير عن تقدم ايران نحو تركيب قنبلة نووية تشير الى أن الخطر الحقيقي أقرب من أي وقت مضى. السلاح النووي في ايدي ايران سيجعل الشرق الأوسط منطقة اكثر خطورة بكثير وغير متوقعة، وعليه فان تحقيق قدرة نووية من شأنه أن يؤدي الى خطر استراتيجي هائل على إسرائيل وجيرانها. على إسرائيل أن تعلم الان قبل أن يفوت الأوان.
ان تصفية نصرالله هي بالفعل نصر هام في الكفاح ضد الإرهاب لكن علينا أن نأخذ بالحسبان رد فعل ايران. في ضوء تصفية نصرالله والضربة الشديدة لحزب الله، من شأن الإيرانيين أن يردوا بغضب وان يشددوا مساعيهم للوصول الى سلاح نووي بل ويسرعوا خطوة الثأر. هذه هي اللحظة التي علينا أن نستغل فيها الضعف المؤقت لاعدائنا وان نضربهم قبل أن تتعزز قوتهم مرة أخرى.
“الجريء ينتصر” – وإسرائيل أثبتت مرة تلو الأخرى بانه في أوقات التهديد الوجودي تعرف كيف تعمل بجرأة. توجد لدينا القدرات، التخطيط والقوة للعمل. والان مطلوب قرار استراتيجي واضح يقودنا الى الامام. لقد علمنا التاريخ بان من ينتظر ويتلبث، يخاطر بذلك في ان ينمو التهديد، يتقوى ويصبح غير قابل للمنع. علينا أن نعمل فورا بينما الوضع العالمي متوتر والضغوط على ايران تتزايد.
ان نجاح العملية التالية لا يمكنه فقط ان يقوم على أساس القوة العسكرية بل ويفترض أيضا الى قيادة موحدة. هذا هو الوقت لتشكيل حكومة طواريء وطنية تدمج كل القوى السياسية تحت مظلة واحدة، بهدف مشترك وواضح – إزالة كل التهديدات الأمنية الاستراتيجيتة عن دولة إسرائيل.
هذا ليس الوقت للسياسة الصغيرة. مطلوب وحدة صهيونية لمدة سنة لاجل قيادة الدولة في مواجهة المخاطر التي تهددها. في نهاية الامر، تصفية القدرة النووية لايراني ليس فقط هدفا استراتيجيا بل مهمة وطنية عليا. إسرائيل ملزمة بان تواصل التصدر، الهجوم بقوة والحفاظ على أمن مواطنيه.