معاريف: طريق التهريب السريع
معاريف 9/9/2024، آفي اشكنازي: طريق التهريب السريع
العملية في معبر اللنبي في غور الأردن قاسية واليمة لكنها ليست مفاجئة. في إسرائيل يجري جدال حول مصير محور فيلادلفيا المحاذي لرفح على حدود مصر – قطاع غزة. دون الدخول الان الى الجدال الجماهيري في الموضوع من المهم أن نعرف بضعة أمور ونستوعبها في القلب: لاجل الحفاظ على محور فيلادلفيا يجب التعاون المكثف مع المصريين؛ بان محور فيلادلفيا هو محور ثانوي في أهميته للتهريب وتسلح العدو؛ وان المشكلة المركزية التي تنشأ لنا في الأشهر الأخيرة هي الحدود الشرقية؛ وان الامر الأهم هو ان معظم مشاكلنا الأمنية مصدرها ايران، التي حددت سياسة خلق طوق خانق على إسرائيل.
من اللحظة التي لاحظت فيها ايران تفكك حماس في غزة، فانها تبذل الجهد في الضفة وفي غور الأردن. يعمل الإيرانيون بشكل مرتب مع اهداف محددة وخطة عمل. فهم يلاحظون صدوعا في المملكة الأردنية، وهذا يعمل جيدا بالنسبة لهم. هم، الإيرانيون، يحتاجون الى المجال الجغرافي الأردني كي يخلقوا تواصلا من تصدير الثورة الشيعية، التي يسمونها “الثورة الإسلامية”.
بعد أن قضموا ايران، العراق، سوريا ولبنان هم ملزمون بان يستكملوا أعمالهم في الأردن. هذا هو السبب الذي جعلهم يهربون الى داخل الأردن خلايا إرهاب نائمة، وبالتوازي – فتحوا محاور تهريب لوسائل قتالية، مخربين ونشطاء عبر المملكة. حكومة الأردن وقصر الملك يبذلا من جهتهما جهدا حقيقيا للتصدي للمشكلة. معظم القوة العسكرية يوظفونها في الحدود الشمالية امام سوريا حيث تكثر المصاعب والتحديات، لكنهم يعملون أيضا على طول حدود العربا والغور.
يوجد الجيش الإسرائيلي تحت عبء المهام في الجبهات المختلفة – الشمال، غزة، الضفة، الحدود المصرية وغيرها. هذا هو السبب الذي وان كان يجعل الـ 300 كيلو متر من الحدود بين إسرائيل والأردن مرسومة على الخرائط الا انها لا تتضمن عائق بري ذا مغزى على الأرض. معظم الحدود مفتوحة. طريق سريع للتهريب. محور فيلادلفيا يمكنه أن يشحب امام الحدود الشرقية. عبر الحدود الشرقية يتدفق المزيد والمزيد من الأسلحة، المواد المتفجرة والمال، الكثير من المال، من ايران – مباشرة الى ايدي منظمات الإرهاب الفلسطينية في الضفة.
إسرائيل ليس فقط لا تعمل على اغلاق الثغرة الشرقية لقواتها، فقد سبق ان كتبت في الماضي بانه لا يوجد على طول معظم الحدود عائق، لا توجد قوات، لا توجد منظومات اخطار – بل تترك في ايدي الأردنيين كل الامن في الجبهة. الأردن هو مثال على كيف تعرف إسرائيل العمل بالتعاون. بالمناسبة فانه مع مصر أيضا، حتى خطاب فيلادلفيا لرئيس الوزراء، كان تعاون وثيق في المقطع الأمني – في المحور نفسه وفي 220 كيلو متر آخر على طول الحدود من كرم سالم حتى طابا وخليج ايلات. العملية في معبر اللنبي يجب أن تشعل ضوء احمر ساطع. إسرائيل ملزمة بان تجند الأمريكيين والدول العربية المعتدلة كي تعزز المملكة الأردنية في وجه التآمر الإيراني. وبالتوازي، ان تجند التحالف الدولي كي تضرب رأس الافعى الإيرانية، التي تحاول ضعضعة الاستقرار في المنطقة. في هذه الاثناء على الجيش الإسرائيلي أن يعمل بسرعة ويعزز عناصر الامن في الحدود الشرقية كي يمنع العملية التالية.